سجن المؤمن..و جنة الكافر
يقول صلى الله عليه و سلم: ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) رواه مسلم. إن الدنيا كالسجن للمؤمن الذي يمنعه من المحرمات و الحريات التي تنافي تعاليم الدين. فالمؤمن المخلص لله تعالى منع نفسه عن المحرمات , و قيّد نفسه عن الملذات و الشهوات المحرمة في الدنيا , و ذلك طاعة لله , و ابتغاء مرضاة الله و الأجر و الثواب , و ما وعد الله عباده من النعيم الدائم , و الحياة الخالدة في جنات النعيم , و إن كانت تلك الدنيا سجنا للمؤمن في الدنيا , إلا أنه يجد حلاوة الإيمان , و لذة الطاعة في العبادات , و لذة ما أحله الله له في المآكل و المشارب , فضلا عن النعيم المقيم في الآخرة في جنة المأوى الذي يتطلع إليه , و يعلم يقينا من إيمانه بالله , و كمال الدين و التشريع أن الدنيا و نعيمها زائلة مهما زانت و طالت , و أن الآخرة دار المعاد, و أنه لم يُخلَق للفناء و الزوال , بل هناك موت و بعث و حساب , فأقبل إلى الله , و استعد ليوم الرّحيل, فهو يتّبع منهجا ربانيا يحقق له سعادة الدارين , فهو يجد النعيم واللذة أكثر من الكافر في الدنيا , أما الكافر و العياذ بالله, إن كانت الدنيا له جنة, فهي جنة زائلة, و تقلبه في الدنيا المصائب و الخطوب, و تحلّ عليه المنغصات و الآثام بسبب تعلقه بالملذات و الشهوات التي تودي به إلى سجن الآخرة و سوء المنقَلَب و المصير, ويتنعم في الدنيا قليلا بدون لذة وسعادة لعدم وجود الطاعة لله تعالى, وينسى الآخرة , فكيف يكون الجزاء و الحساب , يقول الله تعالى فيهم : ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) 12 , محمد ,و إن الدنيا مهما تَنَعَّمَ أهلها فيها, فإن متاعها زائل, و هي سراب , قال صلى الله عليه وسلم : ( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعلُ أحدُكم إصْبَعَه في الْيَمّ, فلينظر بم يرجع ). رواه مسلم.
عبد العزيز السلامة / أوثال
فعلاً ان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر لأن الكافر لا يحاسب بالدنيا أما المؤمن فانه يبتعد عن الملذات والشهوات لأنه يخاف عذاب الله أما في الآخرة يدخل المؤمن الجنة بعد اذن الله بينما يدخل الكافر النار اللهم اجعلنا من أهل الجنة وقنا عذاب النار عبد العزيز السلامة عوافي على الموضوع القيم والهادف.
عيادة المريض
إن الدين الإسلامي منهج ربَّاني مُعْجِز بحِكَمِه و أحكامه, و كافة الوجوه, وهو دين الخير و التكافل الاجتماعي, حيث اهتم بجميع أفراده, و حث بعضهم على تفقد بعض , و مساعدة الآخرين ماديا أو معنويا, كي تنتشر المحبة و الإخاء كالوالدين و اليتيم و الفقير و الجار و القريب. و من هؤلاء المريض , فقد حث الدين على عيادة المريض ,و جعل فيها الأجر , و جعلها حقا من حقوق المريض للتخفيف عن آلامه , و الاطمئنان على حاله , كي يشعر بالراحة النفسية , قَالَ صلى الله عليه و سلم : ( حَقّ المسلَمِ على المسلِمِ خَمسٌ: ردّ السلامِ، وعِيادةُ المريضِ، و اتِّباعُ الجنائِزِ، وإجابَةُ الدَّعْوةِ، وَتَشْميتُ العاطِسِ). متّفق عليه ,و جعل فيها الأجر , قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ قَالَ جَنَاهَا) رواه مسلم. و قد خلق الله تعالى المرض لحِكَم عظيمة , و فوائدَ جليلة مثل : تكفير الخطايا و الذنوب , و تدريب النفس على الصبر , و عدم الجزع , و الفوز بالحسنات و أعلى الدرجات , و الرجوع إلى الله و الإنابة إليه , فقد يكون الإنسان غافلا عن الله في الدنيا ,و تقع منه الأخطاء , فتصيبه الأمراض اختبارا و فوزا بالدرجات , أو تمْحيصا للسيئات .و يعالجها المريض بالعلاجات الطبية المشروعة , أو الأدعية الصحيحة الواردة في الكتاب و السنة , قال صلى الله عليه و سلم : ( اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ ، أَذْهِب الْبَأسَ ، واشْفِ ، أَنْتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ ، شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَماً ) متفقٌ عليه. و لعيادة المريض آداب ينبغي التحلي بها مثل: الزيارة ابتغاء مرضاة الله, والأجر و الثواب, و الدعاء بالخير, فإن الدعاء مستجاب عند المريض. فادْعُ لنفسك وللمريض, قال صلى الله عليه وسلم: (إذا حضرتم المريض فقولوا خيرا.فان الملائكة يؤَمِّنُون على ما تقولون) رواه مسلم. و مراعاة الوقت المناسب للزيارة في المنزل. و ألاّ يطيل الزائر الزيارة ,فقد يشقُّ عليه أو على أهله, و أن يهوِّن عنه من همومه و آلامه , و لا يقول إلا خيرا , و يذكَّره بالثواب , و أن المرض من أقدار الله , و يُبَيِّن له فضل الصبر و الاحتساب , و الرضا بقضاء الله و قدره , و أن يراعي شعور المريض , و يدخل إلى قلبه البهجة والسرور بكلام طيِّب و أخبار سارَّة تُفْرِحُه و نحوها , و ليست أخبارا تُحزِنه .
عبد العزيز السلامة / أوثال