أكاد أجزم أن كل من قرأ عنوان هذا المقال يعتقد أني أتحدث عن فرضية خيالية لا يمكن حدوثها. وأتوقع أن أغلبكم قد قرر قراءة المقال ليعيش هذا الحلم بعيد المنال ولو للحظات قصيرة، يتخيل فيها حالنا وفرحتنا بعد هذه المباراة التاريخية.وسيبدأ البعض بتخيل التغطية الإعلامية الكثيفة والمقالات الرنانة التي تبجل وتشكر بل وتتغنى بمجهودات القائمين على هذا الفريق. ولن تخلوا جريدة سعودية من مقال حماسي يتحدث عن الخطط المدروسة التي أوصلت هذا الفريق السعودي إلى هذه النتيجة المبهرة.

وسيتخيل البعض الآخر ما سيواجهه من مصاعب في طرقات المملكة التي ستكتظ بالمحتفلين وما يسببونه من تعطيل للسير، فيستأثر السلامة ببقائه في منزله تفاديا لتهور الشباب واحتفالاتهم المزعجة.

سيتصور البعض الآخر ما سيحدث من استقبال جماهيري كبير في المطار عند وصولهم، وكل ما يتبع ذلك من مواكب واستقبالهم من قبل القائمين على الرياضة في البلاد. وكيف أن هذا الفريق ومديره لن يجدوا الوقت بين طلبات اللقاءات الصحفية والتلفزيونية ليتحدثوا عن هذا الإنجاز.

سيحلم البعض بمفاخرة السعودية للعالم بهذا الفريق المبدع العملاق وما سيتبع هذا الإنجاز من اهتمام أكبر لهؤلاء اللاعبين واحتياجاتهم النفسية والمعنوية والمادية ليحافظوا على مستواهم ويحققوا هذا الإنجاز وأكثر في جميع مشاركاتهم الدولية بعد ذلك.ولكن للأسف، فإن هذا لم يحدث ولن يحدث في القريب العاجل.وأنا لا أتحدث عن المباراة، لأن السعودية قد أخرجت بالفعل البرازيل من كأس العالم.

وإنما أتحدث عن كل تلك الخيالات والأحلام.

أراكم تتعجبون، نعم، لقد أخرجت السعودية البرازيل من كأس في كرة القدم في كأس العالم للرياضات الإلكترونية حيث أخرج البطل السعودي عبدالعزيز الشهري بطل البرازيل من دور الـ 16 ليصل بعدها إلى دور الـ 8 ثم إلى دور الـ 4 لينتهي مشواره هذا العام بالحصول على المركز الرابع دوليا.

إلا أننا لم ولن نجد أي مما ذكرنا احتفالا بما حققناه، وأنا لا أقول ذلك متشائما وإنما من تجربة سابقة حين فاز البطل بدر حكيم بكأس العالم للرياضات الإلكترونية عام 2005.

إن الدعم الوحيد الذي حصلنا عليه هذا العام كان من مكتبة جرير التي تكفلت بكامل مصاريف مشاركة الفريق السعودي في كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وهذا جميل لن ينساه تاريخ الرياضات الإلكترونية السعودية لهذه المكتبة الوطنية التي وثقت في شباب الوطن ودعمتهم وساعدتهم على تشريف بلادهم أفضل تشريف في مثل هذه المحافل الدولية.

والآن بعد هذا الإنجاز المشرف، هل ستحصل هذه الرياضة على الدعم الذي تستحقه أم سيستمر تهميش الرياضات الإلكترونية في السعودية؟ إن أملي فالإدارة الجديدة لرعاية الشباب أن تتقدم بدعم الشباب السعودي الذي شرف بلاده باستمرار منذ أول مشاركة في 2004 إلى هذا اليوم ليتمكن من الاستمرار في مسيرته الحالية، فهل من يوصل لهم هذه الرسالة قبل أن يمل هؤلاء الشباب من قلة الدعم والاهتمام؟