المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 16/04/2003, 12:18 AM
عضو استشاري سابق بمنتدى الرياضة العالمية
تاريخ التسجيل: 27/12/2001
المكان: أنا بكل المدن مرّيت!
مشاركات: 1,774
Thumbs up ]@[ الرهــــــــان ]@[

[c]كانت ليلة مظلمة من ليالي الخريف . كان الرجل العجوز المصرفي يسير بتوتر في مكتبته. كان يرجع بالزمن الى ليلة قبل 15 سنة. كانت ليلة حفلته. تذكر الاشخاص ، و وجوههم. كاد ان يتذكر صوتهم وهم يتحدثون. تذكر كل كلمة نطقت كما لو كانت البارحة فقط.

كانت المحادثة حول عقوبة الاعدام. معظم الحاضرين كانوا ضدها.
قال أحدهم : "عقوبة الاعدام عقوبة خاطئة. ليس من الصواب ان تقتل انساناً - مهما كانت جريمته."
"ماذا سوف تفعل بأسوا المجرمين اذن؟ " سأل احدهم.
"اضعهم في السجن مدى الحياة."
"انا لا اوافقك." قال المصرفي. "عقوبة الاعدام اعدل و أخف. عندما تحكم على رجل بالموت ، فأنت تقتله بلحظة. لكنك عندما تسجنه مدى الحياة ، فأنت تقتله ببطأ. أيهم الأفضل-ان تموت بضربة واحدة او ان تمتص منك الحياة على مر السنين؟"
"العقوبتان خاطئتان." قال احد الحاضرين. "الاثنتان تأخذان الحياة."

بين الحاضرين كان هناك محامي شاب في الخامسة و العشرين من عمره. سأله المصرفي عن رأيه، فأجاب:
"حسناً ، اعتقد ان العقوبتان قاسيتان. لكن اذا كان علي ان أختار ، سوف أختار الخيار الثاني. من الافضل ان تعيش بطريقة ما على ان لا تعيش ابداً. أن تحبس نفسك أفضل من الموت."
فجأة ، بدأ الجميع بالصراخ :
"هذا جنون ! "
"لا ، انه على صواب ! "
"أنا اوافق ! "
" هذا هراء ! "

جرفت الاثارة المصرفي. ضرب قبضتيه بالطاولة ، و أشار بأصبعه على الرجل الشاب:
" هذا غير صحيح ! هذه كذبة ! اراهنك بمليوني روبل على انك لا تستطيع العيش بمفردك ولو لمدة خمسة سنوات ! "
وقف الرجل الشاب على قدميه و قال :
" اذا كنت جاداً فيما تقول ، سوف أقبل رهانك. وفي الحقيقة ، لن أبقى خمسة سنوات ، بل خمسة عشرة سنة ! "
" خمسة عشر سنة ! " صرخ المصرفي باتجاه ضيوفه. " هل سمعتم هذا ؟ خمسة عشر ! "
نظر مرة اخرى الى المحامي الشاب :
" خمسة عشر سنة ! أوافق ! سوف اراهنك بمليوني روبل ! "
" حسناً !" قال الرجل الشاب. " انت راهن بالمليونين ، و أنا أراهن بحريتي ! "

كان رهاناً سخيفاً غير معقول. لكن المصرفي كان مسروراً. كان محظوظاً في عمله و كبرت ثروته. كان يملك من النقود مالا يستطيع عده.
و طوال مدة العشاء ، ظل يهزأ بالمحامي الشاب.
"انت تتصرف بغباء." قال المصرفي. " غير رأيك بينما لا يزال هنالك وقت. بالنسبة لي ، مليوني روبل لا يعنون شيئاً ، لكنك انت سوف تخسر ثلاثة أو أربعة سنين من أفضل سنين حياتك. أقول ثلاثة أو أربعة لأنك لن تصمد أكثر. بالتأكيد لن تصمد خمسة عشر سنة ! "

ابتسم المصرفي ، " واذا غادرت حتى قبل يوم واحد ، لن تأخذ شيئاً."
" ما زلت سوف أقبل الرهان." قال المحامي الشاب ببساطة.

والآن المصرفي ، يمشي ذهاباً و اياباً في مكتبه ، متذكراً كل هذا.
" ليلة غد ، سوف تنقضي مدة الخمسة عشر سنة" قال المصرفي. سار باتجاه النافذة و نظر الى الظلام.
" ماذا كان نفع ذلك الرهان ؟" سأل نفسه. " ماذا كان المقصود؟ هل أثبت شيئاً فعلاً ؟ لا ، كان فقط رهاناً غبياً. لكن بالنسبة لي ، كانت نكتة رجل ثري ، بالنسبة له ، كانت فقط الجوع للمال . "

فكر المصرفي بالذي حدث. كل تفاصيل الرهان خطط لها. كان قد اتفق على ان يحبس المحامي في كوخ بحديقة المصرفي. حيث من هناك يستطيع ان يراقبه بسهولة. لم يكن من المسموح له ان يغادر الكوخ لمدة 15 سنة بالتمام. كان على الرهان أن يبدأ في منتصف ليلة 14 نوفمبر سنة 1870، و ينتهي منتصف ليلة 14 نوفمبر سنة 1885.

خلال هذا الوقت ، لا يقدر المحامي على ان يرى أحداً أو يسمع صوت انسان . لم يكن يستطيع ان يتلقى رسائل أو جرائد. لكنه كان من المسموح له ان يملك الكتب و بعض الاجهزة الموسيقية. وكان يستطيع ان يكتب الرسائل.
بنيت نافذة صغيرة على جانب الكوخ ، جيث منها يستطيع المحامي ان يلقي برسائله، و تمرر له احتياجاته من خلالها، و اذا حاول المحامي مغادرة الكوخ ، حتى لو قبل دقيقتين قبل النهاية ، سيخسر الرهان ، ولن يدفع له المصرفي شيئاً.

و في ليلة الرابع عشر من نوفمبر سنة 1870 ، حجز المحامي في الكوخ. بدأ الرهان.

خلال السنة الاولى من اقامته ، بدا المحامي وحيداً. كان صوت البيانو مسموعاً من غرفته ليلاً نهاراً. طلب قصص الحب و قصصاً كوميدية. قرأهم بالكميات ، وفي السنة الثانية ، لم يعد صوت البيانو مسموعاص ، طلب الشاب فقط ان يقرأ الكتب.
وفي السنة الخامسة ، عادت اصوات البيانو مسموعة مرة أخرى ، الذين شاهدوه من خلال النافذة اخبروا كيف قضى تلك السنة. غالباً ما كان يصرخ و يتحدث الى نفسه بغضب ، ولم يعد يقرأ . وفي بعض الاحيان في الليل ، كان يجلس على طاولته و يكتب طول الليل. و من ثم في الصباح كان يمزق كل ما يكتبه. و سمع اكثر من مرة يبكي.

وفي خلال السنوات الاربع التالية ، عاد السجين الى قراءة الكتب الكبيرة ، و بدأ في دراسة العديد من اللغات. و بالكاد كان يستطيع المصرفي ان يزوده بالكتب الكافية. كان قد قرأ أكثر من 600 كتاب...في الدين و الطب و الكيمياء و الشعر..كان يقراً كرجل يسبح في بحر من الكلمات. كانه يحاول ان ينقذ حياته بالقراءة.
وفي أحد الايام ، ارسل المحامي للمصرفي رسالة محتواها :

عزيزي السجان :
انا أكتب هذه السطور في ستة لغات. أرجو ان تريها لأشخاص يعرفون تلك اللغات. اجعلهم يقرأونها. اذا لم يكن هنالك أي خطا ، أرجو ان تطلق رصاصة في الحديقة. لقد تعلمت أن رجال العالم العظماء يتكلمون لغات مختلفة. لو كنت تعرف مدى فرحتي الآن !


لم يكن هنالك أي خطأ في لرسالة ، و أمر المصرفي باطلاق رصاصة. و بعد السنة العاشرة ، طلب الرجل نسخة من كتاب دين. و تقريباً لمدة سنة ، جلس على طاولته يوماً بعد يوم يدرسه. ظن المصرفي ان هذا أمراً غريباً. لقد قرأ الرجل أكثر من 600 كتاب في أربع سنوات . لكنه قضى سنة كاملة في قراءة كتاب واحد.

تذكر المصرفي هذا كله. و الآن هي ليلة 13 من نوفمبر سنة 1885 ، قبل ليلة من موعد اطلاق السجين.
"غداً." قال المصرفي بحزن. "سوف أضطر الى ان أدفع له مليوني رولبل. و ان دفعت ، فسوف انتهي ، سوف انتهي ! قبل خمسة عشر سنة ماضية ، كنت املك من المال ما لم استطع عده ، لكني كنت احمقاً و قامرت به كله. و اليوم أنا فقير.
سار المصرفي ببطء في الغرفة.
" لماذا كان علي ان اقوم بذلك الرهان !" قالها بحزن. " سوف يأخذ ذلك الرجل ثروتي ومن ثم سوف يضحك في وجهي ! "
جلس المصرفي. وضع رأسه بين يديه و فكر لعدة دقائق ، و قفز فجأة. "لا ، لن أخسر الرهان ! هنالك حل واحد فقط ، موت ذلك الرجل."

أنصت المصرفي بحذر . كان أهل البيت نائمين . و بهدوء ، ذهب الى خزنته و أخرج مفتاح الكوخ. المفتاح الذي لم يستخدم لمدة 15 سنة. و وضع معطفه و خرج.

كان الجو بارداً في الحديقة المظلمة. المطر يتساقط و الرياح تزئر. نادى على الحارس لكنه لم يرد.
"الآن." فكر المصرفي. " اذا امتلكت الشجاعة الكافية لاكمل خطتي سوف يوضع اللوم على الحارس."
اشعل عود كبريت و استطاع عن طريق لهبها الضئيل ان يرى نافذة الكوخ. و نظر الى الداخل.
كانت شمعة تحترق بهدوء في غرفة السجين . و هناك ، كان المحامي جالساً على طاولته ، لا يتحرك. نقر المصرفي زجاج النافذة ، لكن المحامي لم يصدر أي حركة. ذهب المصرفي الى الباب. أدار المفتاح في القفل و فتح الباب. و قف خارجاً. توقع ان يسمع صوت اقدام أو صوت دهشة من داخل الكوخ ، لكن لم يصدر أي صوت.
و بعد دقيقتين ، قرر الدخول.

هناك على الطاولة جلس المحامي نائماً. لم يبدو كرجل شاهده المصرفي من قبل. كان نحيلاً لدرجة ان عظامه كادت ان تبرز من جلده. كان شعره طويلاً و قذراً ، و لحيته كثة. وجهه أصفر اللون و وجنتاه شاحبتان. و كان رأسه مستريحاً على يد نحيلة للغاية مؤلمة المنظر. من يكن ليصدق ان عمر هذا الرجل 40 سنة فقط ! كان يدبو كأن عمره مئة سنة !
و أمام فراش الرجل ، قطعة ورق كتب عليهاً بخط ضئيل.
" الشيطان المسكين ." فكر المصرفي. "انه نائم يحلم بالنقود. استطيع أن أرمي نصف الانسان هذا على السرير و أغطي فمه بالوسادة. من كان ليصدق انه لم يمت ميتة طبيعية ؟ لكن لأرى ما كتبه أولاً."

قرأ المصرفي:-

" غداً عند منتصف الليل سوف أصبح حراً مرة أخرى. حراً ! انني اضحك على هذا الكلمة. انها سخرية فعلاً ان أنال حريتي بعد أن فقدت حاجتي اليها."
"لمدة خمسة عشر سنة ، درست العالم. اعرفه كما لم يعرفه من يعيش فيه. تعلمت ان كل شئ فيه خاطئ و فارغ. الكذب يتكلم به كالصدق . تمرر البشاعة كالجمال. قد يكون احدهم حكيماً ، فخوراً ، جميلاً أو غنياً ، لكن الموت يأتي الينا جميعاً. لا أحد يستطيع الهرب منه. وفي كل مكان باع الناس الجنة بالدنيا."
"سوف أبرهن مدى قلة اهتمامي بملذات هذا العالم. سوف اتنازل عن حقي بالمليوني روبل . هناك وقت كانت الثروة تعني كل شئ بالنسبة الي ، لكنها الآن لا شيء. سوف اغادر هذه الغرفة مبكراً و أخسر الرهان. ولن يكون المصرفي مديناً لي بشئ."

عندما أنهى المصرفي قراءة الرسالة ، وضع الورقة في مكانها ، و مال نحو الرجل النائم و قبله على رأسه. انفجرت دموعه و خرج مسرعاً من الكوخ.


وفي الصباح التالي ، جاء الحارس مسرعاً بالخبر. كان قد شاهد المحامي يتسلل من النافذة و
يتخفي في الحديقة. وفي الحال ، ذهب المصرفي الى الكوخ. وجد ان الخبر صحيح.
و أخذ قطعة الورق و أقفل عليها في خزنته. لن تستطيع أي عين بشرية قراءة هذه الورقة.
كان الرهان قد كُسب.
[/c]


[c]بقلم الكاتب
انتون تشيخوف

ولد أنطون تشيخوف في روسيا ، و درس الصيدلة في جامعة موسكو. ولك يدفع رسوم تعليمه و يعيل عائلته ، بدأ بالكتابة. اكتشف انه يستمتع بالكتابة لدرجة انه بعد تخرجه جعل الكتابة مهنته الأساسية.
كتب تشيخوف مرة : "الهدف من الرواية الخيالية هو الحقيقة المطلقة." وقد حاول ان يبرز مدى أهمية الصدق في قصصه ، حيث كانت تدور عن أحداث عادية و اناس عاديين.
ويعد تشيخوف أحد أهم كتاب القصص القصيرة في روسيا ، لكنه ايضاً مسرحي عظيم. و من اهم مسرحياته : (بستان الكرز) ، (الأخوات الثلاثة) ، (العم فاني).
[/c]

[c]وتقبـــــــــلوا تحياتي ،، [/c]
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16/04/2003, 01:01 AM
عضو سابق بلجنة تطوير المجلس العام
تاريخ التسجيل: 09/09/2001
المكان: المنطقه الشرقيه
مشاركات: 3,644
الله المستعان الحين افتكينا من الفرنسي ونرجع للروسي ...

إقتباس
كانت المحادثة حول عقوبة الاعدام. معظم الحاضرين كانوا ضدها.

الله يستر بــــس ...

إقتباس
جرفت الاثارة المصرفي. ضرب قبضتيه بالطاولة ،

لا يكــون انكسرت الطاوله ...

إقتباس
" حسناً !" قال الرجل الشاب. " انت راهن بالمليونين ، و أنا أراهن بحريتي ! "

كذا الحياه جابت له الفلوس ...

إقتباس
عندما أنهى المصرفي قراءة الرسالة ، وضع الورقة في مكانها ، و مال نحو الرجل النائم و قبله على رأسه. انفجرت دموعه و خرج مسرعاً من الكوخ.

والله ما احد يلومه المسكين ...

مشكور اخوي الغالي بيكهام 7 والله يعطيك العافيه على كل كلمه وكل حرف ...

تحياتي لك يالغالي ...

عويررف ... ;) ;) ;)
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16/04/2003, 01:40 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/03/2003
المكان: الكويت
مشاركات: 4,418
يعطيك العافية اخوي بيكهام على القصص الحلوة

في انتظار المزيد

تحياتي لك

اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16/04/2003, 01:49 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 09/11/2002
مشاركات: 718
تصدق صرت رايق مثلكم اخوي
كثر تراها حلوه
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16/04/2003, 02:29 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 22/09/2002
المكان: لو لم تكن نجد وطني لوددت لو تكون
مشاركات: 318
إقتباس
إقتباس من مشاركة نواف طلال

تصدق صرت رايق مثلكم اخوي
كثر تراها حلوه

اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16/04/2003, 12:12 PM
عضو استشاري سابق بمنتدى الرياضة العالمية
تاريخ التسجيل: 27/12/2001
المكان: أنا بكل المدن مرّيت!
مشاركات: 1,774
الاخ عارف الهلالي
مشكوووووووووووووووور يالغالي ... والمرة الجايه كاتب من جزر لانجر هانز

كيفي كويتية
مشكورة على مرورك .. وانتطري القصة الجاية

نواف طلال والحوت الوحيد
مشكورين على ردودكم وانتظروا المزيد

على فكرة الروايه القادمه بعنوان ::
--(( اللؤلؤة ))--
للكاتب جون شتاينبك

تحيااااتي،،
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:02 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube