
10/04/2012, 12:26 AM
|
 | زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 159
| |
صالح النعيمه بين التضحيات والنتائج !!! صالح النعيمه بين التضحيات والنتائج
أن تحب نفسك فهذا أمر طبيعي فكل الناس جبلت على محبة نفسها ، لكن أن يكون حبك لوطنك مقدم على نفسك فهذا هو اكبر وأعظم واصدق أنواع الحب ، فقد ضحيت بنفسك لمصلحة وطنك ، فماذا يستحق من يمتلك تلك المشاعر النادرة والجياشة والفياضة في زمن نشهد فيه جفافاً عاطفياً نحو الوطن وحقوقه . لست هنا لأعطى محاضرة عن الوطنية ولكن هذا المقال يسرد تاريخ رجل يحكى تفاصيل الوطنية في وقت كان فيه اكبر همه ومنتهى طموحه رفع راية وطنه خفاقة في كل الميادين وتحديداً في ميدان الرياضة . هذا الرجل روت دموعه حبه لوطنه قبل أن ترويها الصحف والمجلات والقصص ، ففي فتره امتدت أكثر من عشر سنوات قضاها مع المنتخب يسطر أجمل العبارات على ارض الملاعب ، ويعزف أحلى الألحان بلون اخضر ممزوجاً ببياض القلوب الصادقة المخلصة التي تعطى بلا مقابل وتسعد عندما ترى انجازاً باسم وطنها وعندما يرتفع علم السعودية في ميادين الرياضة ، فإخلاص ذلك الرجل تجاوز كل التوقعات ، فلم يثنيه علمه بفقدان والده قبل بداية المباراة بوقت قصير مع المنتخب الكويتي الشقيق في الكويت رغم حزنه من المشاركة من اجل وطنه ، وفي موقف آخر يسجله التاريخ ليضاف إلى قائمة تضحياته تدخل والدته العناية المركزة وهو يشارك المنتخب أمام المنتخب الإماراتي ، ويستمر البطل في العطاء ، وعندما يصبح تحقيق الانجاز للوطن في نهائي أسيا 84م في سنغافورة هو الحلم يتعرض لإصابة في رأسه يسيل منها دمه على وجهه ويغير لون قميصه ولكن يبقي البطل بطلاً ويبقي الوطن هو الأهم ، الله يا صالح النعيمه كم أنت مخلص ، هل انتهت تضحياتك ليس بعد بقي الكثير فأن تلعب وتتعرض للإصابات وتقاوم بجبيرة وابر مسكنه ( الفولتارين) لمدة ست سنوات حتى اعتزالك فكيف أصفك واصف تلك التضحيات ، لقد أعجزت الكلام ووقفت الحروف صغيرة أمام هامة تضحياتك وحبك لوطنك ، فقد تعلمت منك أن الأخضر والأبيض هما الدنيا كلها وان لااله إلا الله محمداً رسول الله عالية وستبقي عالية بإذن الله .
فمن منا لا يعرف صالح النعيمة القائد الفذ والنموذج الذي لن يتكرر في ملاعبنا فالتاريخ دائماً شحيح بأمثال هؤلاء الرجال فداء الوطن وتحقيق الانجازات له تفوق كل شئ فليس للمادة ولا للجاه مجال ولا مطمع ، فعبق تاريخه في الملاعب يفوح منه رائحة زكية معطرة بعرق التضحية ودم الفداء للوطن ، فصالح والإخلاص وجهان لعملة واحدة ولو تقمص الإخلاص صورة لتقمص بصورة النعيمه
فقد اكتسب من اجل ذلك محبة وعشق واحترام الجماهير السعودية بمختلف ميولها بل تجاوز ذلك إلى الخليجية والعربية عامه فلم يغب عن ذاكرتها عملاق وصخرة وأسطورة الدفاع في نادي الهلال والمنتخب السعودي ومنتخب العرب الذي تشرف بقيادته برغم صغر سنه فقد كان لشخصيته القيادية التي تميزه ما يبث في زملائه الروح العالية ويبعث الحماس فيهم طوال المباراة ، وتوجيهاته المستمرة كقائد حقيقي يعرف مكامن الخلل ونقاط الضعف ، ذلك النجم الذي منح النجومية للمدافعين بعد أن كانت حكراً على المهاجمين وأداءه الراقي الذي احدث نقله فنية للدفاع وغير من صورة المدافع الذي لابد أن يكون جزاراً يتصيد أقدام المهاجمين ويؤدي بعشوائية
غاب صالح عن أحد ميادين خدمة وطنه وبقيت انجازاته وتضحياته يخلدها التاريخ وترددها الأجيال ، فعندما نتحدث عن بيكنباور وغيره من النجوم العالميين حتماً سنذكر النعيمه فهو أسطورة لن تتكرر في شخصيته وحنكته وقتاليته ووفاءه وإخلاصه ، فصالح رغم عصبيته رجل طيب القلب لايعرف الحقد متواضع ولين الجانب وإذا قابلته اوكلمته فكأنه يعرفك منذ زمن طويل يأسرك بشدة تواضعه ، وصراحته التي دفع ثمنها غاليا كما سيرد لاحقاً.
فبعد كل تلك التضحيات ماذا كانت النتائج ، للأسف كل ذلك لم يقدر له ولم يشفع له ذلك التاريخ الجميل فقد تعرض لحرب إعلامية شعواء وظل بعض الإعلاميين يطاردونه بالإساءات حتى بعد اعتزاله وهو إداري بالنادي قبل إيقافه ويترصدون أخطاءه والمطالبة بإبعاده عن إدارة الكره بالنادي بحجة إن الجمهور يريد ذلك وهذا غير صحيح لدرجة أن البعض منهم لايذكرون أسمائهم عند نشر الموضوع بالصحيفة و يكتفون بالإشارة باسمها واسم المدينة لإحراج رئيس القسم الرياضي وقد تحققت أهدافهم بدخوله لإرض الملعب بعد إلغاء الهدف الشهير الذي عرف ( بهدف النية ) في مباراة الهلال والنصر.
ونحن لا نبرر الخطأ الذي ارتكبه ويستحق بسببه عقوبة الإيقاف لمباريات معدودة فقط ولكن أن يصل العقاب إلى شطبه بشكل نهائي وعدم السماح له بدخول الملاعب الرياضية والأندية والمناصب والمنع من السفر وعدم التصريح لأي وسيلة إعلامية ، فهل يستحق صاحب تلك التضحيات الرائعة هذه العقوبة القاسية ، فصالح تعرض لظلم جائر وطمس تاريخه الرياضي في لحظة مما أدى به إلى كره الرياضة والابتعاد التام عنها ، فربما كانت تلك العقوبة نتيجة لتقارير سرية خاطئة نقلت للمسئولين بقصد أو بغير قصد وكانت تلك النتيجة المفزعة والمحزنة للجماهير الرياضية ، ومن يعرف النعيمة عن قرب وعايش مسيرته لحظة بلحظة ليستنكر ذلك الظلم لما يتميز به من الصدق وعدم المجاملة والصراحة المعهودة عنه ، والذي نفتقدها في زمننا الحالي إلا من رحم ربي ، وقد دفع ثمن ذلك غالياً.
وختاما مهما كتبنا من مقالات في نجم بحجم ومكانة صالح النعيمة لن نوفيه حقه مقابل ما قدمه من تضحيات مقرونة بالانجازات وكلنا أمل في المسؤلين عن الرياضة السعودية بتوجيه تلك الخبرات بما يدعم الرياضة السعودية مثل الاستفادة من صالح النعيمة في العمل بالأكاديميات الرياضية المزمع إنشائها أو توظيف تلك الخبرات من خلال إلحاقه ضمن اللجان المتخصصة بالاتحاد السعودي لكرة القدم أو في أي مجال آخر يصب في مصلحة الكرة السعودية
تنويه : قد يرى البعض بأن توقيت نشر هذا المقال لا يرتبط بنظرهم بمناسبة رياضية ولكن لأن موضوع صالح النعيمة هو الموضوع الحاضر الغائب دائما معنا في المجال الرياضي و أمر لا يمكن تجاهله بتقادم الوقت وأحببت أن أكتب عن هذا الموضوع
الكاتب صالح القبلان (ابوسلطان 2012) |