بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد





الحياة الزوجية تتكون من زوجين تنشأ منهما أسرة جديدة ومجتمع صغير ينضم للمجتمع الأم؛ وبالتالي فإن كل ما يحدث بين الزوجين يؤثر على مجتمع بأكمله

فالأفضل لأي تصرف سلبي من أحدهما أو نقص في شخصه أن يسترهـ الطرف الآخر ويصبر عليه؛ يسترهـ عن أعين الناس ويصبر ويغض الطرف عنه

فالأصل أنه لا يوجد إنسان كامل ولا توجد مواصفات بشرية مفصلة؛ فينبغي الستر على ما لايعجب الناس والصبر على ما لايعجب كل طرف من الآخر

والستر بين الزوجين على حدث وأمر طاريء والصبر عليه يعتبر من الإيمان بالقدر؛ فكل منهما مقدر للأخر فليس لهما إلا الصبر الذي يوفي الأجر

وليس الهدف من الحياة الزوجية العيش بحياة تكاملية؛ بل هي استمرار لسلسلة أسرية في مجتمع تتكرر أحداثه اليومية بصورة طبيعية

فإذا حدث ما يعكر صفو هذهـ الحياة فإن العتاب يمحو ما بالقلوب والإعتذار ينسي العيوب ويأذن لشمس الخلاف بالغروب

أما التبرير مع الإعتذار فإنه يعطي الخلاف فرصة للتكرار ويبقي بالنفوس ما يدعو للتذكار فتنشب النار من أول شرار

بينما التغاضي والتجاوز والتسامح يخلق أجواءاً صحية نفسية أسرية سارّةً مريحة؛ تجعل البيت مجتمعاً مثالياً تتكون منه المدينة الفاضلة

وأما التدقيق والتمحيص والتصـّيد و ( الإستقعاد ) لكل شاردة و واردة والمحاسبة والمماحكة على النقير والقطمير فإنها تحوّل الحياة إلى سعير

فمن رضي فله الرضى فتغض عينه عن كل عيب؛ ومن سخط فلا يلومن إلا نفسه لتصبح عينه تبدي كل سوء؛ فينشر غسيل بيته ويؤثر على سمعته وصيته





خاتمة :

عن الإمام مسلم في صحيحه بكِتَاب الرِّضَاعِ – باب : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت

قال :حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ } .





أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة 7 / 7 / 1434هـ

حياك الله يا غالي

يبدو لي إن العلاقة بين الزوجين يجب ان تستند الى اربع عوامل رئيسية ينتج عنها بعد ذلك صبر كل طرف على الاخر وتجاوز عثراته .. وهي كالتالي :


1 - الأحترام :

اذا نشأ رجل في بيئة ( يعتقد ) فيها أن المرأة مجرد تابع فقط .. يحق له التصرف به كما يشاء .. فيهملها او لايحفظ لها حقوقها او لا يساعدها على تلبية احتياجاتها قدر استطاعته .. ويهينها ويلعنها وقد يعتدي عليها بالضرب .. فهذه قاصمة لا ينفع فيها صبر او غض نظر .

وايضا .. اذا ما نشأت المرأة في بيئة لا تحترم فيها وجود رجل في حياتها .. فاذا ما ائتمنها في سر قامت بنشره .. واذا ما أخفق في امر من أمور الحياة قامت بفضحه .. .. واذا ما حفظ لديها شئ قامت بالعبث به .. واذا ما نهاها عن فعل أصرت على التمادي به .. فهنا لن يكون هنالك صبر او غض نظر .

الأحترام هنا من وجهة نظري .. هي تقوى الله من كل طرف حيال الطرف الآخر دون ضرر أو ضرار .


2 - التعاون :

لا تستقيم الحياة بين الزوجين اذا فقد اي منهما لغة التعاون فيما بينهما ومعرفة كل منهم بالتزاماته ومسؤولياته ..

فلا يصح ان يذهب الرجل يطلب رزقه ورزق زوجه واطفاله .. والمرأة تلهو وتعبث ولا تلتزم بواجباتها في منزلها كما يلتزم الرجل بواجباته خارج منزله .

كما لا يصح ان نجد اذا ما كانت المرأة عاملة ان تقوم بواجباتها حيال بيتها وتذهب في طلب الرزق من خلال عملها .. وزوجها متبطح بالمنزل قد القى بالمسؤولية على زوجه في تصريف شؤون حياتهم وتلبية التزاماتهم وقد اكتفى بتحديد مواعيد السهر مع اصحابه والبحث عن السفر والترحال ومتابعة الافلام والمسلسلات !

التعاون من وجهة نظري .. هي تضحية ( متبادلة ) من الزوجين في توفير كل منهما الرعاية للاخر .


3 - الكفاءة :

كنت اقول فيما سبق ان الجميع خير وبركة .. ولكن من تجارب واطلاع تعلمت ان الناس معادن

لا نستطيع ان نحدد معادن الناس .. فليس هنالك اسرة دائما معدنها من ذهب .. وليس هنالك اسرة دائما معدنها من نحاس !

ولكن يفضل ان كل الزوجين يتحرى الطرف الاخر من بيئته ومن معارفه فربما يساعد ذلك على تقليل التباين والخلاف في القيم والعادات والتقاليد .. كما انه يساعد في معرفة قيمة كل طرف للطرف الاخر .


4 - الحب :

لا تتزوج امرأة من رجل عندما نظرت اليه لم تشعر بشئ منه في نفسها
كما لا يتزوج الرجل من امراة عندما نظر اليها لم يشعر بشئ في نفسه منها

الحب قيمة اخلاقية وعاطفية تساعد كل طرف ان يحمل الطرف الثاني برضى وقناعة .. ويجعل كل طرف ( يجتهد ) في رضى وسعادة الطرف الاخر .. ويخلص كما تفضل اخونا ( كاتب النحرير ) ان يساعد كل طرف على مسامحة الاخر والتجاوز عن عثراته والبحث دوما عن حسناته


الا انني اعتقد .. ان هذا الحب لا يكون اذا ما افتقد ( الاحترام - التعاون - الكفاءة ) .


يعطيك العافية ،،،

الاخوة الكرام في إشراف المجلس العام

أشكركم على كرمكم وفضلكم الذي تغمروني به في كثير من المواضيع

وتثبيت الموضوع والتفاعل معه من مشرف عزيز واخوة أفاضل

يشجعني على الاستمرار في الكتابة الاجتماعية

لأن موجة الاحباط التي تسيطر على المنتديات لا تخفى عليكم



أما بالنسبة لمداخلاتكم المثرية والمثمرة فلا أزيد عليها

بل أعتبرها إضافة للموضوع إن لم تكن مواضيع بحد ذاتها



بارك الله فيكم جميعاً ورزقنا وإياكم الحياة الطيبة السعيدة

والحمد لله رب العالمين