المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 28/09/2012, 04:55 AM
المجلس العام
تاريخ التسجيل: 28/04/2003
المكان: المجلس العام
مشاركات: 2,104
ico8 (¯`·._) مبدع الحرف " مستريح البال." ضيفــاً على -: (يــــوم فــي ذاكرتــي) -][ (¯`·._) ‏ ‏














فكرة وتصميم :: القيصر رهيب
اعداد وتنسيق :: الهنوووف



في حياتنا أيام لا تنسى ..
حملت بين جوانبها أحداث ومواقف شتى ،،
تحكي لنا .. عن ذكريات ماضية
في سطور سوف تبقى خالدة
فـ بكل الحب والمودة نرحب بأعضائنا وزوارنا الكرام في عدد جديد
من
يوم في ذاكرتي

ويسعدنا أن يشاركنا في هذا العدد
ضيفنا مبدع الحرف:

«¤مستريح البال . ¶¤»


منذ اللحظة الأولى التي وصلتني فيها الدعوة للمشاركة في هذه السلسلة الرائعة ( يوم في ذاكرتي )

وأنا أحاول جاهداً أن أكتب أحداث يوم غير الأحداث التي سأتطرق لها في هذا اليوم الكئيب ،
ولكن كلما حاولت أجدني أفشل رغم أن الأيام ذات الأحداث الطريفة أو الحزينة كثيرة ،
ولكن وجدت نفسي مجبراً على الخوض في هذا اليوم .


قبل عدة سنوات في شهر الخير شهر رمضان المبارك اليوم الثامن بالتحديد ،
بعد صلاة التروايح أجلس أمام الشاشة في غرفتي بانتظار مباراة الهلال والشباب .
اليوم ذلك كان من بدايته رتيب جداً وممل ذاك ما كنت أشعر به حقيقةً ولا أدري لماذا ؟
إلى الآن الأمور تسير بشكلٍ طبيعي ولا شيء ملفت .

بدأت المباراة ولستُ متحمساً كالعادة ، بعد بدايتها بدقائق قليلة باب الغرفة يُفتح بقوة وباندفاع شديد جداً! أخي الأصغر من فعل ذلك
وبدون مقدمات قال لي : أمجد مات !
ذهلت تلعثمت لم أستوعب ماقاله إلى الآن ، لا أدري ماحصل وكأن جاذبية الأرض زادت وثبتتني في
مكاني ، وكأني أدور في دوامة لا أدري كيف الخروج منها . مرّ وقت طويل وأنا جامد في مكاني لا

أتحرك ، بعد ذلك نهضت وذهبت بخطى متثاقلة أبحث عن أحد علّه ينفي ذلك لم أجد إلا والدي ووالدتي
وهما يبكيان بحرقة ! خصوصاً والدي الذي لم أجده كما هو الآن من بعد وفاة والدته .

لم اسألهم ولم أحاول فكل ما أراه يؤكد ذلك ، عدت أدراجي ورجعت غرفتي جلست في نفس مكاني الأول

، بنفس الذهول والاندهاش وعدم التصديق ، وكأني أنتظر أحدهم ليأتي مكذباً ما سمعت وشاهدت!
أمجد هذا لم تكن تصلني به قرابةٌ قط ، ولكن قد يسأل أحد لماذا بكى عليه والديك بحرقة ؟!
منذ سنين عمري الأولى ونحن نسكن بجانب أسرة أمجد نشأت بيننا علاقة أشبه بعلاقة الأهل بل أكثر من ذلك بكثير ، والدي كان
بمثابة شقيق لوالده ، وكذلك والدتي لم تكن إلا أخت لوالدته ، ونحن الأطفال أيضاً
أكثر من ذلك وأشد .
أمجد على الرغم من أنه يكبرني بعامين وعلى الرغم من أن له شقيق بنفس عمري ، ولكن كان أقرب أشقائه
إلي وأنا أقرب أخوتي إليه .
منذ أيام الصبا الأولى وأنا وهو متلازمين في كل الأمور لا يفرّق بيننا إلا النوم وأحيان نتقاسم نفس الفراش!
إذا غالبنا النوم وغلبنا في سهرة ليلية تجمع الأسرتين بعضها ببعض .


سبقني في الدراسة بعام ولحقت به بعد أن رسب في سنته الثانية فأصبحنا ندرس سوية وفي نفس الفصل
، يومي الدراسي الأول لم أذهب مع والدي وإنما ذهبت معه بعد أن أقنع والدي بأنه سيأخذني معه ويعرّفني على أصحابه
وسيهتم بي .
انطلقنا سوياً في الدراسة منذ السنة الثانية حتى نهاية المرحلة المتوسطة عندما تفرقنا في مدرستين تبعد كل
واحدة عن الأخرى عشرات الكيلومترات بحكم السكن ، ولكن لم يتغير شيء بقينا كما نحن أخوة لا يفرق بيننا أي أمر كان .
كنا نتشارك كل ما يمكن أن نتشارك فيه منذ أيامنا الأولى حتى أصبحنا شابين يافعين ، ولكن للأسف أمر واحد لم أستطع مشاركته فيه
وهو العمر !
أكمل المرحلة الثانوية وقرر أن يعمل بعد أن ملّ من الدراسة وهذا ما حصل فعلاً على الرغم أني لم أكن راضياً عن تلك الخطوة ولكنه
اتخذ القرار وانتهى الأمر ، استقر به المطاف في المنطقة الشرقية مؤقتاً حتى

يكمل بعض الأشياء التي يتطلبها عمله الجديد ومن ثم يستطيع العودة إلى الرياض حيث مسقط رأسه
في خطوة مفاجئة لم يتوقعها أحد قرر الزواج وأصر على ذلك بعد أن حاولت والدته إقناعه بأنه لازال صغيراً
وبإمكانه الانتظار لعامين قادمين ، أمام إصراره لم يكن أمامها إلا الرضوخ ، وكأنه كان يشعر بأنه لن يعيش طويلاً ويريد أن يبقي له
ذكراً في الدنيا بأبن يحمل اسمه من بعده!

قبل الزواج بأسبوعين تقريباً اتصل عليّ وأخبرني بأنه سيأتي بعد قليل لقضاء أحد المشاوير قبل السفر
والعودة مرة أخرى إلى الرياض قبل الزواج بيومين ، وكان هذا آخر لقاء جمعني به .
خرجت معه وكان الطريق الذي سنذهب منه يمر من أمام مقر نادي الهلال وقال سنحضر التمرين بعد قضاء المشوار ولكن بسبب
التأخير لم نستطع ذلك فما كان منه ونحن في طريق العودة إلا أن رفع قبعة كانت فوق رأسه وهو ينظر إلى النادي
ويقول ( أرفع لك القبعة يا رافع الراس ) ، بعدها تناولنا العشاء في أحد المطاعم وتوادعنا على أمل أن نلتقي بعد عودته
وقبل زواجه ، ولكن لظروفٍ ما لم أستطع الالتقاء به
إلا في قاعة الزواج .
اكتملت مراسم الزواج ورحل إلى الفندق ومنه إلى المطار في اليوم التالي ومن ثم الذهاب مباشرة إلى الدمام حيث مقر عمله
، فكان مقدراً لنا ألا نلتقي بعد ذلك اليوم ، إلا في مكان لم نكن نتوقعه أو يخطر على بال أحدنا أبداً .
بالعودة إلى ذلك اليوم الكئيب اليوم الذي أصنفه أحد أسوأ يومين في حياتي يوم لا يمكن أن ينسى حتى لو
حاولت أن أتصنع النسيان .
كل ماعرفته في تلك اللحظات أنه توفي في حادث مروري وهو قادم إلى الرياض لقضاء ما تبقى من شهر
رمضان هنا وكذلك العيد ، كانت آخر مكالمة هاتفية جمعتني به مساء اليوم السابق حينما ألحّ علي بأن
نشرع في تجهيز ملعب كرة الطائرة الذي اعتدنا تجهيزه سنوياً بتشجيع دائم منه وإلا ماكنا لنفعل ذلك والدليل أن تلك السنة لم نقم بتجهيزه
لأنه لم يكن حاضراً بيننا .
عرفت لاحقاً أنه في نفس اليوم الذي توفي فيه أنه اتصل على والدته وأخبرها بأنه سيحاول أن يحضر طعام الإفطار معهم
وطلب منها تجهيز أطباقه المفضلة ففعلت ما أراد ، بعد أذان المغرب قامت والدته بالاتصال عليه ولكن كان هاتفه مغلق
فقالت لعله فرغ من الكهرباء وانطفأ ، عندما تأخر في الموعد الذي حدده لهم تم
الاتصال بأحد أصدقائه فأخبرهم أنه رأى سيارته قبل قليل ويظنه أجّل السفر ، فاطمئن أهله قليلاً ،
كان صديقه مخطئاً حينما قال ذلك فالاعتقاد يقول بأن سيارة شبيهة لسيارته التي شاهدها .

بدأت الخطوات تتسارع في بيتنا حينما حضر اثنين لوالدي أحدهم عمه ليطلبا من والدي أن يذهب ويخبر والده بالحادث ووفاه ابنه
خصوصاً وأن القلق بدأ يساور أهله وأن لا شيء يؤكد لهم أنه سافر أو بقي .
كانت حالة والدي السيئة لا تسمح له بذلك أبداً حيث التأثر قد بلغ مبلغه ومع إصرارهم وافق والدي ولكن عليهما الذهاب معه ،
كل ذلك حدث وأنا لازالت أنتظر المنقذ الذي يأتي لتكذيب كل هذا ، وكأني بجلوسي
في غرفتي أحاول أن ابعد عني كل ما يمكنه أن يؤكد ذلك الخبر السيئ !
تأخر المنقذ الذي انتظره ولكني لازال متمسكاً بالأمل الضعيف مرت ساعة وأخرى وأنا على حالتي تلك تأتي والدتي وتذهب
وأنا لازلت غارقاً في ذهولي ، لازلت أشعر بأني في حلم أو كابوس أو تمثيلية سخيفة حتماً سأخرج منها ، ولكن لا شيء من ذلك حدث .
بعد إخبار والديه ما حدث ذهبوا إلى مكان الحادث من فورهم ومعهم بعض الأقارب وكان والدي من ضمن
من ذهب ، لحقوا عليه وقد تم نقله إلى احد المستشفيات التي تقع على مشارف الرياض.
بعد أن رأوه جميع من حضر قال ، من يشاهده يظن أنه نائم إلا من جرحٍ بسيط في خده الأيسر ، قرروا أخيراً دفنه في اليوم التالي
، وأنا لازلت غير مصدق ماحدث حتى أني لم أذهب لمغسلة الموتى ولن أغفر لنفسي ذلك ماحييت .
أخذني أحد أبناء عمي إلى الجامع الذي سيصلى عليه فيه وأنا أمشي بلا هدى كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، أمشي وأكأني
لا أمشي كالتائه الذي لا يدري أين السبيل ، شاهدت في الجامع الكثير من الوجوه
التي أعرفها والتي لا اعرف كلهم حضروا للصلاة عليه ودفنه ، وأنا لا زلت في غيي أنتظر التكذيب أن يحضر ، الدموع تتساقط
من الجميع وان إلى الآن لم أذرف دمعة واحدة على أعز من جمعتني به الدنيا يا لقسوة قلبي بل يا لبلادة مشاعري .
بعد الصلاة ذهبنا إلى المقبرة الجميع كان يستحث الخطى مسرعاً وأنا أمشي متثاقلاً أترنح لا أدري أي فريقٍ اتبع ، حتى وصلت
إلى القبر الذي سيوارى جثمانه فيه نزل شقيقيه إلى القبر ووضعوه في لحده وأنا واقف أنظر غير مصدقاً مايحدث! بدأت الجموع
في حث التراب والدعاء له وانا لم أنبس ببنت شفه ، رأيت شقيقه الذي يصغره مباشرة وهو يبكي بشدة وحرقة ويحضن أخاه الآخر
لا شعورياً تقدمت إليه وحضنته وحضنني بقوة وهو يبكي ويقول : لن يبقى لي أخ سواك يا أحمد ! بكيت لحظتها وبكيت وبكيت
ولا زلت أبكي بحرقة لم أعهدها من قبل في حياتي خارت قواي وسقطت . ولا أدري حينها مايحدث .


لازمت غرفتي يومين وكان والدي يحضر كل يوم ويقول يالك من ناكر للعشرة يومين مرت
ولم تذهب للعزاء ، وليته كان يعلم مافي قلبي من ألم وحرقة وعذاب وحده الله يعلمه .
ذهبت في اليوم الثالث لأؤدي واجب العزاء ، أخذت مكاني في المجلس بعد أن قبلت رأس والده وأنا أريد منه أن يعزيني هو .
دخل أخوه مبتسماً رغم الألم وما ان اقترب مني حتى حضنني وهو يقول أمجد مات يا أحمد خلاص بعد اليوم مافيه أمجد خلاص
الطيب الغالي راح .
اعتذر منكم لا أستطيع المواصلة .

..


جزيل الشكر والتقدير للمبدع (مستريح البال)
ونسال الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويغمره بظله ورضوانه




الى أن نلقاكم مع عدد( آخر ) وعضو ( جديد )
(¯`·._)[U] ‏ الارشيف لـ [/U]يوم في ذاكرتي ][ (¯`·._)[/URL]



\

/

تقبلوا أرق التحايا وأطيبها
من
مشرفي و أستشاريي
المجلس العام

اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:32 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube