المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 06/04/2003, 02:54 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
أخترت لكم ( مقالات الشيخ سلمان العودة ) حفظه الله

أيها العراقيون
========
حين نتحدث إليكم أيها الشرفاء فإننا نتحدث بقلوب يقلقها الشعور بالقهر والحزن والخوف، ويهدئها الشعور بالاعتزاز والرضا والأمل.. لقد أصبحت الحرب جزءاً من حياتكم فتكيفتم معها وألفتم وقعها وتحملتم مرارتها وآلامها، ولعل كثيراً من محبيكم والمتعاطفين معكم لم يخوضوا هذه التجربة، فلا يزال في قلوبهم غضاضة وطراوة تفزع من هذه المعاناة وتستفظعها. وحين نتحدث إليكم فإننا نحن شركاؤكم في السراء والضراء، والشدة والرخاء، فمصابكم في كل بيت وحزنكم في كل قلب، ودموعكم في المآقي، ومعاناتكم أصبحت طعماً نقتاته صباح مساء. ومكاسبكم التي تنالون بها من عدوكم، هي مكاسب لكل مسلم غيور، ولكل مظلوم على ظهر هذه الأرض، فمن آذته آلة الحرب الأمريكية الباغية وملحقاتها، فهو يرى في صنيعكم انتقاماً ربانياً بأيدي بعض عباده من أولي البأس الشديد أمثالكم يصبه تعالى على من طغوا فأكثروا فيها الفساد.
تذوب حشاشات العواصم حسرة000إذا دميت في كف بغداد أصبع
ولو بردى أنت لخطب أصابها000لسالت بوادي النيل للنيل أدمع
لقد عبر إخوانكم عن التمازج والتفاؤل مع قضيتكم العادلة أصدق تعبير. أيها الأحبة في العراق! إنكم تقاتلون عدواً تخطى غيركم إليكم، وربما تخطاكم إلى غيركم، فمطامعه لا تقف عند حد، فأعظموا فيه النكاية، واستميتوا، فدى لكم من لا يقدر صنيعكم، ولا تضنوا بنفس ولا مال، فاليوم يوم الملحمة، وليس بمستنكر عليكم وأنتم أهل الإسلام والفداء أن تصنعوا للعلج الكافر عقدة اسمها (عقدة العراق) تنسيه عقدة فيتنام، وتكف يده عن الامتداد إلى جيوب الناس!! أيها العراقيون: إن أمتكم مهما تخلفت في ميادين الحياة مما جرأ عليها عدوها فلن تتخلف في ميدان التضحية والإقدام والفدائية، ولقد استخف بكم عدوكم حين زج بعشرات الآلاف من جنوده لتدنيس أرضكم الطيبة.
قد شمرت عن ساقها فشدوا000وجدت الحرب بكم فجدو
والقوس فيها وتر عرد000مثل ذراع البكر أو أشد
فشدوا وأروهم كيف يكون الاستبسال، وأذيقوهم قسوة الصحراء!
إنما الإسلام في الصحرا امتهد000ليجيء كل مسلم أسد
ليس كالمسلم في الخلق أحد000ليس خلق اليوم بل خلق الأبد!
إن الاسلام هو الذي يلهم أهله البسالة ويربيهم على معنى البطولة والاستشهاد.. فلا يموتن أحد منكم إلا وقد خطف معه من أرواح هؤلاء المغتصبين، ولكن هو إلى الجنة إن شاء الله وهم إلى النار وبئس القرار. ولقد أعطتنا العمليات الاستشهادية جرعة من التفاؤل والأمل إن لم يكن بنصر ساحق بينهم، فبنكاية تلحق المستعمرين الكافرين، والعاقبة بعد للمتقين. أيها العراقيون: إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم؛ بدعائهم واستنصارهم كما قال إمام المجاهدين عليه السلام.. فليكن في قلوبكم عزمُ صادق وإرادة قاطعة وغنيكم وفقيركم وكل من له شيء من الولاية على فرد فما فوقه أن يسارع في رفع جميع المظالم في النفس والمال والأرض والعرض، وأن لا يحتقر من ذلك شيئاً وإن قل، ولا يعطي نفسه فرصة للتأويل والتعذير. فإذا غيرتم هذا ولو بإرادة جازمة يعلمها ربكم في نفوسكم وقلوبكم فسوف يغير الله ما بكم، ويدفع عنكم الظلم الطارىء عليكم من خارج أرضكم. أيها العراقيون: يقول ربكم تبارك وتعالى: )يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (لأنفال:70) فليعلم الله في قلوبكم جميعاً وخصوصاً عليتكم وأولي الأمر منكم وأهل الرتبة والجاه توجهاً صادقاً إلى تحكيم شريعته واقتفاء سنة نبيه عليه الصلاة والسلام وإعلان ذلك بين الناس بلا تردد ولا جمجمة، ولا انتظار. وليكن من أول ذلك إنفاذه في خاصة نفوسكم وبيوتكم وأشخاصكم واعتماد اللغة الشرعية في إعلامكم وسركم وإعلانكم. إنكم إن استجمعتم هذه النية واعتمدتم هذه الخطة حظيتم بعون لا مثيل له ومدد لا انقطاع له ليس من العالم الإسلامي المتعاطف معكم فحسب، بل من ربكم الذي هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء، ويولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويقول للشيء كن فيكون. فيا أهل العراق كافة لا تفوتوا هذه الفرصة التاريخية وأعلنوها صيحة سماوية خالصة ربانية أن الإسلام منهجكم، والشريعة حكمكم، والمسلمين كافة إخوانكم. يا أهل العراق: لقد وفد إليكم من أبناء الإسلام النجباء من لم تسعهم الأرض وهم يشهدون القصف المجرم عليكم، فانطلقوا وقد باعوا لله نفوساً كريمة، يطلبون الشهادة في سبيل الله، ويرومون قتل المعتدين المتجرئين وهم يعلمون أن العديد البشري لديكم من المدربين المسلحين كثير، ولكنهم يأبون إلا المشاركة والتعبير عن التضامن في إحدى صوره النبيلة وقد قيل:
يجود بالنفس إن ضن البخيل بها000والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وجدير بقوم كهؤلاء أن يكون لهم من حسن الرعاية والتوظيف ما يتناسب مع طبيعة الموقف والمعركة والمرحلة التي تمر بها الأمة وتمر بها هذه المنطقة الملتهبة خاصة وأنتم تواجهون اليوم عدواً قوياً مدججاً يستثمر كل ما يملك من الطاقات ويجندها مادياً وإعلامياً، فليكن لكم به مشغل أي مشغل وحذار من الانجرار إلى معارك جانبية قد يغري بها الشيطان عند المضايق. كلأكم الله برعايته، وتولاكم بعنايته، وحقن دماءكم، وحفظ أعراضكم وأموالكم وبلادكم، ورد عدوكم، وهداكم إلى محبته وطاعته ورشده آمين
========
========
========
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركات،
أنا أب لأربعة أولاد , وأريد أن أذهب للعراق مجاهداً ؛ لأدافع عن إخوتي المسلمي.
سؤالي : إذا ذهبت هناك بنية نيل رضوان الله ثم تم قتلي فهل أكون شهيداً ؟ عندي حياة واحدة فقط ولا أريد أن أضيعها ، أريد الجواب مؤيداً من الكتاب والسنة , وأقوال السلف الصالح .
والسلام .
الجواب:
أولاً : إذا لم نتصارح ونتعامل بالصدق التام فيما بيننا في مثل هذه الظروف الحرجة البالغة الخطورة فلا خير فينا !
ولا أزعم - أيها الأخ الحبيب - أن ما أقول لك هو بالضرورة صواب ، ولكنني أؤكد لك أن الحامل عليه هو ما يعلمه الله في قلوبنا من الشحّ بدماء المسلمين وأرواحهم ، والحدب عليهم ، وتلمس مصلحتهم العاجلة والآجلة .
ولا أحد من المسلمين إلا وفي قلبه من الحنق والغيظ على هذا العدوان الفاجر ما يكاد أن يودي بسكينته وعافيته ، وكفى بالقهر داءً .
ولكننا لا نريد أن نزيد في المحنة بزهوق أرواح خلّص أتقياء صلحاء ذوي نيات طيبة ، دون أن يكون في ذلك نكاية بالعدو .
إن الله تعالى يحب حياة المؤمنين وبقاءهم وعبادتهم وصلاتهم وقرآنهم ولذلك خلقهم ، ولا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا ، وخيركم من طال عمره وحسن عمله .
فرحيل المؤمن عن هذه الدار ليس مطلوباً بذاته ، ولكن يشرع حين تترتب عليه مصلحة أعظم من مصلحة بقائه ، فإذا عدمت هذه المصلحة أو ضعفت وجب تقديم اعتبار الحياة والبقاء .
وقبل أن أستطرد أنقل لك هذين النصين من كلام الإمام الفقيه العز بن عبد السلام في كتابه ( قواعد الأحكام في مصالح الأنام ) ج1ص95 :
- قال رحمه الله : " انهزام المسلمين من الكافرين مفسدة , لكنه جائز إذا زاد الكافرون على ضعف المسلمين , مع التقارب في الصفات تخفيفاً عنهم , لما في ذلك من المشقة ودفعا لمفسدة غلبة الكافرين لفرط كثرتهم على المسلمين . وكذلك التحرّف لقتال , والتحيّز إلى فئة مقاتلة بنية أن يقاتل المتحيز معهم ؛ لأنهما وإن كان أدباراً إلا أنهما نوع من الإقبال على القتال "
- وقال رحمه الله : " التولي يوم الزحف مفسدة كبيرة , لكنه واجب إذا علم أنه يُقتل من غير نكاية في الكفار ؛ لأن التغرير بالنفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في المشركين , فإذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام , لما في الثبوت من فوات النفوس مع شفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام وقد صار الثبوت ههنا مفسدة محضة ليس في طيها مصلحة "
إن من الحق والعدل أن يدافع الشعب العراقي قدر مستطاعه عن دينه وأرضه وعرضه وخيراته ، ونحن على ثقة أن دخول الإدارة الأمريكية في هذا المستنقع خطأ غير محسوب ، وأن الأحداث ستثبت على المدى الطويل أن الأمر كان حماقة من غير مجرب .
لكننا لا نرى ما يدعو إلى ذهاب أحد من المسلمين إلى العراق للمشاركة في الحرب لأسباب منها :
1- معظم الحرب سيكون ضربات جوية مدمرة ، وهذه يستوي عندها أن تقتل ألفاً أو مائة ألف ، والآلة ستكون ذات أثر في حسم نتيجة المعركة على المدى القصير .
2- أهل مكة أدرى بشعابها وظروفها وطبيعتها الجغرافية ،وليس بالناس حاجة إلى الكثرة العددية ، وربما كان الذاهب عبئاً عليهم بدلاً من أن يكون عوناً لهم .
3- ربما استشرف العدو وتمنى القبض على بعض المتطوعين في العراق لغايات سياسية وإعلامية ومصالح داخلية وخارجية ، وقد تنقطع ببعض الذاهبين السبل ويقعون في أيدي من لا يخاف الله ولا يراقبه .
4- عدم وضوح الصورة العملية للحرب الآن وماذا ستكون عليه ؟ وهل ستطول أم تحسم عاجلاً ، وكيف سيكون الوضع الداخلي ... فهذه وأمثالها اعتبارات ذات أهمية، وبالتزام شيء من الصبر وضبط النفس فقد تنجلي عن نتائج لها تأثير في القرار.
5- ثمت قوى متصارعة متناقضة ، وكلها مخوف ، ومن نجا من هذه فربما لم ينج من تلك ، فالقوات الغازية من جهة ، والمعارضة الموالية للغرب من جهة أخرى ، وبعض القوى المحلية الطائفية أوالعرقية ، وبعض الجيران المتربصين ، وبعض الأطراف المرتبطة بالنظام ... والذاهب يسير بين هذه القوى وكأنما هو في حقل ألغام ، إن أخطأه هذا أصابه ذاك ، وقد يجد نفسه في طريق لم يقصد إليه ولم يرده .
6- من الصدق أن نقول لإخواننا : على رغم المرارة والهزيمة النفسية إلا أن الأمة يجب ألا توقف مشاريعها المستقبلية الفردية والجماعية بسبب الأزمة ، بل يجب أن نجتهد في صناعة المستقبل وأداء الأفعال المثمرة المنتجة ، ولو لم تكن ذات ارتباط مباشر بالحدث .
وهذا لايعارض أن نعطي الأزمة المتفاقمة مزيداً من جهدنا ومتابعتنا واهتمامنا وكلماتنا ومواقفنا ودعواتنا ومشاعرنا .
7- سيكون إخواننا بأمس الحاجة إلينا فيما نملك تقديمه لهم وإعانتهم به بحسب ما يتطلبه المقام ، فهذه الحرب الظالمة ستخلف أعداداً هائلة من الجرحى والمشردين واللاجئين والفقراء والأيتام والأرامل والمحطمين ...
فلنصدق الله تعالى في مواساتهم ، ومداواة جراحهم ، ومشاركتهم بكل ما نملك ، والوقوف إلى جانبهم ، والتلطف في دعوتهم وتوجيههم .
8- لسنا نعلم بالضبط ما تريد القوات الغازية بهذه الأمة بعد العراق .. وأين تضع عينها .. فلها مطامع في كل بلد , وهي تسير وفق خطة غامضة يشارك في صناعتها اليهود , ومن الخير والحكمة أن يكون لنا من بُعد النظر وطول النفس ورباطة الجأش وحسن التخطيط ما نعلم به جيدا أين موضع أقدامنا .. فإن أي عمل لا يكون مبنيا على رؤية جيدة ونظرة بعيدة قد لايعطي النتائج المطلوبة , بل ضر ولم ينفع !
هذا ما أراه اجتهادا في هذه المسألة الخاصة , المتعلقة بذهاب بعض الشباب وغيرهم للقتال في العراق .
والله يشهد أنني ما قلت الذي قلت إلا محضاً للنصيحة وإعذاراً .
وإذا كان الأمر كذلك فإنني أسأل الله أن يشرح صدور الإخوة المؤمنين لما كان فيه من حق وصواب , وأن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل , ونسأل الله سبحانه أن يكف بأس الذين كفروا, والله أشد بأساً وأشد تنكيلا , والعاقبة للمتقين .
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06/04/2003, 02:59 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
الثمرة المرة
=======
جريدة الجزيرة / يغفو الناس ويفيقون على وقع آلة الحرب الأمريكية الظالمة، التي حوّلت هدوء الخليج صخباً! وجعلت سكينته قلقاً لا يهدأ! فها هي الحرب الثالثة خلال عقدين من الزمان تدمر كل شيء بأمر ربها! أو تكاد.
آوي إلى منزلي وأحضن أطفالي الأبرياء بلهفة واشتياق، فتقفز إلى مخيلتي صور الآلاف من أطفال العراق الذين يختبئون في عيون أمهاتهم السارحة، المملوءة باللوعة والأسى والخوف والرعب!
والمأساة أبعد من ذلك فنحن أمام احتلال سافر مكشوف وقح لم يعد يراعي حتى جودة الاخراج والصياغة، لأنه يدرك أن شعوب المنطقة غير ذات فاعلية، ولا تأثير.
ويشعر الجميع، حكاماً ومحكومين بالعجز أمام هذه القوة المتغطرسة وهذه التقنية الهائلة!
غير أن الفرق هو أن العالم عبَّر عن رفضه بكافة الوسائل وبقوة وشفافية، مهما تكن أسباب هذا الرفض، سياسية، أم إنسانية، أم تاريخية.
بينما المعنيون بهذه الحرب من المسلمين وخاصة العرب ربما هم أقل الناس تعبيراً واحتجاجاً، وكأن الأمر لا يعنيهم!
صحيح أننا لا نطالب بتوقف الحياة وبرامجها وأعمالها، فهذه الحرب الظالمة ليست نهاية التاريخ، وربما يجعل الله من ورائها دحراً للقوى المتسلطة، وإرغاماً لأنوفها ولو بعد حين.
ولكن من الوعي والرجولة ان تكون مواقف الناس واضحة لا تحتمل اللبس، وأن يعلنوا رفض العدوان الأمريكي، وتدخله السافر في بلد له وجوده، واستقلاله، وامتداده التاريخي الكبير.
بَكَى عَلَيَّ الصَّدى، واللحنُ، والوترُ ولم أزلْ لعذابِ الشعر أنتظرُ

أوْمَتْ إليّ شوَاطِيِه، فقلتُ لها: مات الرَّبيعُ، ومات العِطرُ والزَّهرُ

إنَّا مَساكِينُ، سَاق الظُّلمُ أدْمُعَنَا إلى فِجاجِ بها يُستَصرخُ القدَرُ!

ولا دِيَار، ولا أهْلٌ، ولا وَطَنٌ ولا حياةٌ، ولا عيشٌ، ولا عمرُ!

لقد تعودنا على تبرئة أنفسنا، بصورة تلقائية، وإدانة خصومنا قريبهم وبعيدهم بأنهم المسؤولون عن مصائبنا، وعن تخلفنا، وعن عجزنا. وهذا سر رئيس من أسرار فشلنا واخفاقنا، أننا لم نطرح السؤال الصحيح، ولم نجب الإجابة الصحيحة!
السؤال الصحيح هو: «أنَّى هَذا» ما هي الثغرات التي أتِينا منها؟ وكيف حدث هذا لنا؟
وليس أن نسأل: من فعل هذا بنا؟
والجواب الصحيح «هُوَ مِنْ عِنْدِ أنْفُسِكُم».
إن خطورة الموقف التاريخي الذي تعيشه الأمة بشعوبها وحكوماتها، يقتضي قدراً كبيراً من المصارحة والوضوح والمكاشفة، التي لا تقوم على التلاوم والسباق في التخلي عن المسؤولية، ولكن على العمل المخلص لاكتشاف مواضع الداء ومعالجته.
إنك تسمع كلاماً كثيراً، وتحليلات، وعواطف صادقة، وترى وجوها أمضَّتها الجراح، وعيوناً أنهكها السهر، وأضنتها الدموع، ولكن هل يكفي أن نتبارى في الملمات والنوازل، أيّنا أندى صوتاً، وأقوى عبارة، وأشد وطأة!
وهل يكفي أن نتململ في الأزمة الطارئة كرد فعل عفوي، وكأن حالنا وحياتنا وأمورنا عادية لولا الأزمة؟ أم يجب أن نعي أن الأزمة مقيمة بيننا راسخة في عقولنا وقلوبنا وأنماط حياتنا.. وربما قال قائل فصدق: إن لدينا ملياراً ومائتي مليون أزمة.. بعدد أفراد هذه الأمة المنهكة العليلة!
إن مظاهر هذه الأزمات هي الثمرات المرة لذنوبنا وأخطائنا التي نرفض بإصرار الخلاص منها، وربما تجرأنا فألبسناها ثوب الدين والشريعة لمنحها مزيداً من الرسوخ والاستقرار، ونحجبها عن عيون الناقدين والمصلحين!
وحين نقول الذنوب يجب ألا نمارس انتقائية غير مفهومة، تعتبر أن المعاصي هي انحرافات السلوك الشخصي فحسب، أو الإخلال التعبدي فحسب، فهذه ذنوب، لكن ثمت ذنوب الجماعة والأمة في تخلفها عن أداء دورها الرسالي، وعن تحصيل المصالح العامة، وامتلاك ناصية العلم، ومواصلة المسيرة التي بدأها أولونا.
فمن المؤكد أن ثمت انقطاعاً في مسيرتنا العلمية والحضارية منذ قديم، واختلالاً في مفاهيمنا وانفصالاً بين الشريعة والحياة، وبين السلوك الشخصي والجماعي، وبين العبادة والمعاملة.
لعلَّها غَضْبَةُ الرَّحْمنِ إنَّ لَنَا درباً تعالَت به الصَّيحاتُ والنذرُ!

سِرْنَا بَعِيداً، وَحِدنَا عنْه، فاخْتَلَطَتْ بنا الدُّرُوبُ، وصُبَّتْ فوقنَا الغِيرُ!

لعلَّها صرخة جَاءَتْ مُدَوِّيَةٌ ولا تَكَادُ لَهَا الأَعنَاقُ تَنْكَسِرُ

وهذا القهر القاتل المدمر الذي يعانيه الفرد المسلم اليوم، هو ثمرة مرة لهذه الأحقاب المتطاولة من الغياب والانقطاع الإسلامي، وما لم نفلح في تحويل مشاعر القهر إلى برنامج علمي رشيد طويل النفس فسنظل كما نحن، نصرخ ولكن دون جدوى على قاعدة المثل العربي: أوسعتُه شتَماً، وأَوْدى بالإِبلْ.
فهل تفلح هذه الأزمات الطاحنة المتلاحقة في صناعة مستقبل أفضل لأجيالنا؟! أم ترانا سنورث لهم سجلات من الشتائم فحسب؟!
وهل ستضع هذه الحركة العالمية التي تستهدف وجودنا وإيماننا وثرواتنا وتاريخنا.. أقدامنا على الطريق الصحيح؟! أم ستزيدنا انشقاقاً، وتخالفاً، وهزيمة نفسية تضاف إلى الهزيمة الحسية الواقعية؟!
وهل سنتعاطى المهدئات الوقتية، ريثما يهدأ القصف، وينتهي الفصل الأول من هذه المأساة المحزنة!.. أم ترانا سندرك أن الموقف يتطلب ما هو أوسع من ذلك وأبعد..؟
اللهم لا يأس من روحك وفرجك! فألهم عبادك المؤمنين رشدهم! وخذ بنواصيهم إلى طريق العزة والكرامة والمجد! واكفهم شر نفوسهم، وشر كل ذي شر!..
والحمد لله وحده.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:53 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube