
26/10/2011, 02:25 PM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
[ قهوة الثلاثاء - 28 ] .. طالبات كلية الشريعة التونسية بالبكيني امام سعادة الوزير ؟! العنوان ليس لمجرد الإثارة ! .. هذا مضمون مقال صحفي كتبه وزير التعليم العالي في مصر ونشر في صحيفة الأهرام المصرية عند زيارته لوزير التعليم العالي في تونس قبل سنوات عديدة .. وتحدث سعادة الوزير في مقاله متعجبا ان يتم استضافته بالجامعة التونسية وكان من فقرات الحفل مسابقة مائية بين طالبات كلية الشريعة بلباس البحر ( البكيني ) أمام انظار سعادة الوزير والحاضرين ! .. الأمر الذي استفز سعادة الوزير وجعله يخرج عن الأعراف الدبلوماسية بحكم منصبه كوزير في انتقاد ممارسات دولة صديقة علنا .. واذا لم تخني الذاكرة فأن هذا المقال عجل باسقاط الوزير من كرسي الوزارة !
كان النظام التونسي السابق يمارس بتطرف شديد مهمة نزع الهوية الدينية والقومية من المجتمع التونسي لحساب الشخصية الفرنسية التي يبدو ان النظام التونسي كان يريد ان يصبغ مجتمعه بها راميا بعرض الحائط حقيقة ان المجتمع التونسي من جذور عربية ويعتنق الإسلام ! .. هرم التونسيون كما قال أحدهم وهم يتطلعون الى ذلك الوقت الذي يستطيعون فيه ازاحة هذا النظام الجائر عن انفاسهم .. الجائر في عدوانه ضد الممارسات الدينة - الجائر في نزع الهوية القومية - الجائر في حقوق الشعب التونسي ! .. وكان لهم ما ارادوا دون سابق انذار بعد ان كانت مشيئة الله بالقول : كن فيكون ! .. فلم تقف السجون ولا المعتقلات ولا الاغتيالات ولا ارهاب الدولة ضد حق شعب باكمله في البحث عن نفسه ،،، اصبح كل ذلك من الماضي .. وبالأمس خرج التونسيون يمارسون حقهم النظامي في البحث عن من يمثل احلامهم وتطلعاتهم وحقهم في حياة كريمة .. وكانت المفاجأة ان يتمكن ( حزب النهضة ) ذو الطروحات الاسلامية والذي كان محضورا عليه العمل السياسي في الساحة التونسية بل يكفي ان تتهم انك عضو في هذا الحزب حتى توقع بيديك الكريمتين صك نفيك من الحياة دون قيد أو شرط !
موطن المفاجأة بالنسبة لي أن المجتمع التونسي كان قد تشرب القيم الليبرالية والعلمانية عبر عشرات السنون واصبح بالتالي منهاج سلوك بالنسبة لهم وبالرغم من ذلك تشير الاستطلاعات المبدئية ان حزب النهضة قد يحصد ما يربو عن 50 % من صناعة قرار مستقبل تونس في ظل توزع النسبة الباقية بين قوى مختلفة ستكون في حاجة للبحث عن مشروع مشترك بينهم حتى يساهموا الى جانب حزب النهضة في صناعة مستقبل تونس والذي نتمنى له من قلوبنا كل الخير والتوفيق ،،، وجل ما اتمناه من حزب النهضة التونسي الذي وضع التونسيون فيه ثقتهم ان يقدم مشروع صناعة دولة وفق رؤيته الاسلامية في سد حاجات المعوزين وتطوير آلية العمل الأداري وسيادة القانون والحد من الممارسات الفاسدة في المال العام والعمل الاداري وبناء منظومة عمل مع التيارات السياسية الأخرى والقبول بها .. ولا اتمنى ان يتحول حزب النهضة الى مشروع ( مشكلة ) يركز من خلالها طاقاته وقدراته في تقسيم المجتمع الى صالحين ومفسدين ومسلمون وكفار وسنيون وطوائف أخرى واسلاميون وتوجهات اخرى ! .. فالدول تصنعها قدرات قادرة على احتواء الجميع وفق ثوابت تحفظ للمجتمع هويته ولا يصنعها مطلقا التفرد بالقرار ووجهة النظر دون الآخرين وتجريمهم لمجرد الخلاف في وجهات النظر .. حينها لن يختلف كثيرا حزب النهضة وان ارتدى شعارات الاسلام عن نظام زين العابدين فأحدهما كان طاغية والآخر سيكون مشروع طاغية لا سمح الله ،،،
نسأل الله لتونس وأهلها التوفيق ودمتـم في خيـر |