حياك الله اختي المملكة احترم وجهة نظرك اعلاه .. ولكن لدي وجهة نظر حيال بعض النقاط التي تفضلت بها والتي يفترض ان ابديها لشخص مثقف مثلك .. خاصة وان المشاركة اعلاه قد ذهبت بعيدا عن قصيدة حيال وطن تحبينه وتفتخرين به ونحن نشاركك هذا الحب والفخر 
( أولا ) : ماذا تعني دول عظمى ؟!
اعتقد ان مصطلحات دول عظمى ودول غير عظمي في المنظومة العربية يجب ان نعيد النظر اليها بشئ من الواقعية بعيد عن الشعارات التي تحاول ان تقلل من قدر الآخرين .. مع كل احترامنا وتقديرنا وحق كل انسان ان يفخر بوطنه شريطة ان لا يصنف الاخرين بكونهم عظماء او لا !
لا يخفى عليك ان الاحداث السياسية في العالم العربي اثبت ان كل دولة عربية هي دولة عظمي بناء على آثار مواقفها السياسية او ظروفها الداخلية حيال المنطقة العربية ككل .. وسأستعرض لك بعض الادلة الصغيرة :
1 - احداث دولة غائبة كليا على المشهد السياسي العربي ( كالصومال ) ! .. هذه الدولة العربية المسلمة العزيزة ساهمت الاحداث السياسية بها بالرغم انها ليست في الجزيرة العربية على تهديد الأمن في اليمن والسعودية والدول العربية المطلة على الخليج ! .. بل انها ذهبت الى ابعد من ذلك للتأثير على التجارة العالمية وجلب الاساطيل الدولية من روسيا الى الصين الى اوروبا الى امريكا .
هل كان يتصور احد ان دولة مهمشة كليا في عالمنا العربي ساهمت الاحداث الداخلية بها على تهدد امن المنطقة وتنعكس اثارها على العالم !
2 - دولة صغيرة اخرى ( كتونس ) ! .. كانت ايضا مغيبة كليا عن المشهد السياسي العربي .. هذه الدولة في احداثها الداخلية مع اسقاط رئيسهم السابق بن علي ساهمت في تغيير حياة ما يقارب 70 % من سكان العالم العربي وبناء منظومة سياسية جديدة في تاريخ العرب الحديث .
3 - دولة صغيرة أخرى ( كالبحرين ) ! .. حدث داخلي يحرك جيوش المنطقة ودهاليز السياسة العالمية وما يتبعها من مبالغ بالمليارات .
وهذا الامر ليس في العالم العربي فحسب بل حتى امريكا بكل قدراتها وامكانياتها واساطيلها واقمارها وقواتها واقتصادها ونفوذها وهي عظمى جدا جدا جدا .. بالرغم من ذلك عندما تملكها ( عمى ) انها عظمى سقطت في مستنقع دولتين من العالم الثالث العراق وافغانستان والذي هز كيان هذه الدولة العظمى بشدة وجعلها تتراجع كثيرا عن الريادة وصناعة القرار بالعالم ! .. ولم يكن ذكي في تاريخ امريكا الحديث سوى بيل كلينتون الذي كانوا يدفعونه للحرب في العراق ويرفض .. وذلك لأنه استخدم عقله ولم يفكر ان امريكا دولة عظمى ! .. ومع ذلك خرج من حكم امريكا وامريكا دولة عظمى ،،،
هذه نماذج احببت ان اوضح من خلالها ان مفهوم الدولة العظمى يجب ان نعيد النظر اليه بطريقة واقعية .. فنحن عظماء عندما نكون سوية
.. حتى عندما نجتمع وفق قدراتنا وامكانياتنا الحالية فنحن نحاول ان نكون رقم جيد في الخارطة العالمية .. اما اذا الامر مجرد شعارات فكل يغني على ليلاه .. فحتى ليبيا كانت تدعى رسميا ( الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى ) ! ( ثانيا ) : ما هو الخريف العربي ؟!
ما حدث في تلك الاقطار العربية لا يمكن وصفه بالخريف ! .. بل هو ربيع فعلا .. واذا ما استند البعض انه خريف عطفا على الفوضى السائدة حاليا .. فالحقيقة ان هذه الفوضى الحالية هي نتاج عدم وجود نظام اصلا 
تلك الدول .. كان يسود نظام الحكم فيها ( فرد ) وعائلته والمحسوبين عليه ! .. هم النظام والقانون والاقتصاد والامن والجيش وثروات الوطن وخدمات الوطن وكل ما في الوطن لهم وحدهم فقط لا غير .. والآخرين ليس لهم من الوطن سوى القصائد والأغاني التي تمجد الوطن والزعيم !
تلك التضحيات والدماء التي سكبها اولئك الشرفاء الصادقين في حب الله ثم الوطن لا يليق ان نطلق على تضحياتهم انها كانت مقابل ( خريف ) ! .. اولئك بحثوا عن حق في وطن لم يجدوا فيه حقوقهم .. بحثوا عن كرامه لم تحمها لهم اوطانهم .. بحثوا عن صدى لآلآمهم ومشاعرهم وصوتهم عندما كانوا يتألمون ويصرخون من الظلم والفقر والجوع والمرض دون ان يجدوا من يستمع او يستجيب لهم .. بحثوا عن أمل ومستقبل وواقع غير الكابوس الجاثم على انفاسهم .. فكانت تلك ثورتهم .. وكان ذلك طريقهم .. فقد وصل الكثير منهم لقناعة ان الحياة والموت اصبح سيان لا فارق بينهما في اوطانهم !
البعض منا ينظر لفترة حسني مبارك على سبيل المثال ..انها تلك الفنادق المطلة على النيل التي نسكنها .. وتلك العبارات النيلية او نوادي شارع الهرم التي يطيب السهر فيها ! .. وتلك الفتيات التي نجلبهن لقضاء شهوة محرمة في انفسنا .. وذلك الضابط الذي نهبه بضع جنيهات حتى يتجاوز بنا كل القوانين والانظمة .. وذلك المصري الذي نهينه دون ان نكترث بمن يدفع الأذى عنه
مصر حسني مبارك كان عار في تاريخ مصر والعرب الحديث وكذلك الامر لكثير من القيادات التي سقطت
واذا ما كان البعض يتذكر موقف حسني مبارك في الخليج وهو موقف يشكر عليه .. الا ان موقفه في جانب آخر كان فضيحة وجريمة وهو يقف شاهدا وداعما ومساندا والكيان الصهيوني يعلن الحرب على غزة في قلب القاهرة ويشن حرب على اهلنا في فلسطين وهو يقف يضع امامهم الاسوار ويمنع منهم الماء والدواء والغذاء !
صلى الله على سيدنا محمد وهو يعلم هذه الامة اسمى معاني الرحمة وهو يصف امرأة مومس ( تمتهن الرذيلة ) تدخل الجنة لأنها اسقت كلب وانت بكرامة كان يلهث ! .. وبالرغم من ذلك لم يتمكن ذلك الزعيم العربي حتى ان يكون مثل تلك المومس !
اجمالا كان الله به عليم .. ينام عين الظلم .. وعين الله لا تنام .. وهذه نهايتة في قفص يحاكم كلص !
وكما هو الرئيس المصري السابق كان الرؤوساء الاخرين بشكل او بآخر .. لذلك لا اعتقد ان ما حدث كان خريفا .. بل هو ربيع قادم ان شاء الله يحترم فيها الانسان وكرامته وحقه في حياة يعيشها في امن وسلام ..
ولا زال الطريق في أوله .. ونسأل الله التوفيق للمسلمين ،،،
المعذرة قد اطلت .. ثم المعذرة انني أطلت
ولكن شخص مثقف مثلك من حقه ان ينظر لوجهة نظر أخرى 
يعطيك العافية ،،،