لن يستمتع الرياضيون بلقاء افضل وأمتع من لقاء يجمع الهلال والاهلي، فاللقاء المرتقب سيضم نخبة من نجوم الكرة السعودية الذين سجلوا حضورا فنيا رائعا ومثالية وانضباطا لا حدود لها، وسيدخل الفريقان بشعار الاحترام المتبادل، فليس بينهما اي افرازات او اختلافات ولم يتبادلا أبدا الاساءات او التشكيك بالطرف الآخر، فالذي يجمعهما اكبر مما يفرقهما وهما الناديان المثاليان ادارة ونجوما وجماهير.
يعني لقاء سيكون من العيار الثقيل لكن بدون (كليسترول) فالاهلي كان ومازال صاحب مدرسة مثالية راقية في الاداء الفني داخل الملعب ويملك نجوما مميزين يقدمون كرة جماعية ممتعة. والذي تابع النادي الاهلي قبل عشرين او ثلاثين سنة يعرف انه معدن اصيل لايتغير فكما يقال هناك مدرسة برازيلية واخرى هولندية فان من المعقول ان نقول ان هناك مدرسة اهلاوية تتميز فيها عن غيرها، انها مدرسة الاناقة واللمسات الساحرة.
اما الهلال فهو الزعيم الذي امتلأت خزانته بالبطولات المحلية والخليجية والعربية والقارية، وتلونت كل الانجازات بلونه الازرق، حتى غدا الهلال ماركة مسجلة مركزها الرئيسي في سماء الرياض وفروعها في كل سماء القارة الآسيوية المترامية الاطراف.. ولذا فمن العدل ان نقول انه لا بطولة الا بالهلال. فهو الحاضر دائما وشاغل الناس ان فاز او خسر, ومن هذا المنطلق وبحكم ان اللقاء سيجمع هذين الفريقين الممتعين فان كان الرياضيين داخل المملكة وخارجها يمنون أنفسهم بموقعة ليس فيها ضحايا بل نجوم ولا ملاكمون بل عازفون ولا صراخ او نعيق بل منشدون بأن التنافس لن يتجاوز حدود المتعة والمحبة. ومن غير الاهلي والهلال يستطيع ان يقدم سمفونية او يرسم لوحة او ينشد اغنية تجمع بين كل الجماليات الفنية والسلوكية والابداعية.
لقد تجاوز الاهلي النصر بكل جدارة واقتدار ووصل للنهائي بعد فوز مثير مستحق والهلال هو الآخر حقق الانتصار على أحد اكبر الاندية السعودية واقواها ولم تكن هي المرة الاولى التي يفعلها. ولهذا جاء وصول القلعة والزعيم وصولا مستحقا مشرفا. وحق لنا كرياضيين ان نمني أنفسنا بأمسية.. يختفي فيها العك والتخبيص والخروج عن الروح الرياضية قبل المباراة واثناءها وبعدها ما دام الهلال والاهلي طرفا هذا النزال الكبير.
ولكم تحياتي،،،