70 ألف عربي سقطوا خلال هذه الأحداث بين شابا وفتاه طفلاً وشيخ لتصب دمائهم في وادي الحرية والكرامة الذي جرف الظلم والطغيان وطهر تلك البلدان من دنس المدنسين وظلم الظالمين.
تهاوت أنظمة هذه الشعوب كأوراق الشجر ولم تكن هذه الأنظمة بحاجة لحشد عالمي كذالك الحشد الذي أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين، كل ما احتاجته هذه الأنظمة للسقوط رغم قوتها وبطشها ورساخة حكمها هي حناجر تهتف واعتصامات تعصف بالمدن والشوارع وشبابا عزل قدموا أرواحهم كضريبة لنيل الحرية والكرامة .
فاقتربت شمس هذا العام بالأفول وما زالت شعوب تناضل لنيل حريتها وأخرى بانتظار حصاد ثورتها وأحزاباً بالأمس كانت مهمشة ومتهمه بالتخلف والرجعية تمسك بزمام الأمور متجهه بالشعوب العربية الإسلامية لرغبتها في تحقيق العدالة والمساواة التي حث عليها ديننا الحنيف والتي عمدت تلك الأنظمة لدحرها وطمسها .
نسحب بذاكرتنا قليلاً للوراء مطلع هذا العام لنفكر قليلا هل تصور أحدا فينا أن ينتهي به هذا العام بنهاية أربعة زعماء عرب ، تونسي ومصري وليبي ويمني وأخر وسوري بانتظار مصير الأربعة معاً .
ولعل المفارقة أن هؤلاء الزعماء هم من أقدم الزعماء ومن خبر كرسي السلطة عقودا من الزمن كان فراقهم لهذا الكرسي العزيز على قلوبهم في عاما واحد.
كم هيا عجيبة هذا الدنيا فمن كانوا بالأمس يعتلون أعلى المنابر ويمتلكون السلطات وبيدهم كرامة الشعوب وذلها دارت بهم الأيام بين هارباً وسجيناً مذلول ومسحولاً مقتول وآخر لسعته نار البو عزيزي وحرقت من جسده الكثير فاسود وجهه في الدنيا قبل الآخرة.
عام نحي فيه الشهداء، وتستذكر فيه قيم الشهادة المترسخة في وجداننا، والموروثة في إيماننا، والمحفوظة في عقيدتنا، والمصانة في أخلاقنا، والمبتغاة في نضالنا وجهادنا.
هذا العام يكرم فيه الشهيد.. فنحي فيه أب وجد الشهيد وأم و زوج الشهيد وولد وابنة الشهيد وأخ وأخت الشهيد. هذا العام الذي نحي فيه وطن الشهداء وشعب الشهداء وأمة الشهداء.
عام من توجوا نضالهم بتاج الشهادة الأسمى.. عام من رووا تراب أوطانهم الأغلى بدمهم الغالي. عام تكريمهم وتذكرهم وشكرهم، ويوم الصلاة على أرواحهم الطاهرة ساكنات المجد في عليين.
فعليهم جميعاً من الله الرحمة والغفران وعلى من تسبب في إزهاق أرواحهم من الله ما يستحقون ...

بقايا قلم