قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( إذا جنح الليل - أو أمسيتم - فكفوا صبيانكم ، فإن الشيطان ينتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ، وأغلقوا الأبواب ، واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقاً ، وأوكوا قربكم ، واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم ، واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئا ، وأطفئوا مصابيحكم ).
قد يتساءل احدنا ، ما الذي يحدث بالضبط في فترة إقبال الظلام وإدبار النهار والنور الى الحد الذي جعل النبي عليه الصلاة والسلام يخصه بالوصيه والتحذير ؟
إن الذي يحصل هنا أن الشياطين مع إقبال الظلام تبدأ تنتشر تبحث عن مأوى لها
وانتشارها يكون انتشارا هائلا بأعداد لا يحصيها إلاّ الله فتنطلق بسرعة هائلة جدا تفوق سرعة بني آدم أضعافا مضاعفة
وهم في اشد مايكون من حالة الخوف اي يخاف بعضهم من فتك بعض فيكون هم كل واحد منهم ان يجد له مؤى يؤي اليه ويأمن فيه من فتك اخوانه الشياطين الذين هم الآن كالريح يجولون الأرض والبقاء للأقوى
، فمنهم من يأوي إلى إناء فارغ ومنهم من يأوي إلى بيت انسي
ومنهم من يأوي إلى جماعة من الإنس جالسين وهم بالطبع لا يشعرون به فينطرح بينهم
وطبيعة الشياطين أنها ترغب المكوث في النجاسات فتجدها تفضل أماكن قضاء الحاجة
وتجدها تأوي إلى أماكن القمامة وقد تصادف وهي تبحث عن المأوى (طفلا) إنسيا فتأوي إليه وقد تتلبسه وتخرج
وقد تمكث به بعض الوقت فتجد الطفل متغير المزاج او ربما يصرخ فجأة وقد يطيل البكاء الشديد وبعضهم يتململ في نومه بسبب إيذاء الشيطان الذي اتخذ منه مأوى له دون أن يعلم والداه .
وقد نسوا وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بحفظ الصبيان وقت انتشار الشياطين ، وهنا يأتي دور (الحفاظات)اعزكم الله فكما أسلفنا أن الشياطين ترغب النجاسات فتجد في حفاظة الطفل نجاسة فيكون ذلك مشجعا لها على المكوث والإيواء
لذا كان نص النبي الكريم على الصبيان الذي هم بحاجة الى التحصين من قبل الولدين وحمايتهم ووقايتهم بعدم تركهم يخرجون وقت انتشار الشياطين
لكن هذا لا يعني ان الشياطين لا يمكن ان تتلبس بالكبار بل هذا ممكن ولكن لما غلب على الكبار التحصين ووقاية انفسهم كان فيهم التلبس قليل فتجد البعض من الناس فجأة أصابته كآبة أو خوف مفاجئ وهكذا وهو بسبب تلك الشياطين.
لذلك حصنوا انفسكم واولادكم بأذكار الصباح والمساء ، احرصوا على المحافظة عليها .
أهلا أخوي أول شي بارك الله فيك على مجهودك
وحبيت أضيف هذا التفصيل لمن لم يفهم الحديث بالظبط
فقد روى البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان جنح الليل، أو أمسيتم، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم)1. غريب الحديث: قوله: (جنح الليل) بكسر الجيم وضمها الظلام، معناه طائفة من ظلام الليل. قوله: (أو أمسيتم) أي دخلتم في المساء. قوله: (فكفوا صبيانكم) أي امنعوهم من الخروج في هذا الوقت. قوله: (فإن الشياطين تنتشر حينئذ) أي جنس الشيطان، ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذ -والله أعلم-. قوله: (فخلوهم). أي لا تمنعوهم من الدخول والخروج، وفي رواية: (فحلوهم). قوله: (وأوكوا) الوكاء: هو ما يشد به رأس القربة. قوله: (وخمروا) من التخمير وهو التغطية. قوله: (ولو أن تعرضوا) أي إن لم يتيسر التغطية بكمالها فلا أقل من وضع عود على عرض الإناء. قوله: (وأطفئوا مصابيحكم) جمع مصباح، وذلك لأجل الفأرة، فإنها تضرم على الناس بيوتهم، وأما القناديل المعلقة في المساجد والبيوت فإن خيف منها أيضاً فتطفأ وإلا فلا2.
1 . أهمية البسملة، وأنها تحمي الإنسان من أذى شياطين الجن والإنس، ولذلك حث النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها كثيراً؛ فمن ذلك ما بينه النبي هنا في الحديث: (أغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفىء مصباحك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله)7، وقال: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: "بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا" فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً)8، وقال لعمر بن أبي سلمة: (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك)9، وقال: (إن الشيطان ليستحل الطعام ألا يذكر اسم الله عليه)10، وشكا إليه عثمان بن أبي العاص وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)11. وروى ابن ماجه والترمذي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول: بسم الله).12 2. أن المصابيح المراد إطفاؤها ما كان يظن فيه الإحراق لو ترك، ويدخل في ذلك إطفاء كل نار يحتمل ضررها، قال النووي: "هذا عام يدخل فيه نار السراج وغيره، وأما القناديل المعلقة فإن خيف بسببها حريق دخلت في ذلك، وإن حصل الأمن منها كما هو الغالب فلا بأس بها لانتفاء العلة".