بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
بعد أن افتخرت بفخر النساء ( أمي ) كان حقاً علي أن أفتخر بأبي ؛ وأول وسائل الافتخار به ذكر اسمه تصريحاً
فهو الاسم الذي أحمله في هويتي وهو مصدر تعريفي بين الناس منذ أن ولدت وليس لي منة بل هو منحة
وأما العز الذي تركنا عليه فلا يقتصر على النواحي المادية لأن كل الآباء يجتهدون ويجاهدون من أجله
بل أن وظيفة كل أب في الحياة هي التجارة في كسب قوته وقوت أبناءهـ مهما كان مجال عمله
لكن عبد الله بن جهز ( سيد التجار )* كما أسميته تركنا على العز الذي ينشدهـ كل أب لأبنائه
تركنا على قدوة معاصرة نقتدي بها في مواجهة المستحيل ؛ وتحقيق أهدافنا حتى لو لم نجد إليها سبيل
هذا هو العز حينما يكون لك قدوة ومقتدون؛ وحينما تكون لك أهداف تنشدها وتسعى من أجلها ولا يمنعك إلا الموت عنها
إن الأب مهما حاول أن يصطنع لنفسه صورة القدوة عند أبناءهـ فإنه لن يبلغ ذلك بالقدر الذي يكون فيه بمهمته الأساسية
و حينما يموت من أجل هذهـ الأهداف وينتهي أجله في الحياة وهو يمارس دورهـ الرئيس فيها وهو التجارة والسعي في الرزق
فإنه القدوة الحقيقة التي يفتخر بها كل من يحمل اسمه ؛ ويعتز به كل من نال من فضله مهما كان قليلاً أو كثيراً؛ عزاً يبقى أبد الدهر لطول العمر
إضافة أفتخر بها :
اقتباس من مشاركة أحد الاخوة في الموضوع السابق فخر النساء :
رحل أبي "رحِمهُ الله" عن الدنيا وفي القلب غصَّة وفي كل يوم أتمنى أن يعود بي الوقت لأبَرَّ به أكثر وأكثر , لأنني أشعر أنني لم أعطه حقه من البر ولا أظن أنني سأفعل لو عاش وعشتُ أبرَّ به 1000 عام.
نعم لن أصل للحق الذي أنشدهـ في بر والدي رحمة الله عليه حتى لو دعوت له بسجودي في كل صلاة
لكن أسأل الله أن يجمعني به في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
معلومة تثري الموضوع :
توفي أبي رحمة الله عليه وهو يسافر من أجل إتمام بعض أمورهـ وأشغاله في العاصمة الرياض
مستغلاً فرصة عودة الدوائر الحكومية بعد إجازة عيد الفطر في مثل هذهـ الأيام قبل 32 عام
وكان قدرهـ أن ركب الطائرة المنكوبة على رحلة الخطوط السعودية رقم : 163
يوم الثلاثاء التاسع من شوال سنة 1400هـ الموافق للتاسع عشر من أغسطس عام 1980م
والتي كان على متنها 287 راكباً وطاقماً مكون من 14 مابين كابتن ومساعد ومهندس وملاحي الرحلة
ليصبح المجموع ( 301 ) انتقلوا إلى رحمة الله بعد 23 دقيقة فقط من هبوط الطائرة إلى المدرج الذي لا تزال جاثمة فيه إلى الآن
[IMG]

[/IMG]
لقب ( سيد التجار ) *
ورد في قصيدة امتدحت بها أختي الكبرى فناسب أن أذكر الأبيات هنا :
هذهـ عوايد أهل القلوب النظيفة *** وهذهـ عوايد بـنـت سـيـّـد التـجار
عبد الله اللي كافح واستل سيفه *** سيف التجارة قلب مايخشى الأخطار
عقــّـب ولد في صنعته له خليفه *** زيد اللي أخذها بالعلم يـمين ويـسار
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 11 / 10 / 1432هـ