مــــــــن حـــرّ ك الجــــبن يــــــاعبـــــــــد الله؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توطئة:
يقول أبو عبد الرحمن في مقابلة له بالرياضية:
(( نحن بدأنا في وضع مركز معلومات ليصبح متكاملاً , هذا المركز يزود الإدارة بكل المعلومات عن
لاعبي الفريق ولاعبي الفرق الأخرى في الدوري الممتاز والدرجة الأولى , سيعطينا مزايا وعيوب كل لاعب ومتى ينتهي عقده وكم قيمة عقده ليتم تأمين المبلغ لو أردنا التعاقد معه.......... ))
الى عبد الله قائد قطار التغيير في زمن ليس فيه سوى قضبان خشبية....
إلى عبد الله حامل مشاعل الأمل وطواحين الهواء معاكسة له.....
إلى عبدالله و"ثلته" لايوحشنكم الزمن,,,,
* هناك من البشر من لايرضيه أن يتعامل مع الحدث تعاملاً عادياً كلاسيكياً, بل تجده لايبرح المكان إلا والزمان قد حفظ له فعله, والحفظ هنا ليس حفظاً إرشيفياً روتينياً بل تجده قد أرّخ لذلك. فهذا الصنف من البشر هم من يقودون دفة التغيير سواء على مستوى منظمته التي يقودها أو مجتمعه المحيط به أم لربما يكون هذا التغيير عالمياً. فالتغيير مهارة, ومهارة كتلك لايتقنها إلا القياديين, والقياديون نادرون في هذا الزمن كندرة الخل الوفي....
يقول جواهرلال نهرو (( غالباً مايكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة, ونادراً مايكون حليف أولئك المترددين الذين يتهيبون المواقف ونتائجها..))
جرأة ونجاح,,,
هي الخلطة السرية التي ستجعلك رقماً مهماً في خارطة و" تاريخ " الرياضة السعودية, خلطة ستعجنها مع رفقائك ولن تحتاج إلى وصفة عطار فأنت عطارنا ياعبد الله, وإعلم ياأبا عبد الرحمن بأن السفن في موانئها آمنة, ولكنها لم تصنع لذا الغرض,,,
(( من حرّك جبنتي؟)) Who Moved my cheese
كتاب لمؤلفه " سبنسر جوهانسون", فيه منهجية رائعة لمن أراد أن يقتحم عالم التغيير,,
الكتاب سلس وسهل الهضم, وعرض فيه المؤلف منهجية التغيير على شكل قصة مشوقة جداً,,
وإني ارى أنه حري بمن يتسلح بعتاد " الفعل الإيجابي" أن لايغيب هذا الكتاب عن أدراج مكتبه, وليس مكتبه هو فقط بل نسخة لكل فرد من طاقمه,,,
في الكتاب لكي تحصل على الجبن عليك أن تبحث عنه في متاهة, في كل يوم تواجهك معوقات غير متوقعة, فإما اليأس وإما التمتع بلذتين هما الوصول للهدف وطعم الجبن الشهي,,,
جبنك ياعبد الله, هو هلال أنموذج ذو منهجية عملية راسخ في العلمية,,,
هلال فتي ممتع يأخذ بألباب خصومه قبل جماهيره,,,
ومتاهتك, هي ليست ككل المتاهات, فهي متشعبة ومتفرعة بل ومتعددة, فأنت ستواجه متاهة داخلية وثانية خارجية, ولكن تذكر أن هناك فرق بينك وبين " أبطال القصة " هو أنك إن أدركت الجبن, فلن تستمع به لوحدك بل نحن والوطن بأكمله سنتذوق نكهةً لاتقاوم,,,,
أبو عبد الرحمن, إعلم أن التغيير ليس نزهة برية أو رحلة سياحية, بل ستواجه بمقاومة شرسة سواء من تقليديين ترتعد فرائصهم عند ذكر هذه الكلمة أمامهم, وإعلم أنهم قد يكونون لوبي داخلي أو خارجي,,,,
وإعلم كذلك أن المقاومة قد تأتيك من" الورق" حيث جمود القوانين والانظمة وغموض اللوائح مع فساد إداري وتحزبات عفنة ستجعل متاهتك مرهقة وعسيرة,,,
ولكن إعلم ياأخي أن الظروف هي التي تميز الناجحين من الفاشلين, فبرنارد شو يقول(( يلوم الناس ظروفهم على ماهم فيه من حال, ولكني لاأؤمن بالظروف فالناجحون في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها, فإذا لم يجدوها و ضعوها بأنفسهم...))
أخي عبد الله إعلم أنك ستخطيء, ولكن الناجحون فقط هم من لايكررون أخطائهم, فإذا لم ترتكب أخطاءً فأنت لاتتخذ قرارات, ومن لايتخذ قرارات هم القابعون في الظل ولن يروا نور الشمس أبداً,,,
إمضي ياعبد الله, فمشاعلك ستكبر وتكبر وستكون طواحينهم كعلامات المسافر لك بأنك تسير في الإتجاه الصحيح....
إمضي ياعبد الله, اليس الهواء مهم لعملية الاحتراق؟ فهواء طواحينهم لن يطفيء مشاعلك بل سيزيدها إشتعالاً...
لاتوقف قطارك ياعبد الله, فبعد أميال معدودة سترى أن القضبان قد طاوعتك وأصبحت ذهباً وليس حديداً, الست تقول" مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة" ,,,
*** تحزبات ككرة الثلج:
إن المشاهد لحال التحزب اللا هلالي, يرى أنه ينمو ككرة ثلج قد دحرجت من علٍ. فمنذ خمس سنوات كنا لانكاد نسمع سوى صراخ الجار اللدود, أما الأن فكل قد ركب الموجة وكل قد رفع عقيرته ضد الهلال حتى لو كانت المباراة ودية,, بل يكاد المرء أن يصدق أن هذه التحركات تسير بآلية منظمة لاتستبعد معها القول بأنه (( أمرٌ دبر بليل)), فهذا يصرح حين يسكت ذاك, وهكذا دواليك حتى إذا أتت ساعة الحسم يكون الوضع مهيأ جداً للقضاء على الهلال, فهو فريق (( لا بواكي له)),,,
وحيث أن الأمر ينذر بأن يخرج الأمر عن السيطرة وحينها يستحيل تعديل الوضع, فإنني أرى أن يتم التعامل مع " كرة الثلج" بشكل جدي, وحتى يسهل التعامل مع هذه المعضلة فإنه يجدر بنا أن نصنف هذه التحزبات إلى ثلاث فئات:
- الأولى: رأس المثلث, وهي قائدة صولجان اللاهلاليون, و يترأسها فريقا النصر والإتحاد,,,
- الثانية: وسط المثلث: وهي كانت تناور فترات وتخمد أخرى, ولكنها في الأونة الأخيرة ليست ببعيد أن ترقى درجة في هذا التصنيف الى حيث الفئة الأولى, وفيها الأهلي, الشباب, الرياض, الإتفاق, وربما القادسية,,,,,
- الثالثة: أسفل المثلث: وهي فئة تتعامل مع الأزرق تعاملاً راقياً إحترافياُ , وفيها الطائي, الشعلة, النجمة, الرائد, وأي فريق يصعد للممتاز,,
والتعامل مع هذه الفئات يكون بمنهجية مختلفة بحسب درجة الفئة في المثلث:
* البداية إستهلالاً من أسفل المثلث, وذلك بالمحافظة على تميز العلاقة بينها وبين الزعيم ومحاولة إستمالتها لصف الزعيم أكثر وأكثر, مثل
- التنازل عن بعض اللاعبين المرغوب تنسيقهم من الهلال وبالمجان, إو
- إستضافة الفريق على حساب الهلال في مباراة واحدة في الموسم متى ما كانت مباراته مع أحد فرق مدينة الرياض,
* التعامل مع الفئة الثانية, وهي الفئة الأهم من وجهة نظري لكون أن بعضعها يرجى منه خير وذلك بمحاولة تخفيف حدة التوتر مع هذه الفئة, , وأدوات هذه المنهجية مثل:
- تصريحات المجاملة بمدح أداء الفريق,
- التهنئة العلنية عند أي منجز تحققه هذه الفرق,
- الزيارات العلنية لمقار هذه الفرق حينما يتصادف أن تكون الإدارة في مدينة هذا الفريق ( جدة أو الدمام مثلاَ),
- طلب مباريات ودية تحضيرية قبل بدء الموسم,
-تبادل المصالح بعمل إعارات متبادلة للاعبين بين هذه الفرق والهلال إن أمكن ذلك,,,,
- عمل جلسات عمل للتشاور حول محاور رياضية متعددة مثل " تخفيف حدة التوتر الرياضي بين فرق الوطن" أو " كيفية تفعيل دور الأندية تجاه أدوارها الإجتماعية"
* التعامل مع الفئة الأولى ( فريقا النصر والإتحاد), وهذه للحق أصعب فئة, ولكن دورها سيكون عادياً إذا كانت ستصرخ لوحدها, وربما يحسن مجابهة هؤلاء بما يلي:
- محاولة عزلهم عن بقية الفئات وذلك بتعزيز وتمتين العلاقة مع الفئتين الثانية والثالثة,,
-الالتفاف حول الأقل تهوراً منهم وهو ( فريق الاتحاد) حيث يوجد في أعضاء إدارتهم من قد يستمع لصوت العقل
- المبادرة ومع أي تشكيل إداري جديد في هذه الفرق بمد جسور التعاون والود معها,,,
وبالطبع من الضروري, أن يتزامن تطبيق هذه المنهجية مع تحرك رسمي و على مستوى عالٍ ومن خلف الكواليس, إعلام المسؤولين أن هناك من يجتهد لإصابة رياضة الوطن في مقتل لتحقيق مآرب آنية وذاتية,,,,
ختاماً, وكما قلت أمل أن يتم التعامل مع هذه الموجة وبشكل عملي فالأمر بإزدياد ملحوظ ولا يقبل أبداً الإفتراض بأن الزمن كفيل بوأدها,,,
** مع الدريشة:
@ من العجب في زمن التغيير والتطوير, أن من يقذف الكرة يطالب أن يحمل شهادة الكفاءة المتوسطة كحد أدنى, بينما من يقود المنشأة التي ينتمي لها هذا اللاعب قد لايحمل إلا شهادة الابتدائية,
@ إن أخوف ماأخافه على هذه الإدارة الفتية هوأن نتائج " كرة القدم" قد تجهض كل خططها وتنسف كل إيجابياتها ونفتقدها وهي التي لم تبدأ بعد,,,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسف جداً جداً على الإطالة,,,, |