
08/09/2011, 03:14 PM
|
 | زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 20/02/2011 المكان: البرنابيو
مشاركات: 880
| |
حالة سقراط مستقرة
لا يزال نجم كرة القدم البرازيلي السابق سقراط في العناية المركزة داخل المستشفى بعد إصابته بنزيف داخلي في المعدة وهو "بحال مستقرة" بحسب البيان الطبي الصادر عن مستشفى البرت اينشتاين في ساو باولو. وكان سقراط (57 عاما) قد خرج من المستشفى قبل نحو أسبوعين، في حين أفادت تقارير بانه سيحتاج على الأغلب لجراحة لإيقاف النزيف في معدته. وجاء في البيان أن سقراط نجم المنتخب البرازيلي في ثمانينات القرن الماضي "بقي في حال مستقرة في الساعات الـ 24 الاخيرة" وكان بحاجة لتخفيض جرعات الدواء للسيطرة على ضغط الدم، لا يزال سقراط في العناية المركزة بمساعدة أجهزة التخدير والتنفس الاصطناعي". وكان سقراط الذي غادر المستشفى في آب/اغسطس الماضي قد أعترف بشكل علني بأنه يشرب الكحول بكثرة لكنه تعهد وقفها نهائياً، كما أكد ذلك شقيقه راي، اللاعب الدولي السابق ونجم باريس سان جرمان الفرنسي سابقا. وذكرت زوجته ماتيا بانياريلي في الصحف المحلية يوم الثلاثاء الماضي احتمال اجراء عملية زرع كبد بحال ازدادت حالته سوء. تاريخ حافل
وشارك سقراط واسمه الكامل "سامبايو دي سوزا فييرا دي اوليفيرا سقراط"، في 60 مباراة دولية سجل خلالها 22 هدفا وكان قائداً للمنتخب البرازيلي في كأس العالم 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك لكنه أخفق في قيادة الفريق للتتويج باللقب.
وأجل سقراط بداية مسيرته مع المنتخب حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره إذ حرص على الانتهاء من دراسته كطبيب. كما أهدر في كأس العالم 1986 في المكسيك إحدى ركلات الجزاء الترجيحية ليخسر المنتخب البرازيلي أمام نظيره الفرنسي في ربع النهائي. ودافع سقراط عن الوان أندية بوتافوغو (1974-1978) وكورينثيانز (1978-1984) وفيورنتينا الايطالي (1984-1985) ثم فلامنغو وسانتوس. وفضل النجم البرازيلي السابق الاهتمام بدراسته اولاً ونال شهادته في طب الأطفال ثم تفرغ للكرة وهو في الرابعة والعشرين، واستطاع أن يثبت قدرة على النجاح في الرياضة كما في الدراسة، وبالفعل صار حالة خاصة في عالم الكرة ولمع فيه ونجح بامتياز بفضل شخصيته وحكمته وفنياته وموهبته. وكان سقراط يميل الى امتاع الجماهير بقدر رغبته في تحقيق الفوز، ولأنه رجل ذو مبدأ، ضحى بمسيرته الاحترافية في الدوري الايطالي، الذي وصل اليه عام 1984 مع فيورنيتا، وذلك بسبب المقاييس المادية الطاغية وتفضيل الأندية للنتائج على حساب المتعة، فلم يفكر طويلا قبل أن يعود أدراجه الى البرازيل. وهناك وضع أمام امتحان اخر، كان سياسياً هذه المرة بسبب نظام الحكم الديكتاتوري في البلد، وكان اللاعب الوحيد الذي يبدي معارضته صراحة لما تعيشه بلاده من قهر وغياب للديموقراطية، وقاد مسيرة إصلاح نادي كورينثيانز الذي كان يلعب معه. وقال "بقيت في ميدان كرة القدم فقط من اجل أخذ الوزن السياسي، لمحاربة المجتمع القمعي الذي يقوده العسكر". وكان يقتدي في طفولته بفيديل كاسترو وتشي غيفارا وجون لينون. ولم يكن هناك من يستطيع الكلام بهذه الصراحة وعلى الملأ، إلا "الفيلسوف" ابن أحد العائلات البرازيلية المتوسطة من شمال البلاد، وكان هذا اللاعب العملاق (1.92 م) قادراً على فعل كل شيء بالكرة، فكان يفكر بتركيز في طرق اللعب وتنظيم الصفوف بشكل لا يضاهيه فيه أحد، وكذلك تسجيل الأهداف، حيث تمكن من تسجيل 168 هدفا في 302 مباراة خاضها مع نادي كورينثيانز خلال خمسة مواسم، وقاد ناديه الى التربع على عرش الكرة في أميركا الجنوبية. كما كان أحد نجوم المنتخب البرازيلي وبرز في صفوفه بقوة وأدى معه أفضل المباريات خلال مسيرته الرياضية التي دامت تسعة أعوام. وبدأ سقراط مشواره مع المنتخب في 23 آب/اغسطس 1979 خلال مباراة دولية ودية ضد الارجنتين، حيث تمكن من تسجيل هدفين، وابتداء من العام 1980 منحه المدرب تيلي سانتانا شارة القائد، ولم يكن هذا اختياراً بقدر ما هو حاجة. وفي نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا، كان الجميع يرشح البرازيل للفوز باللقب، الا أن المنتخب الإيطالي فوت هذه الفرصة على سقراط وزملائه برغم تألقهم. وكانت مباراتهم امام الاتحاد السوفياتي احدى أفضل المباريات في هذا المونديال، حيث تمكن السوفيات من التقدم بهدف، وفي اخر اللقاء عادل سقراط النتيجة قبل أن يضيف إيدر هدف الفوز لمنتخبه في الثواني الاخيرة. وفي عام 1984 قبل هذا الرجل الغريب -الذي يعتبر الكرة وسيلة للمصالحة بين الناس- الانتقال إلى ايطاليا للعب في صفوف فيورنتينا، وفور وصوله إلى هناك لم يستطع تحمل ضغط الدوري واقتنع بأن هذا العالم ليس عالمه فقرر العودة إلى بلده حيث أكمل مشواره مع نادي فلامنغو. ثم شارك سقراط مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 1986 التي أقيمت في المكسيك، والتي أخرجت فيها فرنسا البرازيل، من الدور ربع النهائي بعد مباراة لا تزال عالقة حتى الآن في الذاكرة وتعتبر احدى أفضل المباريات في القرن الماضي. وغادر سقراط عالم الكرة فجأة في نيسان/ابريل 1987 وفضل التفرغ لمهنته، معلناً بذلك نهاية مشوار فيلسوف ذي مبدأ مارس ذات يوم الكرة بأمانة واخلاص بعيدا عن الحسابات المادية التي صارت تلوث سماء هذه الرياضة. المصدر |