بهزيمة أو تعادل أو انخفاض مستوى أو الخروج من البطولات
تخرج بعض الجماهير باسطوانة وعبارة :
(( اللاعبين ماعندهم روح ))
طبعاً المقصد من تلك الجملة الشهيرة هو :

الدافع المعنوي الذي يُحرّك الإنسان لتحقيق هدفٍ ما

أنا هنا في هذا الموضوع سأحاول أن أصل لأعماق الفكرة مع بعض النقاش

مع من يردد تلك الاسطوانة : ( اللاعبون ليس لديهم روح ) وأتشرف بالنقاش معهم إن أرادوا ذلك

ولكن دعوني أبدأ بهذه الأمور ربما تساهم في وضع بعض النقاط على الحروف

سوف أضع رد لكل نقطة لكي يسهل على الجميع متابعة الموضوع بشكل أدق

طبعاً كلنا نعرف بأن الدافع المعنوي للإنسان هو ما يحركه في أغلب الأحايين
والدافع المعنوي هو شيء خفي داخل الإنسان كما يعلم الجميع
لا يمكن للناس مهما ارتفع ذكائهم وحسَهم الفطري
أن يعرفوا ما تخفيه الضمائر والقلوب
فلو رأينا إنساناً كسولاً في العمل فهل نقول عليه : ما عنده روح ؟؟
كيف نعرف ما تخفيه القلوب بهذه السرعة والدقة...
دون أن يعترف ذلك الإنسان بما في قلبه لنا ؟
ربما تكون هناك ظروف وأحوال يعيشها ذلك الإنسان تؤثر على حماسهِ في العمل أكثر من مسألة
الدافع المعنوي الذي تضمره القلوب ولا يمكننا أن نعرفه بمجرد رؤية
تصرفات الإنسان من الوهلة الأولى .

لو فتحنا مسألة اللاعبين ما عندهم روح وكررناها بصفة دائمة
فهذا يعني بأننا نلغي أي مسؤولية على الجهاز الفني والإداري
ونضعها بصفة دائمة على اللاعبين بشكل نهائي
فاللاعبون اللذين ليس لديهم روح في مباراة .. كيف سوف تلعب بهم في المباراة القادمة ؟
وأنت قد جزمت بأن ما عندهم روح !!
يعني راح تجمع اللاعبين وتحقـنهم بــِِ ( إبره روح ) مثلاً لكي يلعبوا ؟؟
أم أنك سوف تجمعهم قبل كل مباراة وتلقي عليهم خطبة عصماء مثل خطابات الحروب والقتال ؟
كيف أجعل ( اللاعبين عندهم روح ) في كل مباراة وكل موسم ؟

لو افترضت جدلاً بأن هناك لاعب أو لاعبين ( ما عندهم روح ) افتراض جدلي طبعاً

فالسؤال الذي يتبادر إلى ذهني هو :

لماذا يلعب بهم المدرب إذن ؟

لماذا يقوم المدرب بوضع آمال وتطلعات الجماهير على لاعب أو لاعبين ( ماعندهم روح ) جدلاً ؟
هذا هو السؤال البديهي
الذي يردُّ على زعم الجماهير بأن اللاعبين (ماعندهم روح ) الذي تكرر كثيراً مع توالي اخفاقات الفريق !

أليس لدى المدرب دكة بدلاء ؟

أليس لدى المدرب لاعبين آخرين يزج بهم المباريات ؟

أم أن المدرب ضعيف شخصية لدرجة أن هناك أسماء لاعبين مفروضة عليه ؟

ومن الذي يفرض تلك الأسماء رغم أن ( ما عندهم روح ) كما تقولون ؟

والإنسان بطبعه ملول ولايحب فعل نفس الأشياء بصفة متكررة
واللاعب العربي لم يصل حتى الآن للفكر الإحترافي الموجود في أوروبا
فهناك الكثير من اللاعبين وان وقعوا عقود احتراف
إلا أنهم داخلياً يشعرون بأن كرة القدم مجرد هواية ولعبة
وهذه طبيعة داخلية من الصعب تغييرها بين ليلة وضحاها
نحتاج سنوات عديدة فيها نربي أجيال جديدة على الفكر الاحترافي

ونغرس مبدأ أن الرياضة أصبحت مهنة وليست رياضة

ونحاول فيها أن نزرع فكرة أن اللاعب عليه أن يطور مستواه بشكل دائم
حتى ترتفع أسهمه
وبالتالي ترتفع مبالغ عقوده

المدرب

المدرب الجيد هو من يتغلب على تلك المسألة بكل بساطة ولا يحتاج للتشكيك أبداً

ولا أن يخرج في كل مؤتمر صحفي ليتهم اللاعبين بعدم الإخلاص أو التساهل مع تطلعات الجماهير


يا سادة يا كرام

المدرب المحترم والجيد والمتمكن
هو من يفرض شخصيته على اللاعبين من أول تدريب

أتمنى أن نستبدل كلمة ( اللاعبون ليس لديهم روح ) ببجملة أفضل من وجهة نظري الخاصة وهي :