فضل صلاة الفجر
تمهيد :
الصلاة عماد الدين و ركيزته الأساسية ، من أقامها و أداها فقد أقام الدين و من تركها فقد هدم الدين ، كما جاء في الحديث الشريف عن جابر عبداللَّه - رضي اللَّه عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول : (( بين الرجل و بين الشرك و الكفر ترك الصلاة )).صحيح مسلم.
و قد أمرنا اللَّه - عز وجل - بالمحافظة عليها في أوقاتها ، وعدم اهمالها أو تأخيرها ، قال تعالى : ( حَـ'ـفٍظٌواْ عَلَى اُلصَّلو'تِ وَ أُلصَّلَو'ةِ اٌلْوٌسْطَى وَ قُومُواْ لِلَّهِ قَـ'ـنِتِينَ ) سورة البقرة (238) .
فكل من يؤدي الصلاة في وقتها المحدد يشعر في قلبه بحلاوة الايمان ، و يعصم نفسه من النفاق ، كما يشعر بالسعادة و السرور ، ويبارك اللَّه - تعالى - له في عمله و رزقه و حياته .
وقد خصّ اللَّه - تعالى - بعض الصلوات بثواب أعظم و أجر أكبر لما فيها من مزيد المشقة ، مثل صلاة الفجر ، وقد تعهّد اللَّه - سبحانه و تعالى - بحفظ من يواظب عليها ، كما جاء في الحديث .
عن جُندب بن عبداللَّه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى اللَّه عليه وسلم - (( من صلَّى الصبح فَهُوَ في ذمّةِ اللَّهِ فلا يطلبنَّكُمُ اللَّهُ من ذمتِه بشيء ، فَيُدركَهُ ، فيكُبَّهُ في نارِ جهنَّم )) صحيح مسلم .
معاني الكلمات :
في ذمة اللَّه :عهده و ضمانه و أمانه
فلا يطلبنكم : فلا يطالبكم اللَّه بشيء من حقه
فيكبه : يلقيه على وجهه في نار جهنم
بطاقة تعريف لرواي الحديث :
هو جندب بن عبداللَّة بن سفيان ، الإمام أبو عبداللَّه البجلي العقلي صاحب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - نزل الكوفة و البصرة ، و له عدة أحاديث ، وبقي إلى حدود سنة سبعين .
شرح الحديث :
خُصَّتْ صلاة الفجر بمكانتها عند اللَّه - سبحانه و تعالى - عن الصلوات الأخرى بمزيد من الأجر و المثوبة ، لكونها تؤدي بعد سبات عميق ولاضطرار من يحافظ عليها الى الاستيقاط من لذة الرقاد و السعي الى بيت من بيوت اللَّه - سبحانه و تعالى - ، فمن بدأ يومه بصلاة الفجر طلياً لرضى اللَّه - تعالى - يكون في ضمانه و أمانه ، و المحافظ على صلاة الفجر استجار باللَّه - تعالى - فأجاره بأن يحفظه في سائر يومه ، و من يتعرض له بضر أو اذى فإن عقابه أليم بأن يكبه اللَّه - تعالى - على و جهه في نار جهم .
بشرات لمن يصلي صلاة الفجر :
البشارة
1- صلاة الفجر من أفضل الصلوات
الدليل : ما جاء في الحديث الشريف أن بن عمر - رضي اللَّه عنه - قال لحمران : أما بلغك أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال : (( إن أفضل الصلوات عند اللَّه صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة ))
2- تشهدها الملائكة
الدليل : قال تعالى ( إِنَّ قُرْءَانَ اُلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) سورة الإسراء : (78)
3- حماية اللَّه -تعالى - و حفظه ورعايته المصلي.
الدليل : قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - : (( من صلى الفجر فهو في ذمة اللَّه ))
4- الوعد من اللَّه - تعالى - بدخول الجنة .
الدليل :عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: من صلى البردين دخل الجنة )) .
5- العصمة من النفاق فقد وصف النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - الذي يُفَرّط في صلاتي الفجر والعشاء في جماعة بأنه منافق معلوم النفاق .
الدليل : عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - قال : قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - (( إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء و صلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتو هما ولو حبواً)).
أثر صلاة الفجر في صحة المسلم النفسية و البدنية :
1- القرب من اللَّه- تعالى - وحفظه و رعايته.
2- الشعور بالطمأنينه و الخشوع .
3- تحسين عمل القلب و تنشيط الجهاز الهضمي.
4- ازالة العصبية و التوتر و توفير الراحة النفسية.
5- اكتساب اللياقة البدنية و الذهنية ( تقوية ملكة التركيز و الذاكرة ).
6- تقوية البدن و زياددة المناعة ضد الأمراض و الالتهابات المفصلية .
7- اكتساب الصفات الخلقية كالنظام و الصدق و الأخلاص .
طريقك للمحافظة على صلاة الفجر
1- إخلاص النية لله - تعالى - و العزم الأكيد على القيام للصلاة .
2- الابتعاد عن السهر و التبكير في النوم .
3- الاستعانة بوسائل الايقاط ( الأسرة ، المنبه ، الصحبة الصالحة ) .
4- الحرص على الطهارة وقراءة الاذكار قبل النوم .
و لنعلم أن لصلاة الفجر أهمية كبرى في حياة المسلم لما لها من رعاية و ضمان من اللَّه - تعالى - و من يتكاسل في أدائها فهو منافق معلوم النفاق ، و الحرص عليها مقياس حبك للَّه - تعالى - و اقتدائك بالرسول - صلى اللَّه عليه وسلم - .
فوائد من الحديث الشريف :
1- الترغيب بأداء صلاة الفجر في وقتها
2- الوعيد الشديد من اللَّه- تعالى - لمن يتعرض بأذى لمن يصلي الفجر
3-من حافظ عليها فهو في حفظ اللَّه و رعايته
4- لها مكانة عظيمة عند اللَّه - تعالى - .
5- لها أثر في حياة المسلم الصحية و البدنية و النفسية .
منقولة من :
https://m.facebook.com/profile.php?v...=17&ref=stream