اللوحة زرقاء.. والإمضاء للجمعان.. والجمال للهلال!!
** كنا ومازلنا نقول للنصراويين قبل كل معترك كروي وبعده إن زعيم نصف الأرض حين يجد الإنصاف التحكيمي، وحين يشتهي ويريد ويلعب بروح فرسانه الأماجد فإن الأصفر المسمى لدى النصروايين عالميا ! ... يتهاوى وينهار ويتلاشى ويتحول إلى مجرد ( أرجوحة) يتقاذفها هدير الموج وعنفوانه! لكنهم كانوا يكابرون وتنتفخ أوداجهم وتحمر عيونهم ويبدأون في كيل المديح الأجوف لفريقهم معددين بطولات من وحي خيالهم ومذكرين بمرات الفوزعلى الهلال! ولو جادلت نصراويا لبقي يسرد وبشكل (درامي) مضحك وغريب عوامل التفوق النصراوي على الهلال حتى يصل بك في منتهى إنفعاله وجدله المعوج والعقيم إلى خلاصة لاتملك حيالها إلا أن تبتسم وتهز رأيك! وهي أن النصر أكثر بطولات من الهلال!!!
** وهنا وقبل أن أشرع في الحديث عن منازلة الهلال والنصر هذا المساء، ألفت إلى أنني أكتب بمنأى عن التشفي والفرح المبالغ فيه، فالكرة فوز وخسارة ولايوجد ولن يوجد الفريق الذي لايهزم! إذن دعوني أمتشق سيف الحقيقة التي تؤلم النصراويين دائما، ومقتضاها أن الزعيم إذا أظهر بصيصا من هيجانه فإنه يدك النصر ويعلمه شيئا من فنون الكرة! والحق أن الأزرق في أغلب مبارياته مع الأصفر يموج بالنصراويين يمنة ويسرة وينثرهم ويتلاعب بأعصابهم وحتى إن فازوا فإنهم يخلدون إلى النوم غير مصدقين أنهم تغلبوا على أزرق تتعب الحناجر في وصف مفاخره وأمجاده ومآثره0
** وسأقولها عبارة للتأريخ : الهلال يفوز على خصومه ويهزم نفسه!! وقد أثبت جن الملاعب أنهم يستطيعون زعزعة خصمهم بشيء يسير من إبداعهم وتألقهم، ولذا راح النصر ضحية موجة هلالية هادرة، ولوحة جمالية شاردة، وكأني بالنصراويين بعد المواجهة قد تعانقوا فرحا لأن الزعيم لم يعاقبهم بخمسة أوستة كانت في متناول الأقدام الزرقاء التي حفظت للأصفر كرامته ومجورته!!
** فيا لهذا الأزرق من إبهار يتجدد، وياله من شموخ به نهض وتسيد، بلى لم يكن الهلال سيدا باستجداء التحكيم! أو البكاء على عتبة الإتحاد السعودي لكرة القدم! لكنه صار سيدا للملاعب برموز فن كروي لايجارى، وروعة موج متدفق لايبارى،.... أما النصر فقد تاه في الملعب بعد أن نثره الزعيم وجمعه مرة أخرى ثم انقض وقضى عليه حين فكر لاعبو النصر " مجرد تفكير " معادلة النتيجة!!
** وبذلك الأداء الهلالي المستعاد من أصل بوتقة الإبداع الهلالية التي لاتصدأ ولاتنضب ولايتوقف عطاؤها انقرض النصر وغدا في الملعب وكأنه الزئبق المسكوب! أو الأوراق المتطايرة في يوم عصف نجدي قوي!
** اللوحة زرقاء ، والإمضاء لعبدالله الجمعان والجمال كل الجمال لذلك الهلال، أما الفرحة فهي للجماهير الزرقاء التي أحسنت "يوما" اختيار من تشجع... وعلى قدر الإختيار يكون العطاء والهلال والإبهار والإبحار!!
** ولأولئك المحللين من بقايا النصر في وسائل الإعلام أقول : قولوا ما شئتم عن الزعيم ، وادعوا ما أنتم أهله فلن يصدقكم أحد !! أتدرون لماذا؟ هذا لأنكم كمن ينفخ في قربة مخرومة، أو من يرجو السماحة من بخيل ويطلب من النار الماء!!
وكونوا يوما مع " الحقيقة" لأن طمسها مناف لكل المسلمات والثوابت التأريخية، وحين يتحدث التأريخ : عليكم أن تذعنوا وتقفلوا هذه " التمتمات " التي تسمونها تحليلا وهي في الواقع جعجعة مفلس وترنيمة معدم خسران!!!
** نفحة زرقاء : حين يصطف طابور الزعيم لتبادل التحية مع جماهيره الحاشدة
أتمنى لو كنت رساما لأرسم هذا المشهد الذي يفوح عطرا أزرقا لامثيل له!
[email protected]