بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبيياء والمرسلين نبينا محمدعليه الصلاة والتسليم
وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
تعلمون أخواني أننا في محنة ومصيبة في هذه الأيام نتيجة لهذه الحرب نسأل الله ان يكفينا شرها
وأن يجعلها خير للإسلام والمسلمين كما قال تعالى (( عسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم ))
وطبعا أي مصيبة تصيب بني آدم هي من ما عمل من معاصي وذنوب كما قال تعالى :
(وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) .
ماهو الحل إذن ؟
الحل بإذن الله هو في هذه الآيات الكريمة والاحاديث الصحيحة :
فيقول تعالى :
وذكر إبن كثير في تفسيره عن هذه الآيات :
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
أَيْ اِرْجِعُوا إِلَيْهِ وَارْجِعُوا عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ وَتُوبُوا إِلَيْهِ مِنْ قَرِيب
فَإِنَّهُ مَنْ تَابَ إِلَيْهِ تَابَ عَلَيْهِ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبه مَهْمَا كَانَتْ فِي الْكُفْر وَالشِّرْك .
وَلِهَذَا قَالَ فَقُلْت اِسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
وقال سبحانه :
( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا
إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ )
فالاستغفار له شأن عظيم وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم :
( من لزم الاستغفار جعل
الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )
طيب ماهي صفة الاستغفار ؟
ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
# عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
( كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد
مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور)
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
سيد الاستغفار أن يقول العبد
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت
أعوذ بك من شر ما صنعت
أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
رواه البخاري في صحيحه
- وأيضا لاننسى كثرة الدعاء :
-(وأذكر لكم بعض الأحاديث عن فضل الدعاء ) -
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال
(يا رسول الله علمني
دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا
ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
وعنه رضي الله عنه قال :
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين
وغلبة العدو وشماتة الأعداء)
وعن بريدة رضي الله عنه قال :
(سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك
أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي
آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر)
أخرجه مسلم
((مصادر الأحاديث : موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ))
لذلك أخواني وأخواتي علينا بلزوم الاستغفار وكثرة الدعاء في هذا الوقت وكل وقت
فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / أبو خالد