قصة موثرة جدا - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

امبراطورالربع الخالي · #1 05/10/2012, 02:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
يُحكى أن رجلاً صالحاً استل فأسه وهمّ بقطع شجرة عتيقة كان عوام الناس وجهلتهم يتبركون بها، فانبرى له الشيطان على هيئة رجل قوي ليمنعه من استئصالها، فتصارعا، فكان أن غلب الرجل الصالح الشيطان وتوجه ثانية إلى الشجرة من أجل بترها، إلا أن اللعين استمهله قليلاً وعرض عليه أن يدفع له حفنة معتبرة من الدراهم على أن يؤجل قطعها إلى الغد، ولن يخسر شيئا على أية حال، فهو مجرد يوم.

وافق الرجل بعد أن استجابت نفسه الأمارة بالسوء لإغواءات الشيطان. في اليوم التالي، وعندما أقبل الرجل قاصداً قطع الشجرة ظهر له الشيطان مجدداً، وتمكن من إقناعه بإرجاء اجتثاثها يوماً آخر مقابل حفنة أخرى من الدراهم، وهذا ما حدث أيضاً في اليوم الثالث فالرابع فالخامس فالسادس. وفي اليوم السابع، وعندما توجه الرجل إلى الشجرة بدعوى قطعها، برز له الشيطان كالعادة، ولكنه لم يحاول هذه المرة ثنيه عن قطع الشجرة ولم يعمد إلى رشوته لتأجيل قطعها يوماً آخر، بل قال له بأنه سيمنعه من قطعها ولو بالقوة، فما كان من الرجل إلا أن انقض على الشيطان مفترضاً أنه سرعان ما سيصرعه أرضاً كما فعل في المرة الأولى، غير أنه تفاجأ بأنه تجندل ببساطة تحت أقدام إبليس عاجزاً عن الحراك، والأخير يقول له:

لقد هزمتني في المرة الأولى لأنك كنت تدافع عن الحق وعن مبدأ نبيل، فكان الله إلى جانبك، أما اليوم، فأنت تقاتل في سبيل حفنة الدراهم التي اعتدت عليها، فخذلك الله بعد أن خذلته وخذلت نفسك.

هذه القصة تذكرني بالفارق الكبير بين من يعمل بإخلاص لأجل الأمة وقضيتها الأولى فلسطين وبين من يدعي أنه يعمل من أجلها في الظاهر وهو يعبق تحت أطنانٍ من الذل الصهيوأمريكي في الباطن وبعض ما يظهر بين حين وآخر للناس ؟

بينما نجوب المنطقة من شرم الشيخ الى شيخ الأزهر الى رفح ونرى كيف يثم خنق المستضعفين في غزة أرض العزة أينما حلّوا ، وبين شهداء غزة الذين أقسمت أعينيهم آلا ترى شيئا بعد غزة بعدما ألقت آلة الدمار الصهوينية أطنان حقدهم وغلهم خصوصا بعدما فشلوا في تحقيق أيّ من الأهداف التي وضعوها وعلى رأسها اطلاق شاليط والعودة بدحلان بديلا عن حكومة غزة .

فهي تذكرني بمبدأ التفاوض من أجل التفاوض ولا شيء سوى التفاوض حتى صار التفاوض ادمانا لدى البعض ، وهذا يُسمى كبير المفاوضين وذاك صغير المفاوضين وآخر رئيس لجنة التفاوض .....الخ مسلسل الذل والهوان .
وماذا جنى الفلسطينيون بعد 18 عاما من التفاوض ؟ لا شيء سوى استمرار الحواجز والجدار العنصري واقتحام للمدن شبه يومي والأسرى في ازدياد كما المستوطنات وكذا التنسيق الأمنى مع العدو مستمر واجتياح غزة وقتل وتشريد الآلاف وفضيحة غولدستون ما زلت ماثلة للعيان وتهويد القدس على قدم وساق والسيادة الفلسطينية في خبر كان والمياه مسروقة ومسألة اللاجئين طي النسيان وسقف المطالب ينهار شيئا فشيئا اللهم في مسألة الدولارات الأمريكية ففي ازدياد وعلى عينك يا تاجر !!! صحيح أن الدولارات تزغلل العينين ولكن أن تُقبض كثمن لضياع الهوية والأرض والإنسان !! ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل .

الخلاصة : أنهم قد تجندلوا تحت أقدام ابليس ( الغرب ) حينها قال لهم ابليس : لقد هزمتني في المرة الأولى لأنك كنت تدافع عن الحق وعن مبدأ نبيل، فكان الله إلى جانبك، أما اليوم، فأنت تقاتل في سبيل حفنة الدراهم التي اعتدت عليها، فخذلك الله بعد أن خذلته وخذلت نفسك .!!!!!!

على أي حال أقترح على مدمني التفاوض حلا أجده مفيدا لهم أكثر من التفاوض من أجل التفاوض وقد جربته مرة ورأيته مفيدا وهو أن يبحثوا على عِلب سردين فارغة ويربطوها بخيط ويجروها في شوارع رام الله ، ربما يخففوا من أوزانهم قليلا !!!
تحياتي