
05/02/2012, 01:02 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 09/11/2008 المكان: جده
مشاركات: 986
| |
بَني سورِيَّةَ اطرِحوا الأَماني ... وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا ..! ما تَمرُّ بهِ سوريا هذه الأيام شيء لا يمكن احتماله ولا السكوت عليه , فآلة القتل لم تبقي صغيراً ولا كبيراً إلا واستهدفته , حتى وصل القتل أن يكون عشوائياً بالقذائف الثقيلة والمتوسطة . تذكرت قصيدة أحمد شوقي التي قالها أيام الإنتداب الفرنسي سنة 1920 م . وهذه القصيدة التي قالها أحمد شوقي سنة 1922 بعد قذف الإحتلال الفرنسي لدمشق , والذي أوقع الكثير من القتلى . تذكرت القصيدة وأنا أستغرب تماماً من التشابه بين الإحتلال الفرنسي وبين نظام بشار الأسد البعثي . لن أطيل عليكم بالحديث الموجع وأترككم مع بعض الأبيات المُنتقاه من تلك القصيدة الرائعة , والتي لو تأملتم بعض أبياتها لشعرتم بأن أحمد شوقي لم يمت , بل أنه كتب تلك القصيدة هذه الأيام لسوريا ولدمشق وريفها ولدرعا وحمص وحماه وغيرها . إليكم مطلع القصيدة أولاً : سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ | وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ | وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي | جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ | وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي | إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ |
حتى وصل للأبيات التالية : غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ | أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ | وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ | أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ | لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ | عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ | يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ | وَيُجمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ | تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها | تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ | وَقيلَ مَعالِمُ التاريخِ دُكَّتْ | وَقيلَ أَصابَها تَلَفٌ وَحَرقُ | أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا | وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ | صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ | وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ | وَكُلُّ حَضارَةٍ في الأَرضِ طالَتْ | لَها مِن سَرحِكِ العُلوِيِّ عِرقُ | سَماؤُكِ مِن حُلى الماضي كِتابٌ | وَأَرضُكِ مِن حُلى التاريخِ رَقُّ |
والآن سوف نبدأ بالأبيات التي قالها أحمد شوقي قبل ما يقارب 90 سنة ونحن نراها الآن تحدث كل يوم في سوريا : إِذا رُمنَ السَلامَةَ مِن طَريقٍ | أَتَت مِن دونِهِ لِلمَوتِ طُرقُ | بِلَيلٍ لِلقَذائِفِ وَالمَنايا | وَراءَ سَمائِهِ خَطفٌ وَصَعقُ | إِذا عَصَفَ الحَديدُ احمَرَّ أُفقٌ | عَلى جَنَباتِهِ وَاسوَدَّ أُفقُ | سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ | أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ | وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا | قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ | رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا | أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ | إِذاما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ | يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا | دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا | وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ | جَرى في أَرضِها فيهِ حَياةٌ | كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ | بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا | وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا | وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها | فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ |
الآن في الأبيات المُتبقية يتوجه الشاعر للشعب بهذه الكلمات يحثهم على الصبر ومواصلة القتال حتى تحرير الأرض من المحتلين : بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني | وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا | فَمِن خِدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا | بِأَلقابِ الإِمارَةِ وَهيَ رِقُّ | وَكَمْ صَيَدٍ بَدا لَكَ مِن ذَليلٍ | كَما مالَتْ مِنَ المَصلوبِ عُنقُ | فُتوقُ المُلكِ تَحدُثُ ثُمَّ تَمضي | وَلا يَمضي لِمُختَلِفينَ فَتقُ | نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا | وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ | وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ | بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ | وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ | فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا | وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ | يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ | وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا | إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا | وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا | وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ | فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ | وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ |
ومن أشهر أبيات نفس القصيدة هذا البيت الرائع : وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ | بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ |
ويدعو لهم ثم يذكرهم ويذكرنا : جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ | وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ | نَصَرتُمْ يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُمْ | وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ |
****************** أتمنى أني وفقت في إختيار الأبيات لأن القصيدة طويلة , وإن لم أنجح فالمعذرة منكم جميعاً . أخوكم : م / أبوسعد |