حين اتجه @صوب بريطانيا في عام 1997 لدراسة إدارة الأعمال، كان يحلم بالعودة إلى بلده ليشق طريقه في الحياة بدءا من الصفر بعيدا عن ثروات أبيه، متسلحا ببكالوريوس إدارة الأعمال.
غير أن الهجاري صدم بالواقع عندما عاد (سنة 2000) كما يروى، متهما المؤسسات والشركات والبنوك السعودية بعدم تطبيقها التوجه العام للدولة في سعودة جميع القطاعات قائلاً (إن هذا القرار وبشهادة الجميع لم يطبق حتى الآن بل وصل الأمر إلى استهزاء بعض القطاعات من الفرد السعودي خريج الجامعة بتشغيله عاملا للنظافة أو مستخدماً لتقديم القهوة والشاي ومن قبل عمالة وافدة وهو أمر ينبغي أن تتخذ الجهات المسؤولة قراراً فيه).
يروي الهجاري معاناته قائلا "أنا خريج إحدى الجامعات البريطانية وحاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال ولا أرغب في الاعتماد على أموال أبي وشركاته المتعددة وأردت أن أبني نفسي وأشق طريقي بنفسي كأي فرد يبدأ مشوار حياته، فحاولت البحث عن وظيفة على مدى الـ6 أشهر الماضية دون جدوى حتى توسط لي أحدهم في إحدى المؤسسات المختصة بالنظافة في جدة. وحين وصول الملف إلى المسؤول عن السعودة في الشركة قام بتحويله إلى مدير قسم الخدمات المساندة وهو غير سعودي وطلب لقائي وقال لي حينها إن الوظائف المتاحة لدينا حالياً هي عامل نظافة أو مستخدم لتقديم الشاي والقهوة براتب 1500 ريال شارحاً بأنه سيخضع لفترة تدريب تستمر لمدة 3 أشهر وعندما تظهر كفاءتك في النظافة نعدك بزيادة راتبك 200 ريال ومن ثم يتم تعيينك مشرفا على عمال النظافة فوراً.
ويكمل الهجاري حديثه ملخصا واقع عدد كبير من الشباب "أحد البنوك في جدة رفض تشغيلي من قبل مدير قسم الاعتماد وهو غير سعودي على الرغم من اجتيازي جميع اختبارات البنك والمقابلة الشخصية و استمرت الإجراءات على مدى شهرين وبعدها قرر أنني لست مناسباً لشغل هذه الوظيفة مع العلم أن مدير التوظيف في البنك بالإدارة الإقليمية رأى أنني مناسب لشغل الوظيفة".
وناشد الشريف المسؤولين بالتدخل قائلا (لا مكان للشاب السعودي في القطاع الخاص بل الفئات غير السعودية هم من يتمتعون بنصيب الأسد بل وبرواتب تفوق الوصف فإلى متى نبقى هكذا؟ وما مصير الشباب الذين لا يملكون أي مال والذين يتكفلون أسرهم إلى أين يذهبون؟).
مدير عام مكتب العمل والعمال بمنطقة مكة المكرمة قال لـ "الوطن" إن قصة هذا الشاب تصيب بالدهشة على الرغم من حصوله على مؤهل فكيف لا يجد وظيفة ولماذا لم يتجه لمكتب العمل؟. وأضاف قائلاً أعتقد أن هذا هو دورنا كمكتب عمل وعليه أن يراجعنا بشهاداته وأنا متأكد سوف نجد له الوظيفة المناسبة وفق تخصصه، فنحن ليس لدينا مشكلة في الفئات المؤهلة بل نحن ملزمون بتوظيفهم وفق النظام الذي يشمل جميع الشركات والمؤسسات التي يجب عليها توظيف الشاب السعودي المؤهل لأن التوظيف حق للمواطن.أعتقد أننا نسير وفق خطة جيدة في الفترة الأخيرة وخاصة بالنسبة لسعودة الوظائف بالإضافة إلى الآليات الجديدة والتي حققت الكثير من الفرص الوظيفية للشباب منها: صندوق تنمية الموارد البشرية كذلك التنظيم الوطني المشترك ومشروع أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد المشروع الوطني لتوظيف الشباب فجميعها آليات فعلت توظيف السعوديين في القطاع الخاص. نحن نبحث عن ذي الكفاءة فالفرص متوفرة أما عن الأجور فهي اتفاق ما بين طرفي الإنتاج وهو العامل وصاحب العمل.
(منقول دانة )