08/11/2012, 12:30 AM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 23/06/2011 المكان: سعودي في قلب الزعيم !!!
مشاركات: 9,773
| |
& تدبروا سورتي القارعة والزلزلة & الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا وحبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة واتم التسليم . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : معنا في هذا الموضوع سورتين عظميتين من سور القرآن وهي الزلزلة والقارعة مع بعض المقاطع الصوتية لبعض المشائح . والان اترككم مع الموضوع المفيد . سورة الزلزلة . هذه السورة مدنية في المصحف وفي بعض الروايات ; ومكية في بعض الروايات الأخرى . ونحن نرجح الروايات التي تقول بأنها مكية , وأسلوبها التعبيري وموضوعها يؤيدان هذا . إنها هزة عنيفة للقلوب الغافلة . هزة يشترك فيها الموضوع والمشهد والإيقاع اللفظي . وصيحة قوية مزلزلة للأرض ومن عليها ; فما يكادون يفيقون حتى يواجههم الحساب والوزن والجزاء في بضع فقرات قصار ! وهذا هو طابع الجزء كله , يتمثل في هذه السورة تمثلا قويا . . . إذا زلزلت الأرض زلزالها , وأخرجت الأرض أثقالها , وقال الإنسان مالها ? يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها . إنه يوم القيامة حيث ترتجف الأرض الثابتة ارتجافا , وتزلزل زلزالا , وتنفض ما في جوفها نفضا , وتخرج ما يثقلها من أجساد ومعادن وغيرها مما حملته طويلا . وكأنها تتخفف من هذه الأثقال , التي حملتها طويلا ! وهو مشهد يهز تحت أقدام المستمعين لهذه السورة كل شيء ثابت ; ويخيل إليهم أنهم يترنحون ويتأرجحون , والأرض من تحتهم تهتز وتمور ! مشهد يخلع القلوب من كل ما تتشبث به من هذه الأرض , وتحسبه ثابتا باقيا ; وهو الإيحاء الأول لمثل هذه المشاهد التي يصورها القرآن , ويودع فيها حركة تكاد تنتقل إلى أعصاب السامع بمجرد سماع العبارة القرآنية الفريدة ! ويزيد هذا الأثر وضوحا بتصوير "الإنسان" حيال المشهد المعروض , ورسم انفعالاته وهو يشهده: (وقال الإنسان:ما لها ?). . وهو سؤال المشدوه المبهوت المفجوء , الذي يرى ما لم يعهد , ويواجه ما لا يدرك , ويشهد ما لا يملك الصبر أمامه والسكوت . مالها ? ما الذي يزلزلها هكذا ويرجها رجا ? مالها ? وكأنه يتمايل على ظهرها ويترنح معها ; ويحاول أن يمسك بأي شيء يسنده ويثبته , وكل ما حوله يمور مورا شديدا ! "والإنسان" قد شهد الزلازل والبراكين من قبل . وكان يصاب منها بالهلع والذعر , والهلاك والدمار , ولكنه حين يرى زلزال يوم القيامة لا يجد أن هناك شبها بينه وبين ما كان يقع من الزلازل والبراكين في الحياة الدنيا . فهذا أمر جديد لا عهد للإنسان به . أمر لا يعرف له سرا , ولا يذكر له نظيرا . أمر هائل يقع للمرة الأولى ! (يومئذ). . يوم يقع هذا الزلزال ويشده أمامه الإنسان (تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها). . يومئذ تحدث هذه الأرض أخبارها , وتصف حالها وما جرى لها . . لقد كان ما كان لها(بأن ربك أوحى لها). . وأمرها أن تمور مورا , وأن تزلزل زلزالها , وأن تخرج أثقالها ! فأطاعت أمر ربها(وأذنت لربها وحقت). . تحدث أخبارها . فهذا الحال حديث واضح عما وراءه من أمر الله ووحيه أليها . وهنا و"الإنسان" مشدوه مأخوذ , والإيقاع يلهث فزعا ورعبا , ودهشة وعجبا , واضطرابا ومورا . . هنا و"الإنسان" لا يكاد يلتقط أنفاسه وهو يتساءل:مالها مالها ? هنا يواجه بمشهد الحشر والحساب والوزن والجزاء: (يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم . فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). وفي لمحة نرى مشهد القيام من القبور: (يومئذ يصدر الناس أشتاتا). . نرى مشهدهم شتيتا منبعثا من أرجاء الأرض (كأنهم جراد منتشر). . وهو مشهد لا عهد للإنسان به كذلك من قبل . مشهد الخلائق في أجيالها جميعا تنبعث من هنا ومن هناك: (يوم تشقق الأرض عنهم سراعا). . وحيثما امتد البصر رأى شبحا ينبعث ثم ينطلق مسرعا ! لا يلوي على شيء , ولا ينظر وراءه ولا حواليه: (مهطعين إلى الداع)ممدودة رقابهم , شاخصة أبصارهم .(لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه). إنه مشهد لا تعبر عن صفته لغة البشر . هائل مروع . مفزع . مرعب . مذهل . . . كل أولئك وسائر ما في المعجم من أمثالها لا تبلغ من وصف هذا المشهد شيئا مما يبلغه إرسال الخيال قليلا يتملاه بقدر ما يملك وفي حدود ما يطيق ! (يومئذ يصدر الناس أشتاتا). . (ليروا أعمالهم). . وهذه أشد وأدهى . . إنهم ذاهبون إلى حيث تعرض عليهم أعمالهم , ليواجهوها , ويواجهوا جزاءها . ومواجهة الإنسان لعمله قد تكون أحيانا أقسى من كل جزاء . وإن من عمله ما يهرب من مواجهته بينه وبين نفسه , ويشيح بوجهه عنه لبشاعته حين يتمثل له في نوبة من نوبات الندم ولذع الضمير . فكيف به وهو يواجه بعمله على رؤوس الأشهاد , في حضرة الجليل العظيم الجبار المتكبر ?! إنها عقوبة هائلة رهيبة . . مجرد أن يروا أعمالهم , وأن يواجهوا بما كان منهم ! ووراء رؤيتها الحساب الدقيق الذي لا يدع ذرة من خير أو من شر لا يزنها ولا يجازي عليها . (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). . ذرة . . كان المفسرون القدامى يقولون:إنها البعوضة . وكانوا يقولون:إنها الهباءة التي ترى في ضوء الشمس . . . فقد كان ذلك أصغر ما يتصورون من لفظ الذرة . . . فنحن الآن نعلم أن الذرة شيء محدد يحمل هذا الإسم , وأنه أصغر بكثير من تلك الهباءة التي ترى في ضوء الشمس , فالهباءة ترى بالعين المجردة . أما الذرة فلا ترى أبدا حتى بأعظم المجاهر في المعامل . إنما هي "رؤيا" في ضمير العلماء ! لم يسبق لواحد منهم أن رآها بعينه ولا بمجهره . وكل ما رآه هو آثارها ! فهذه أو ما يشبهها من ثقل , من خير أو شر , تحضر ويراها صاحبها ويجد جزاءها ! . . . عندئذ لا يحقر "الإنسان" شيئا من عمله . خيرا كان أو شرا . ولا يقول:هذه صغيرة لا حساب لها ولا وزن . إنما يرتعش وجدانه أمام كل عمل من أعماله إرتعاشة ذلك الميزان الدقيق الذي ترجح به الذرة أو تشيل ! إن هذا الميزان لم يوجد له نظير أو شبيه بعد في الأرض . . إلا في القلب المؤمن . . القلب الذي يرتعش لمثقال ذرة من خير أو شر . . . وفي الأرض قلوب لا تتحرك للجبل من الذنوب والمعاصي والجرائر . . ولا تتأثر وهي تسحق رواسي من الخير دونها رواسي الجبال . . إنها قلوب عتلة في الأرض , مسحوقة تحت أثقالها تلك في يوم الحساب !! سورة القارعة { الْقَارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه بقوله: { الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ } من شدة الفزع والهول، { كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث } أي: كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش: هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول، وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون { كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ } أي: كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال تعالى: { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين: سعداء وأشقياء، { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } أي: رجحت حسناته على سيئاته { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } في جنات النعيم. { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته. { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } أي: مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى: { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } . وقيل: إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي: يلقى في النار على رأسه. { وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ {نَارٌ حَامِيَةٌ } أي: شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا. نستجير بالله منها. والحين اترككم مع المقطعين لهذه السورتين لكي تدبروا معانيها باصوات مختلفة . وختاما : اللهم اجرنا من عذاب النار اللهم ادخلنا الجنة مع الداخلين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اخوكم الفقير إلى الله: & فتى الازرق &
اخر تعديل كان بواسطة » فتى الازرق .. في يوم » 08/11/2012 عند الساعة » 01:06 PM |