[ قهوة الثلاثاء - 41 ] .. أبو إسلام المصري .. صورة مشوهه للداعية المسلم ! - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

هلالي من ارض اليمن · #1 25/03/2013, 05:54 PM

نحن نعتقد يقينا أن الأسلام هو دين الحق وما دون ذلك من الأديان السماوية الأخرى كالنصرانية واليهودية أو الوضعية كالهندوسية والبوذية على باطل طالما لم يؤمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ،،،

وبالتالي فأن الدعوات التي تنادي ان جميع الأديان سواء وان جميعها تتفق على عبادة الله وأن أختلفت في الطرائق هي دعوة باطلة لا تتوافق مع الاسلام وعقيدته في البراء من معتقدات وسلوكيات الكفر والكافرين في علاقتهم مع الله ! .. فليس من يعتقد أن الله سبحانه رب لا شريك له كمن يعتقد ان لله شركاء في الملك ! .. وليس من يعتقد بنبوة عيسى بن مريم والعزير عليهما السلام كمن يعتقد بأنهما أبناء الله أو الله نفسه ! .. وليس من يصون كلام الله في كتابه المقدس كمن يعبث به تعديلا وإضافة وحذف ! .. وليس من يرفع يديه تضرعا وخشية الى الله كمن يسجد الى صنم صنع في الصين !

كل ذلك يجعلنا لا نتفق مع تلك الدعوات والبرامج الاعلامية والدعائية التي يتم ترويجها من وقت الى اخر وتظهر الاسلام وعلاقته مع الاديان الأخرى انهما واحد ! .. فتلك كذبة والاعتقاد بها قد يضعنا في شبهات الكفر ،،،

من جانب آخر فأن الاعتقاد أعلاه لا يتنافى مطلقا مع حفظ العلاقة الانسانية فيما بيننا كمسلمين والآخرين من معتقدي الديانات الأخرى .. فاذا ما كان واجبنا الشرعي ان ندعوهم الى الاسلام أو في أضعف الايمان أن نعرفهم بالاسلام فيجب علينا من جانب اخر ان نحمي حقوقهم واموالهم وارواحهم واعراضهم من العدوان او الاساءة طالما يشاركوننا الدم واللسان والتاريخ والارض ( العرب الغير مسلمون أو غير المسلمون من مواطني الدول الإسلامية ) أو تربطنا بمن هم خارج حدود عالمنا الاسلامي علاقة عهود ومواثيق .. وذلك ليس فضل أو تعاطف من الكاتب ولكنه خلق الاسلام ومنهجه الذي كان شاهدا على ذلك في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم من بعده وامتد في عصور لاحقة من تاريخ المسلمين حتى وقتنا الحالي ،،،

ما دفعني للتذكير بهذا الموضوع هو حوار اعلامي مع شخص يدعى ( أبو أسلام المصري ) والذي يعد نفسه متخصصا في التصدي للحملات الصليبية والصهيونية حسب تعبيره ! .. هذا الرجل والذي يمكن مشاهدة الحوار معه عبر قناه ( القاهرة والناس ) يوم 18/03/2013 م .. كان قد نصب نفسه حاميا للاسلام ولكن للأسف دون أن يتحلى بخلق الأسلام القويم !

فلم أعرف يوما ان هنالك من يدعو الى الله دون ان يتحلى بالخلق الرباني القويم أو المنهج النبوي الكريم ! .. كما لم أعرف يوما ان هنالك من يدعو الى الله وهو يتناول في حديثه السباب واللعان ! .. ولم أعرف ان هنالك من يدعو الى الله وهو يقوم بحرق او تدنيس التوراة أو الأنجيل ! .. كما لم أعرف يوما ان هنالك من يدعو الى الله وقلبه قد امتلئ حقدا وكرها نحو عباد الله !

حقيقة أن ابو إسلام المصري ومن شابهه هم خطر حقيقي على الاسلام وصورة مشوهه لنموذج الداعية المسلم ! .. فالقران الكريم يعلمنا حسن الكلام بمجادلة الاخرين بالتي هي أحسن ! .. ويعلمنا الرحمة مع الناس والا لانفضوا من حولنا ! .. ويعلمنا الدعوة بالعلم وحسن الأدب ! .. ويعلمنا رسول الرحمة المهداة ان نعامل الناس كما نحب ان نعامل ! .. ويعلمنا ايضا ان الدين المعاملة ! .. ويجسد لنا نموذجا وهو يعفو يوم الفتح العظيم عن من اساء اليه وقد دانت له رقابهم ! .. ويعلمنا وهو يبحث عن ذلك اليهودي يواسيه في مرضه وهو الذي كان يؤذيه حين كان يلبي الصلاة خير من النوم ! .. وفي سيرة المسلمين الكثير من هذه المواقف الاسلامية العظيمة وليست أخلاق الاسلام في سمرقند ولا عمودية عنا ببعيد !

يبدو لي اننا اصبحنا في أمس الحاجة ان ننتصر لديننا من خلال التعريف به واخلاقياته وقيمه العظيمة حتى نقطع الطريق امام بعض الجهلاء او السفهاء الذين يدعون انهم يحملون الدين على عاتقهم بينما لم يأنس هذا الدين في قلوبهم ولم تشهد به اقوالهم وأفعالهم ! .. ويفترض ان نكون أكثر حذرا وحيطة من اولئك الذين يرغبون المتاجرة في عواطفنا الدينية وتوجيهها في غير طريقها الصحيح من خلال منح انفسنا مساحة أكبر أن نتعلم ديننا ونحرص على ذلك حتى لا نمنح عقولنا وافئدتنا لمن يريد ان يعبث بها باسم الاسلام والمسلمين !

ودمتـم في خيـر