رغم أن برشلونة لم يعد يملك ذاك الفريق المفعم بكبار لاعبي العالم مثلما كان
في وقت مضى فإن لاعبين اثنين هما الاستثناء (لويس أنريكي)و(باتريك كلايفرت)
الأول تحدثنا عنه مطولا الاسبوع الماضيمع أن هذا لا يكفيه الا أن الوقت حان لكي
أتحدث عن الركن الاساسي الثاني في البارسا و هو الهولندي كلايفرت.
و كالعادة أحب أن أبدأ من البداية ،هذه المرة سأعود 27 سنة الى الوراء و تحديدا
في 1976/7/1 حيث ولد (باتريك ستيفان كلايفرت) بامستردام الشمالية،وقد بدأ كل
شيئ من البداية،الموهبة المبكرة الغير اعتيادية لذلك الطفل الاسمر.
فقد كان أبوه لاعبا في فريق (روبن هود)أحد أقوى الفرق في سورينام مثلما كان أخواه
(ريناتو و ناتاسيا) مهووسان بكرة القدم الى حد الجنون بينما أدى المآل بباتريك
الى أن يبدأ مشواره الرياضي بعد أن ظل لفترة طويلة يمارس الكرة كل يوم مع أطفال
الحي و شقيقه ريناتو و صديقه (ادغار دافيدز) و الذي انتقلا معا الى نادي(شلينغود)
إذ بدءا معا المغامرة الناجحة التي جعلت منهما لاعبين كبيرين و هما في عمر الزهور
و لايزال مدربهما السابق (ويم مانتيك) يتذكر حتى الان أن باتريك كان منذ البداية
موضوع اهتمام قناصي المواهب عكس دافيدز الذي لم يقنعهم الا بعد الخضوع لعدة اختبارات
هكذا كان باتريك حيث بطوله المتميز رغم أن عمره 5 سنوات ثم انتقل الى أياكس و هو في
الثامنة فتلقى ما يلزمه من التكوين حتى بلغ الثامنة عشرة فانتقل الى الفريق الاول
أيام لويس فان غال،و من الطريف في ذلك أن انتقال كلايفرت ارتبط بفشل أياكس بضم رونالدو
و الذي انضم بدوره الى الغريم التقليدي ايندهوفن فما كان من فان غال الا أن يرد الفعل
و يلجأ الى فريق الشبان ليضم باتريك الى الفريق الاول قائلاان كان لدى ايندهوفن
رونالدو فلدينا باتريك الذي يصح اعتباره اخر جوهرة للنادي).
و كان باتريك تماما كما توقع فان غال فانطلق الى قمة النجومية بسرعة كبيرة كما قال
عنه الهولنديون بأنه خليفة فان باستين فأصبح ظاهرة الدوري في أول موسم له وواصل اشعاعه
بالتوازي على المستوى الاوروبي حيث لعب أول مباراة له في البطولة الاوروبية ضد فريق
ميلان كابيللو مساهما بالفوز عليه مما شكل البداية الناجحة لمسار انتهى بمواجهة ميلان
مرة أخرى في نهائي البطولة ذاتها و سجل هدف الفوز باتريك كلايفرت و قال باتريك عن تلك
البداية لقد بدا لي موسمي الاول حلما رائعا لأن الفريق الذي لعبت له كان الاكثر قوة
و توازنا بين فرق العالم) و تألق مجددا أمام (غريميو)بطل الليبارتادوس و فازوا عليه
4\3 بركلات الترجيح.
يمر اللاعبون جميعا دون استثناء بمرحلة من الظلام أو اللعب تحت الظل و باتريك هو أحد
هؤلاء دون شك فبعد النجومية و المجدالمبكر مع أياكس بدأت تلك المرحلة في حياة باتريك
و تحديدا في روما بتاريخ 1996/5/22 عندما لعب أياكس مع السيدة العجوز(جوفنتوس) برسم
نهائي دوري الأبطال،يومها انتهى الوقت الاصلي 2/2 و جاءت ركلات الترجيح حينها أهدر كل من
باتريك و دافيدز ضربتي جزاء فخسر أياكس4/2 فهاجمته جماهير أياكس متذرعة بالقول أنه السبب
في خسارة الفريق فتوجه بعد ذلك الى سان سيرو ليلعب مع اي سي ميلان و مع ذلك لم يعرف طعم
النجاح بالنادي الايطالي فتوقع الجميع انهيار نجم سطع بقوة و خبا أيضا بقوة.
لكن الحل جاء على يد فان غال للمرة الثانية فأحضره للبارسا حيث لايزال الى الان الهداف
الاوحد للفريق لكنه مع ذلك يتعرض للانتقاد بين الحين و الاخر،فعندما يسجل يقابل بالاعجاب
و الهتاف من الجماهير و عندما يضيع الفرص يقابله نفس الجمهور بالاستهجان و النقد اللاذع
كما أن الصحافة الكاتالونية تسمي من يخلف باتريك بمهمة الهداف بدلا منه؟؟؟
مثلما تشير الى ان الادارة البارساوية قد تجد في عدم الانتظام لديه في غزو الشباك مبررا كي
تضعه في خانة الانتقالات خلال الصيف المقبل و تجني من وراء بيعه الاموال اللازمة لترميم النادي
فمهما كان من امر و مهما كانت الظروف و رغم الانتقادات فانه لا يوجد شك في قيمة هذا اللاعب
الفذ و لا في أنه لا يزال قادرا على العطاء الى ابعد الحدود و لايزال بامكانه السير على
الطريق الذي سار عليه منذ العنفوان و منذ فاز باغلى الالقاب و حقق أفضل الانجازات
و بالتالي فان ما ينقص باتريك انما هو الاجواء الملائمة و تكامل العناصر التي يلعب معها
سواء في برشلونة أو في أي ناد اخر داخل أو خارج اسبانيا و لذلك فان هذا الصيف سيكون
حاسما في حياة هذا اللاعب فإما البقاء تحت الظلال أو الارتقاء الى عالم النجومية من جديد.