نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى المجلس العام (http://vb.alhilal.com/f1/)
-   -   أوعظُ منك حيّا * (http://vb.alhilal.com/t1143818.html)

أوَار 25/03/2013 02:53 AM

أوعظُ منك حيّا *
 
إلى: غائب عن الحياة
من: غائب من الحياة
لم تُسلَّم لأحد منذ عام ١٤٢٧هـ

- تشتري الحلوى مذيّلةً باسمه وتجمعها في صندوقٍ لتوزعه صباح العيد على الأطفال فرحًا وثوابًا له، تنجز فروضها وهي تكتب على هامش الكتب:
"الله يفرحني فيك.. ويشفيك"
تدخر عطلة نهاية الاسبوع للسفر والذهاب لزيارته بدلًا من الخروج للتسوق وشراء السعادة التي تعتقد أنها مزيّفة
ما أن تصل إلى الزاوية البيضاء التي يقطن فيها جسده دون أي روح، تنظر إليه، تبتسم، فيبتسم إليها رغم أنه لا يعلم بما يدور حوله ..
تضع يدها على رأسه البارد من الحياة فتقرأ عليه آيات الكريم وتنفث في نفسه نسائم الشوق لعينيه
ارتفع صوت المساجد تكبّر الله عاليًا، ففتحت النافذة له ليسمع غير مكترثة لحديث الأطباء.. فتحرّك قلبه وتحرّكت من حولها الدنيا .
وهذا الحال استمر شهورًا لا تعلم هي مداها، تسافر وفي كل مرة تفعل الشيء ذاته، كان في قلبها نورُ تفاؤل عجِب منه من رآها
إلا أن شاء الله يومًا ألا تذهب وتجلس وحيدة في المنزل؛ مقابل أن الجميع مسافرٌ ليطمئن عليه!
تتصل للسؤال عنه كل يوم فيأتيها الرد: "بخيرٌ ويحتاج دعائك" وعندما تسألهم عن سر اصوات الناس الكثيرة على الهاتف يأتي الجواب بأنهم أصحابٌ جاءوا لزيارته..
بدأ القلق يأكل قلبها، مضت ثلاثةُ أيام وهي في اتصال دائمٍ معهم وكل شيءٍ (كان) على ما يُرام..
ما أن أتى صباح كانت باستقبالهم وفوجئت بأنهم في أعينهم خيبة وكان ردائُهم اسود الحُزن والخوف،
كانت نظراتهم تتخطّفها بصمت وتشي بكذبٍ اخبروه بها
اصفّرت سائلةً: ما الأمر؟ فأجابوها: غائبٌ للأبد...
ثم سقطت كما تسقط أوراق الخريف بهشاشة..

- كنت أحيا ألف مرة عندما أرى تشّعب ابتسامتك في قلبي، لكن رحيلك ضيّق الادراك وتجاوز مسألة النسيان.
قبلة جبينك منذُ ثمان سنوات لازلت اتباهى بها كلما مررت بدرب الحياة، وشدة بياض روحك طبعت في نفسي، فأصبحت غيمةً ثقيلة يصعب علي حملها .
كان يتذبذب وجودي كلما اتسع حضورك؛ لذلك اخفوا غيابك ثلاث ليال، حتى اذا ما اصبحت وجدتك رحلت دون سابق وداع، تركتنا بقلبٍ يضم السماء والارض في نفسه دون أن يسأل المقابل .
التفاحة تلك في ذات الطاولة لازالت رطبة وصالحةً للأكل، لازلت أقول لها إنك فاكهة الدنيا وهو لا يأكل إلا من الجنة إن اراد الله.. هو عاد إلى وطنه الحقيقي
"فقيده" تالله إن هذه الكلمة بت أرددها لمن أرى الفضول يكتسي عيناه والتساؤل لمن يمر من هنا -تحديدا بجانب روحي- فيرى الحزن يتكاثر فيّ بشكل لم ارغبه يومًا .

لم أنتبه للأوراق الموجودة خشية أن أرى اسمك يترأس قوائم العزاء، ولم ألمس ثيابك خشية أن أرى رائحة الموت عطرًا فيها ..
خِشيت أن افقدك، وفقدتك
خِشيت أن تصبح حزني، وأصبحت
خشيت أن لا اودّعك، ولم أفعل

لم يعد هناك ما أخشاه، أصبحت أختار الطريق دون أن ألتفت لما خلفي، أصبحت أرسم الدمعة والابتسامة على هيئةٍ واحدة ..
لم تبهت الحياة في صدري، لكني فُجعت.. وكانت هي الأشد وطأة
رحيلك أوقد في الدنيا شعلة فَقد, أحملها بين الناس كلما شاع لهم ميّت

- ثم اختتمت وتيرة الحياة بـ: الله يرحمك ..


<!-- / message -->

هلالي من ارض اليمن 25/03/2013 09:37 AM

نص غاية في الابداع من بداية ( إلى ) حتى الخاتمة ( يرحمك ) !

بين كل سطر وآخر بل بين كل جملة وأخرى لا تخلو من فن توظيف الفكرة والمفردة ،،،

كنت متميزة في قراءة هذه الحالة الانسانية وتلمس مشاعرها عن قرب

ابدعت يا أوار جدا جدا .. فقد فرضت علي لزاما ان اقرأ النص مرات عدة وانا استمتع بفنجان قهوة .. وفي كل مرة احدث نفسي كم بيننا من مبدعين ،،،


يعطيك العافية ،،،

بن جبله المطيري 25/03/2013 01:27 PM

ماااااااروعگ...

تسلسل عجيب بالموضوع يجبرگ ان تقرءها من اول حرف الى نهاااية الموضوع بدون كلل وبدون ملل...


الحزن طاااغي بها وكم هو مؤلم فقدااان الآعزاء....


- ثم اختتمت وتيرة الحياة بـ: الله يرحمك ..

هذي هي الخاتمه التي لامفر منها.......

شكرآ ايتها المميزه....

فَيْلَـسُــ زَمَانَهُ ـــوفْ 25/03/2013 02:01 PM

اي نص هو هذا .!؟
واي تسلسل مؤلم هو هذا .؟!

لا اخفيك اني اقرأ ونبضات قلبي تتسارع وتتوتر .. حتى اعتقدت انها تقف بجانبي !

التسلسل الجميل .. الثقة بالله و الوفاء ..

كانوا عنوان النص .. الألم هو من يعطر هذا النص !

والحزن هو الهيئة العامة ..

والأبداع بين حروفه !

استبيحك عذرا انت تصنعين من الآلام لذة .. ولتعذريني ان استمتعت بآلامك !

فنصوص كـ هذه لاترى دوما !

إقتباس:

لم أنتبه للأوراق الموجودة خشية أن أرى اسمك يترأس قوائم العزاء، ولم ألمس ثيابك خشية أن أرى رائحة الموت عطرًا فيها ..
خِشيت أن افقدك، وفقدتك
خِشيت أن تصبح حزني، وأصبحت
خشيت أن لا اودّعك، ولم أفعل

هذه الكلمات .. كانت القاتلة من الوريد إلى الوريد ..


مضى زمن لم اقرأ تحف فاخرة ! كـ هذه !

.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته وذهب ليرتاح ! من غياهب الدنيا !

هـلالــ1997ــي 25/03/2013 07:22 PM

-

ككَلمـآت من القـلب خرجتْْ ..

وإلى قلووبنآ وصلت ..

أبدعتـي حقيقةً فِ الكتابةة ..

كل الشكرِ لك ..

هلالي يعشق المستحيل 20/08/2013 11:47 AM

إبداع بل كلمة إبداع تعجز عن وصف هذه القطعة الوعظية الأدبيه

سلمت يمينك ولاهنتي يالشيخه


الله يحسن خاتمتنا



سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم .

الـمـشـاغـب 20/08/2013 09:33 PM

أهلاً بالشيخة أوّار ..
هذا النص هو أجمل نص أدبي قرأته لك ..
فيه كمية مشاعر صيغت بأسلوب أدبي رفيع ..
أهنيك عليه, أبدعتي :rose:

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فَيْلَـسُــ زَمَانَهُ ـــوفْ (مشاركة 21185636)
استبيحك عذرا انت تصنعين من الآلام لذة .. ولتعذريني ان استمتعت بآلامك !

يخرب بيتك يا رجل :s2::smilie47:

سعودية كوووول 25/08/2013 07:15 PM

كلمات مؤلمه حقااا ولكن مميزه جدااا ~

الله يرحم مواتكم ومتى جميع المسلمين ~

الله يعطيك العافيه ~


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:24 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd