خرجت من باب المسجد اليوم بعد صلاة الجمعة وثمة مايشغل فكري, ويحز في خاطريّ,ويئن في جوفي, كنت أتامل معاني الخطبة التي مرت على مسامعي منذ دقائق معدودة, خطبة مبتذله, محور حديث مستهلك, موضوع لايماشي أحوال العباد! بل هو مجرد إكمال فرض بأي شكل كان حتى ولو بهذا الشكل المبتذل.

أخذت أراجع كيف كانت خطب الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كانت تماشي حال الجماعة وآخر مستجدات حياتهم ومايفيدهم في دينهم ودنياهم, أما الان تحولت خطبة الجمعة إلى مجرد مواضيع مبتذله وأحكام فقهية أشبعت تكرارا وتثقيفا فيها لدرجة أصبحت أشعر بروتين غير طبيعي مع كل جمعة.هناك مواضيع مهمة لابد أن يُتطرق إليها ويُوجد لها حلول لكي يزيد الوعي لدى عامة المجتمع.

أكاد أجزم أن الجوامع وخطب الجمعة لها تأثير عظيم في مسيرة تطورنا وتقدمنا لو أستثمرت بالشكل المثالي, ووجهَ الحديث فيها بشكل إجتماعي مثل كيفية التعامل مع الغير والتثقيف في مبادى الإسلام كالإبتسامة والإيثار, ثم أين خطباء المساجد عن العطالة والسكن والفقر المدقع الذي لدينا؟ 70% من السعودييون بلا سكن, 23% يقبعون تحت خط الفقر, وأكثر من 18% نسبة عطالة!
أخيرا, هل السلطة لدينا لها دور كبير في إيصال مستوى الخطابة لدينا لهذا المستوى المتدنى وإلجام كل مصلح وكل خطيب عن الحديث في أحوال العباد المعيشية التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوليها كل الإهتمام؟ الجواب: نعم وبالفم الممتلى.