الرياض ـ عبدالرحمن مشبب
و يوسف الصلحاني
حينما يتحدث عنك القريبون منك، وتحديداً من يعايشونك خلال ساعات طويلة يكون الحديث أكثر إثراء ومصداقية.. ورجل الإعلام الراحل الأمير تركي بن سلطان تشرف العديد من الإعلاميين بالعمل بالقرب منه واستنهلوا من مدرسته الأحادية مما انعكس عليهم خلال مشوارهم الإعلامي بمختلف مجالاته، حيث كشفوا العديد من الملامح في شخصية الراحل، والأوصاف الدقيقة في حياته العملية والحياتية وأسلوب التعامل معهم، فماذا قال رفقاء الدرب؟
تعامل خاص
وصف مدير القنوات الرياضية السعودية عادل عصام الدين خبر وفاة نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان بالصدمة والفاجعة الكبيرة له خاصة وأنه أصبح الصديق القريب منه في السنوات الخمس الأخيرة، وكشف آخر مكالمة تلقاها من الفقيد أمس الأول لمدة ساعتين، مشيرا إلى أن الفقيد ابتعد عن الحديث معه فيما يخص القناة مبرراً ذلك باحترامه لقرار القيادة بتحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة فأصبحت مكالماتي معه كصداقة فيها الكثير من الأسرار، وصمت عصام الدين قليلا ثم قال: "سبحان الله وصل إلى مكتبي أمس قرار موافقة وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة على إجازة الفقيد (الشتوية) على أن تبدأ اليوم الأربعاء وكان متجهاً إلى فرنسا إلا أن قدره كان مكتوباً قبل أن يغادر هذه الدنيا"، وسرد عصام الدين كيفية بداية معرفته بخبر وفاة الفقيد قائلا: "حينما أديت صلاة الفجر ذهبت بعدها للنوم وعند الساعة الثامنة صباحاً تلقيت أكثر من 30 اتصالا واستغربت ممن يتصل في هذا التوقيت خاصة وأنني أعمل إلى ساعات متأخرة من الليل وحينما زادت الاتصالات قررت الإجابة على زميلنا في القناة علي القرني الذي بلغني بالخبر فكانت الصدمة الكبيرة لي وفاة شخص تكون بيننا المكالمات شبه يومية منها اتصالات عمل وأخرى كصداقة".
وعن استمرار جوائز القناة الرياضية تخليداً لذكراه قال: يعود هذا القرار إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون برئاسة عبدالرحمن الهزاع وبالنسبة لي أتمنى استمرارها، وأوضح عصام الدين أن آخر توصيات الفقيد بالحرص على الجائزة، مشيرا إلى أنه كان بصدد كتابة خطاب إلى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع باستمرارها والتي تعتبر تاريخا جميلا لسيرة الفقيد قائلا: أخبرت الفقيد قبل فترة بأنه سيكون أحد الأشخاص الذين سيسلمون الجائزة، فرد قائلا " شوفوا غيري"، وختم عصام الدين حديثه بأن البرامج الخاصة بالدوري ستتوقف لمدة 3 أيام وسيخصص برنامج (إرسال) اليوم عن الفقيد ـ رحمه الله.
الأمنية الغائبة
عبر مدير العلاقات العامة والبرامج بالقناة السعودية الرياضية الأولى الزميل المذيع بدر الفرهود عن حزنه العميق لوفاة نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان، مشيرا إلى أنه لم يصدق الخبر فور سماعه، وقال: وصلني الخبر الساعة 8 صباحا ولم أصدق حتى اتصلت على سكرتارية الفقيد وأكدوا لي وفاته (رحمه الله)، وواصل الفرهود حديثه عن الفقيد بصوت حزين قائلا: الإعلام السعودي فقد الأمير تركي بن سلطان وليست وزارة الثقافة والإعلام، وخاصة نحن في القناة الرياضية تأثرنا بشكل كبير لأنه كان قريبا منا بحكم إشرافه على القناة، وما قدمه الفقيد من عمل كبير للقناة يشهد عليه الجميع مقارنة بالعمل قبل 3 سنوات، وأضاف: "كانت جائزة القناة الرياضية فكرته وكان يصرف على الجائزة من جيبه الخاص في أول سنتين من جوائز للاعبين وتكاليف الحفل وغيرها، ولم يكن مطالباً بمتابعة تفاصيل دقيقة في العمل إلا أنه كان يتابع كل صغيرة وكبيرة لحرصه (رحمه الله) على خدمة وطنه وشباب هذا الوطن، فقد كان مدرسة في الإعلام وكان ينصح بنصائح لا نعرف مداها إلا بعد فترة، حينها ندرك أنه كان على صواب ويعرف ما يقول، وكشف الفرهود عن علاقته الشخصية مع الفقيد قائلا: كان حريصاً جدا على زواجي، بل أحرص من والدي ووالدتي وكان يكلم عادل عصام الدين وغانم القحطاني للتأثير علي، ولو علمت أن قدره اليوم (أمس) لحققت أمنيته إلا أنه قضاء الله وقدره، مشيرا إلى أنه كان قريباً جدا من الفقيد وكان يشعر أنه أخ أكبر له، وتطرق إلى الجوانب الإنسانية معه قائلا: أرسلت له رسالة الساعة 2.30 صباح أمس الأول أشكره فيها على تقديمه هدية خاصة منه، وكانت مكالماتي معه أنا وعادل عصام الدين وغانم القحطاني شبه يومية وكذلك مقابلته في مكتبه، وأوضح الفرهود أن الفضل لله ثم للفقيد في تغيير حياة الفرهود للأفضل قائلا: لا أنسى وقفته (رحمه الله) إلى جانبي في موقف خاص جدا ومرحلة نفسية صعبة مررت بها قبل سنة كان يتصل بي يومياً للاطمئنان على حالتي الحرجة، ولولا الله ثم هذا الرجل (رحمه الله) لتوجهت توجهاً آخر.
مسؤولية اجتماعية
أبدى كبير المراسلين في القناة الرياضية عبدالله العضيبي حزنه الشديد لوفاة نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان قائلا: لا أعرف ما أقول ولكن سأتطرق إلى الجوانب الإنسانية التي لا يعرفها الكثير من الناس عن الفقيد، فهناك قسم (المسؤولية الاجتماعية) داخل القناة الرياضية وكان يمثله مكتب الأمير تركي بن سلطان وهو يعنى بإعانة الزواجات للزملاء والمناسبات والمشاريع الخيرية ولا أتحرج في القول بأن الفقيد له وقفات مع جميع الزملاء وكان يحرص على مساعدة المحتاجين بعيداً عن معرفة الكثير من الناس كان آخرها دعمه لمشروع تحفيظ القرآن الكريم قبل أسبوع، ولن أخفي هذا العمل الذي حرص على ألا يطلع عليه أحد، وأسأل الله أن يجعل ماقام به في موازين حسناته، وأضاف: "كان الفقيد (رحمه الله) يسعى إلى تجاوز العقبات التي تواجه القناة، وبما أن القناة حكومية ونعرف البيروقراطية الإدارية فيها إلا أنه يتجاوزها بمبالغ من جيبه الخاص وأبسط مثال ما حصل في نهائيات كأس آسيا 2011 الماضية بالدوحة حينما رفضت الشركة استخراج بطاقات إعلاميين لمنسوبي القناة لوجود مبالغ سابقة مترتبة على الوزراة الأمر الذي دعا الفقيد إلى دفع المبلغ، وأشار العضيبي إلى أن دعمه لجائزة القناة الرياضية من جيبه الخاص أكبر دليل على حرصه لتكريم النجوم والمبدعين وكان يؤيد جائزة صحيفة "الرياضية" وصحيفة "الرياضي"، وختم العضيبي بأنهم افتقدوا الأمير تركي وسيفتقدونه كثيراً، سائلاً المولى عز وجل أن يغفر له، وأن يلهم زوجته وأولاده الصبر والسلوان.
يوم حزين
أكد مذيع القناة الرياضية السعودية رجاء الله السلمي أن وفاة نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان تعتبر فاجعة حقيقية لي ولزملائي لكنه قضاء الله وقدره، وقال: رجل بحجم الأمير تركي (رحمه الله) لم أجد منه إلا الدعم والتحفيز والاهتمام، تعودت على اتصاله بعد كل برنامج أو حوار كلمات التهنئة والتشجيع التي يقدمها لي لن أنساها وآخرها يوم الخميس الماضي بعد انتهاء انتخابات الاتحاد السعودي كان يحدثني بلغة مبتهجة سعيد بما تحقق من تغطية، واصفاً هذا اليوم بأنه يوم حزين، حزين جدا لنا وللإعلام.
تعامل عفوي
قدم المعد في القنوات الرياضية السعودية ثنيان المقبل تعازيه للأسرة الحاكمة والوسط الإعلامي والرياضي في وفاة نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان، واصفاً الخبر الذي تلقاه الساعة 9.30 صباحا بالمفاجئ، وقال: لم يكن تعامل الأمير تركي معنا في القناة كمسؤول أو أمير، بل كان تعاملا أخويا وعفويا وأي مشكلة تواجه أي شخص في القناة كان الاتصال المباشر مفتوحاً معه سواء بالتليفون أو الرسائل النصية أو الجوال دون وسيط، وأضاف: "عمل الفقيد الكثير لجعل الدوري السعودي في متناول المشاهد المواطن مجاناً، وكشف المقبل عن آخر اتصال دار بينه وبين الفقيد في مباراة السعودية والأرجنتين الودية والتي كان الفقيد حريصاً على سير العمل كما خطط له، وكان يحرّصنا على الأستديو التحليلي كون الجميع سيشاهد هذه المباراة".
بصماته واضحة
من جانبه قال مدير المذيعين السابق في القنوات الرياضية السعودية خالد البيشي: كثيرة هي اللحظات السعيدة التي التقيت فيها بالأمير الإنسان تركي بن سلطان، فكان حريصاً أن يتابع أعمالنا عن قرب وكان يحرص (رحمه الله) على تذليل الصعوبات، وكان الموجه والمقوم الأول للعمل ويسارع بالاتصال علينا للشكر وتقديم الملاحظات الهامة. ويضيف البيشي: فقد الوطن رجل دولة وصاحب بصمات واضحة في وزارة الإعلام وخاصة في القنوات الرياضية التي شهدت على يديه تطورا كبيرا.
الاتصال الأخير
قال مساعد مدير عام القنوات الرياضية ومدير البث المباشر خالد الدوس: إن آخر اتصال تلقاه من الأمير تركي بن سلطان كان مساء أمس الأول وتحديدا الساعة الثامنة مساء أي قبل ساعات من وفاته (رحمه الله) وكان كعادته يتابع تفاصيل العمل في القنوات الرياضية حتى في أوقات راحته، وكانت آخر كلماته أننا جميعاً مسؤولون عن نجاح القنوات الرياضية، وكان دائم الابتسامة بشوشاً في وجوهنا، وكثيرا ما يحثنا على التركيز على الكوادر الوطنية وتأهيلهم بالدورات، ويقول نجاح شبابنا يتزايد بحمد الله، وهذا بحد ذاته نجاح كبير ومكسب عظيم للوطن وترى الفرحة بادية على محياه مع كل نجاح في العمل ويسارع بتوجيه الشكر لمن يستحقه بمكتبه أو عبر الهاتف.
ويضيف الدوس: إنه في بعض الأوقات يتلقى اتصالات من الأمير تركي بن سلطان في أوقات مختلفة يبدي فيها ملاحظاته عن بعض البرامج التي يتابعها على الهواء مباشرة، ولا أذكر أنه (رحمه الله) رفع صوته في وجوه العاملين مهما كان حجم الخطأ، فقد كان يوجه باحترام حتى في أصعب اللحظات.
وختم الدوس قائلا: لقد وقع علينا خبر وفاته كالصاعقة، والجميع فجع من هول الصدمة فكان (رحمه الله) أباً وأخاً لجميع العاملين في القنوات الرياضية، فالوطن فقد أحد أبنائه البررة ممن عملوا بإخلاص لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم.