هو من الهراء تجاهل اسمه إذا ما تم ذكر نجوم العالم ..
هو من الحماقة نسيان اسمه إذا ما تم سرد رموز أوروبا ..
هو من السذاجة إسقاط اسمه إذا ما تم تعداد أساطير إيطاليا ..

هو ابن وقائد الميلان ورمز إيطاليا وأسطورة العالم ..
هو فخر كرة القدم .. هو حكآية عشق دآمت لـ عشرين عاماً
هو القطعة المفقودة بالأسكوديتو الأخير .. هو بآولو مآلديني

مالديني يآ من رسمت كل أحلام الجمآهير وصيرتها على أرض الواقع
فقلت وأنت تحمل الذهب ، شاهدونا نحن الأبطال هي الآن حقيقة لا خيال
أدمنت صعود المنصات ، سيرت في عروقك ذهب البطولات

تلك شعلة النجاح قدحت في منتصف الثمانينات
عندنا أتى والده إلى معقل الميلان السان سيرو
فـ واجه انتقادات لاذعة من إدارة النادي
والتي بدأت بالتفكير في إعارته
لكن ماذا حصل بعد ذلك ؟!

أتى الرئيس الذهبي ورجل الأعمال الإيطالي الناجح
أتى سيلفيو بيرلسكوني ليقبل التحديات من أصعب زواياها
أصر على إبقاء مالديني ، كما اهتم في بقية لاعبي الفريق

فبرز الشاب الإيطالي .. وصار جزء لا يتجزأ بالميلان
فبدأ بكتابة التاريخ بحروف من ذهب ، وتكسير الأرقام القياسية
فربح أسكوديتو 88 و 92 و 93 وشامبيونز 89 و 90

ثم في عهد الدون كابيللو والليالي الملاح
كان لابد لمالديني إكمال مسيرة النجاح
الكل يتذكر ميلان أمام البرسا في لقاء الكفاح
بقيادة أسطورة هولندآ العبقري كرويف
ضد نجوم كاتالونيا مع روماريو وغوارديولا

في وقت عصيب على الميلان
اضطر فيه أن يلعب بمالديني كقلب دفاع
بدلاً من كوستاكورتا المصاب
الكل كان متخوفاً من الفتى باولو
كونه متألق بمركز الظهير الأيسر
وبالرغم من إعترافه بأنه لن يقدم
أكثر مما قدمه في مركز الظهير
إلا أنه قهر كل المستحيلات
وعاند كل العناد أمام هجوم برشلونة
وظهر كلاعب أسطوري في قلب الدفاع
لينهي المعركة بشباك نظيفة مع رباعية تاريخية
معلنا عن شامبيونز خامس للكيان وثالثاً له هو شخصياً

دآئماً وأبداً المسؤولية لا يتحملها أحد سوى الكبار
ومآلديني وضع نفسه ضمن الكبار وفرض شخصيته على الجميع
مر فريق الميلان في فترة صعبة للغاية موسم 96-97
فـ كافح مالديني ، وهنا نرى حقيقة معدن الرجآل
هذه الضروف التي مرت بالميلان كانت معقدة جداً
فـ كادت أن تسقطه للدرجة الثانية ! ، ولكن رغم كل تلك الضروف
لم يرضا مالديني العاشق للديآفولو أن يرحل إلى تشلسي الإنجليزي
رغم كل الإغراءات التي وصلت له عن طريق اللاعب الإيطالي الفذ زولا
فـ الوفآء كآن أسلوبه والإخلآص كان طبعه ، والعشق أبداً لا يشترى بالمال
وعشق مالديني للميلان كان أغلى من كل ملايين اليوروهات
فلم يكن بمآلديني إلا أن انفجر أمام الصحافة بعد مونديال 98 قائلاً :

" لن أخرج من الميلان مهما كلف الأمر .. "

ثم في موسم 99 عاد الميلان إلى منصآت التتويج
فـ مع المدرب زآكيروني وثبات القائد مالديني ..
عادت روح الروسونيري وحقق الميلان الإسكوديتو 16 ،
فتحدث مالديني مرة أخرى وقال :

" هذا هو ميلان الذي أحب وأهوى .. "

ثم في زمن مرّت فيه رياح عاتية على الميلان
أصيب فيها هداف هولندا فان باستن
واعتزل اللعب موهبة إيطاليا دونادوني
واستهلك بوبان ورحل ألبرتيني
واتخذ آنشليوتي وريكارد من التدريب مسآراً لهمآ
هنآ وقف مالديني في وجه تلك اللحظات العصيبة
ليحمل الميلان من جديد ومع جيل جديد
إلى عتبات المجد ببطولة الأبطال المرة تلو المرة
فلم يكتفي بكبح اليوفي مع ليبي في نهائي الأولد ترافورد
بل لا زال يحافظ على لمعان نجمه الساطع في أوروبا
ليسطع في سماء أثينا ويسجل بطولة جديدة ضد الإنجليز
رفع بها علم إيطاليا عالياً باسم الميلان .. والميلان فقط
وختم مسيرة ببطولة كأس العالم للأندية كأفضل ختام

اليوم واليوم يخرج لنا فيرغسون مآ كان المآضي مخبئه
ففي تصريح للسير قال فيه : " مآلديني لاعب لا طالما حلمت به ،
كنت قد طلبته من أبيه تشيزاري بأن ينضم باولو معنا باليونايتد ،
لكن تشيزاري نظري إليّ فوراً وقال بأنني مجنون "

الميلآن الآن لا ينقصه سوى قائد مثلك يا باولو
نريد منك العودة إلى الميلان مهما كلف الأمر
فلتجد لك مكان يليق بك بإدارة الميلآن
ولنكحل أعيننا برؤيتك ، ولتمطئن قلوبنا على الميلان بين يديك .
لن توفيك كل الكلمات ، ولن أستطيع أن أصف إعجابي بك
ولكن هكذا هي المشآعر ، أحياناً تقف عاجزة عن أي تعبير

Paolo .. Miss U


.
.
.

تلك ليست بطولات الميلآن ، بل هي بطولآت مآلديني لوحده مع الميلآن