04/01/2013, 04:45 PM
|
| زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 17/07/2009
مشاركات: 229
| |
.. نبي الله يوسف عليه السلام دروس وعبر .. بسم الله الرحمن الرحيم .. نبي الله يوسف عليه السلام دروس وعبر .. أنا النبي يوسف الصديق يا أبي ، إخوتي لا يحبونني ، لا يريدونني أعيش بينهم يا أبي ! هذا هو كيد الشيطان ، هذا هو الحقد والمكر الغبي ؟ غاروا مني وماذا جنيت في فعلي ؟ لا أزال طفلا صغيرا مغلوبا على أمري ! يعتدون علي ، يرمونني بالحصا ، يال بشاعة مكرهم يال شعور الأسا ؟ قالوا : إن أبانا في ضلال مبين ، إنه يحب يوسف اليتيم في كل حين ! إن حبه ليوسف جعلنا عليه حاقدين ، لابد أن نفرق بينهم في الموعد الذي يحين ! نجح الشيطان في تسخين حقدهم ، رسم لهم إبليس طريق مكرهم ! قالوا : اقتلوا يوسف أو اطرحوه على الأرض قاسين ، يعود اهتمام أبيكم وتصبحوا من العالين ! قال أحدهم : لا تقتلوه فتصبحوا نادمين ، ألقوه في ظلمات البئر فلا تكونوا قاتلين ! يلتقطه بعض التجار المارة السيارة ، فلا يصبح ذنب قتله علينا مرارة ! عادوا إليك في أخر وقت العشاء ، عادوا إليك يتصنعون العويل والبكاء ! دليلنا هو هذا القميص والدماء ، أكله الذئب يا أبانا في قلب الصحراء ! لكنهم نسوا أن يمزقوا القميص ، فانكشفت حقيقة فعلهم الخبيث ! فرقوا بيني وبين عشيرتي .. فرقوا بيني وبين أختي وقبيلتي ! لم يشأ الله أن أعود يا أبي إلى أحضانك ، لكنه قدر لي تحقيق شعورك وكلامك قتلوا فيك حبك لابنك الصغير .. قتلوا فيك حبك للحياة والعبير ! رحمة الله عليك وعلى كل أب مصدوم ، رحمة الله على كل أب من أولاده مظلوم ! أنا ماذا صنعت لهم يا أباي ؟ الفراشات حطت ومالت سنابل الزرع بين يداي الطير حطت على راحتي ، فماذا فعلت ولماذا مخافتي ؟ يريدون أن أموت فيمدحون سيرتي أمامك ! طردوني من بيتي ويعصون كل كلامك ! طردوني من البيت ومن الحقول ، سمموا عنبي وغيبوا كل العقول ! لماذا رموني في ظلام البئر يا أبي ؟ أنا لم أكن يوما ظالما أو كنت طفلا غبي ! أنت سميتني يوسفا ، وهم أوقعوني في الجب واتهموا الذئب البريء يا أبي قلب الذئب أرحم من قلوب إخوتي ، هي مثل الحجارة يا أبي ، يال مرارتي ! رأيت أحد عشر كوكبا ؟ والشمس والقمر ، رأيتهم لي ساجدين ؟ أنا لم أكن من المغرورين أو المتعالين ! حقد علي أخوتي يا أبي ، كرهوا أن هذا اليتيم يصبح الصديق يوسف النبي ! قاسيت الخوف وظلام البئر ، قاسيت مرارة الجوع ، سهرت الليالي حتى موعد نهار السطوع ! أوحينا إليه : سوف تخبرهم بأمرهم هذا بعد حين ، ولن يفلح كيد الخائنين والماكرين ! باعني التاجر إلى وزير الفراعنة ، أنقذني الله العظيم من خطر القراصنة رباني عزيز مصر في قصره ، لكني لم أتوقع مكر زوجته وأهله ! قالت زوجته : أيها الخدام أغلقوا علينا الأبواب ، فإن لم يستجب لي ؟ سوف يناله أشد العقاب ! سألتني : لماذا تعصي أوامري ؟ لماذا تتعمد جرح مشاعري ؟ أجبتها إن الله الآن ناظري ؟ كيف أخون من كان معاوني ؟ كيف أخون من أحسن لي في قصره ؟ ومن أمنني على عرضه ؟ راودتني زوجة العزيز عن نفسها ، لكن الله الرحيم نجاني من شر كيدها افترت علي زوجة العزيز بكلام مكذوب ، لكن الله نجاني بشهادة الطفل المعجوب ! قال نسوة المدينة : لقد شغفها يوسف حبا ! إن أمر زوجة الوزير أصبح عجبا ! لقد عانيت من ظلم امرأة العزيز ، لكن الله خير راحما وهو خير حفيظ دعتهم زوجة العزيز إلى عقد اجتماع ، حتى أصبح حب يوسف أمر مشاع ! قطع النسوة أيديهم في القصر العظيم ! إنه ليس بشر إنه ملاك كريم ! شاع خبر حب يوسف في كل مكان ! فزجوا بي في السجون حتى يحين النسيان ! ماذا جنيت حتى أدخل السجن بضع سنوات ؟ لماذا حصلت معي كل هذه الحكايات ؟ عانيت الوحدة داخل ظلام السجون ، لكن الله الرحيم سوف يزيح كل الغيوم حبسوني في غيابات السجون ، لكن برحمة الله يصبح السجن مأمون نسي صاحب السجن ذكري عند أمير الملوك ، لكن الله لم ينساني في ظلمة الليل الحلوك نسي صاحبي أن يحكي للملك حكايتي ، لكن الله نجاني بتفسير الرؤيا وحلاوة حكمتي نجاني الله من وحدة وظلام السجون ، إنه هو الرحمان الرحيم الحنون نجاني الله من كهنة المعبد الحاقدين ، نجاني الله من كيد الكائدين والماكرين فضلني الله العظيم على أخوتي الكارهين ، نجاني عندما قرروا قتلي بالسكين رفعني الله على عرش مملكة الفراعين ، ذلك حتى موعد نعيم الجنة يحين تعجب ملك الفراعين ما أروع تفسير أحلامك ، ما أصدق حكمتك وأعذب كلامك ؟ سأل الملك النسوة عن صدقي وأمانتي ، شهدوا لي عنده بأمانتي وشجاعتي أمرني الملك أن أوزع المحاصيل على الناس ، فقد علم أن عندي أمانة عندي إحساس نشرت التوحيد بين الناس في كامل البلاد ، نشرت بينهم الرحمة والعدل بين العباد دخل علي أخوتي أحد عشر ، لكنهم أنكروني كأني مثل سائر البشر قلبي يتقطع ألما من داخله ، لقد نسيني أخوتي ، نسيني كبيرهم أين ذهبت مشاعره ؟ طلبت منهم أن يُحضروا لي أخي بنيامين ، لكنهم رفضوا طلبي وهم شاكين عاجزين قالوا : أبانا شيخ عجوز كبير ، لا يقبل فراقه إنه شيء عليه عسير رفض أبي أنهم يأخذون أخي بنيامين ، إلا أن يعطوه عهدا أمام الله واثقين ؟ ذهب نور عيناك يا أبي من ألم فراقي ، لكن لا تحزن فإن الله أراد وفاقي قالوا : يا أيها العزيز أوفي لنا المكيال ، إن لنا زوجات ولنا كثير من العيال يا عزيز مصر تصدق من فضلك علينا ، إن إحسانك ظاهر واضح لدينا إنا نراك يا عزيز من المحسنين ، إنا نطمع في فضلك فنكون لك من الشاكرين صرخ المنادي فيهم ، أيتها العير إنكم سارقون ، إنكم رجال سوء ماكرون ؟ أجابوا عليه : ما جئنا إليكم لنكون من السارقين ! حاشن الله أن نكون مفسدين ! سألناهم : ما حكمكم عليه إن كان منكم سارقين ؟ قالوا : خذوه عندكم ، كذلك نحن عليه حاكمين ! وضعنا سواع الملك في بضاعة بنيامين ، قالوا : خذ أحدنا مكانه فإن أباه عليه حنين قلنا : معاذ الله أن نأخذ غير السارق مهما يكون ، حاشن الله أن نجعل الأمين مسجون اتهموه بالكذب : إن يسرق فإن له أخا كان من السارقين ، فصبرنا على مكرهم حتى حين ! رجعوا إلينا يبكون يستعطفون ، فكشفنا لهم عن أخوهم النبي من هو يكون ارجعوا إلى أبيكم بهذا القميص ، يرتد إلينا بصيرا مع شعاع البصيص أنت فرحت يا أبي برؤيتك لي ، فرحت بتكريم الله لابنك ، وبركة الله فيه هذه يا أبي هي تأويلات أحلامي ، الآن قد علم أخوتي ، صدق كلامك وكلامي أنا النبي يوسف العفيف الصديق ، أنا يوسف وهذا أخي بنيامين الشقيق سامحتكم يا أخوتي من بعد كيد الشيطان ، سامحتكم برغم العدوان والعصيان يا حزننا على ظلمنا لأخونا ، يا ويلتنا من حزن وعذاب أبونا لقد فضل الله أخونا يوسف النبي علينا ، شئنا ذلك ، وافقنا أم أبينا قالوا باكين : يا آبانا استغفر لنا ذنوبنا ، سوف نجتهد في إصلاح عيوبنا سوف أستغفر لكم ربي الغفور الرحيم ، لا تثريب عليكم فإنه هو ربكم الحليم ربي لقد أتيتني من الملك وعلمتني تأويل الحديث ، فتوفني مسلما يا كريم يا عزيز كذلك يختبر الله عباده المؤمنين ، كذلك يبتلي الله صبر الصابرين المحسنين إن الله يجزي الصابرين المحسنين ، ينجيهم من بطش الظالمين الماكرين بسم الله الرحمن الرحيم ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ؟ ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ؟ مستهم البأساءُ ، والضَّراءُ ، وزلزلوا ) ( أ ل ر ، أحسب الناس أن يُتركوا ؟ أن يقولوا : آمنَّا ، وهم لا يفتنون ؟ ولقد فتنَّا الذين من قبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا ، وليعلمن الكاذبين ) شدد الله في الآية على لفظ الذين صدقوا ، لأنهم قليلون جدا بين المؤمنين ( و ابيضت عيناه من الحزن ، فهو كظيم ) ( قال إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله ، و أعلم من الله ما لا تعلمون ) ( وكذلك مكنا ليوسُف في الأرض ، يتبوأ منها حيث يشاء ، نصيب برحمتنا من نشاء ، ولا نضيع أجر المحسنين ) ( ولنجزيَّن الذين صبروا ، أجرهم ، بأحسن من كانوا يعملون ) ( كذلك يجزي الله المتقين ) ( والله غالبٌ على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) |