الأخضر .. نكسة .. واستفاقة وغياب قسري

مشوار المنتحب السعودي مع تصفيات كأس العالم 2002 ـ 2010

إعداد خالد الشايع - الأربعاء 31 اغسطس 2011







تباين أداء المنتخب السعودي في آخر ثلاث تصفيات لكأس العالم.. تفوق في الأولى والثانية متأهلاً بغض النظر عن النتائج التي قدمها في المونديال وغاب في الأخيرة عن العالمي متأثراً بأخطاء الدفاع التي كانت قاتلة، وفي الوقت لم يكن هناك مزيد من الفرص للتعويض.. لن ينسى السعوديون أبداً ما حدث في مونديال 2002.. ولكن مهما كانت نتائح 2002 و2006 فهي بالتأكيد أهون من غياب 2010.. فيما يلي التفاصيل:





مع اقتراب تصفيات كأس العالم 2002 المقررة إقامتها في كوريا الجنوبية واليابان معاً.. كان الهدف المعلن للكرة السعودية تجاوز عدم الرضى عن مشاركه 1998 ومحاولة تحقيق إنجاز يوازي إنجاز 1994 عندما بلغ المنتخب السعودي الدور الثاني.
هذه المرة كان هناك جيل جديد للكرة السعودية أكثر قدرة على لعب الكرة الحديثة يقوده نواف التمياط وعبدالله الواكد ومحمد نور ومحمد الشلهوب إلى جوار جيل الخبرة الذي يمثله قائد المنتخب سامي الجابر ومحمد الدعيع وحسين عبدالغني.
وكما في التصفيات السابقة لم يجد المنتخب السعودي أدني صعوبة في تجاوز التصفيات الأولية.. تصدر الأخضر المجموعة العاشرة التي ضمته إلى جوار فيتنام وبنغلاديش ومنغوليا.
استهل مبارياته التي لعبت جميعها في السعودية بفوز عريض على منغوليا بستة أهداف دون رد ثم على بنغلاديش بثلاثة أهداف دون رد قبل أن ينهي مباريات الذهاب بفوز خماسي على فيتنام.
وفي الإياب كرر فوزه السداسي على منغوليا وهزم بنجلاديش بالنتيجة ذاتها قبل أن ينهي مبارياته بالفوز على فيتنام بأربعة أهداف دون رد.
بسهولة تامة تخطى السعوديون الدور الثالث.. بعد أن كسبوا مبارياتهم الست، مسجلين 30 هدفاً دون أن تهتز شباكهم في أي مناسبة.. ليتأهلوا للدور الرابع والحاسم إلى جوار منتخبات إيران والبحرين والعراق وتايلاند، وهي المنتخبات التي جاءت معه في المجموعة الأولى.. فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات الصين والإمارات العربية المتحدة وأوزبكستان وقطر وعمان.. علماً بأن كوريا الجنوبية واليابات كانتا خارج التوزيع لكونهما البلدين اللذين سيشتركان في تنظيم المونديال.
وعلى الرغم من فترة الإعداد الجيدة التي حظي بها المنتخب في ماليزيا تحت إشراف المدرب اليوغسلافي سانتراش إلا أن البداية لم تكن جيدة على الإطلاق.. تعادل مع البحرين في السعودية بهدف لمثله، وخسر من إيران في طهران بهدفين دون رد، ليتخذ الاتحاد السعودي لكرة القدم قراراً عاجلاً بطرد سانتراش وتعيين مساعده الوطني ناصر الجوهر في وظيفته.
لم يكن الجوهر غريباً عن المنتخب السعودي ولاعبيه.. فهو الذي قاد المنتخب السعودي قبل عام في نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2000 خلفاً للمطرود ميلان ماتشلا، ونجح في تحويل دفه المنتخب من خاسر بأربعة أهداف من اليابان في افتتاحية مبارياته.. إلى فريق يهزم أوزبكستان والكويت وكرويا الجنوبية ويبلغ المباراة النهائية قبل أن يخسر مجدداً من اليابان بهدف دون رد بعد أن أضاع مهاجمه حمزة إدريس ركلة جزاء.
مرة أخرى كان الجوهر عند حسن الظن.. فبدا أداء المنتخب يتحسن تدريجياً، وساعده على ذلك عودة العملاق محمد الدعيع من الإصابة.. فهزم العراق في الرياض بهدف دون رد.
واستفاد المنتخب السعودي كثيراً من تعثر إيران بالتعادل السلبي مع تايلاند والبحرين فنجح في تقليص الفارق لصالحه.. عندما ختم الدور الأول بفوز كبير على تايلاند في تايلاند بثلاثة أهداف لهدف.
مع أن الشباك السعودية اهتزت مبكراً بهدف تايلندي إلا أن السعوديين سرعان ما استعادوا زمام الأمور بهدف سامي الجابر الذي أعاد الكفة للتعادل قبل أن يضيفوا هدفين كسبوا بهما المباراة.
برهن المنتخب السعودي على قوته عندما افتتح مباريات الدور الثاني بفوز عريض على البحرين في المنامة.. هزّ السعودين شباك جارهم ذي الميول الدفاعية أربع مرات دون رد.. ثم خرج بتعادل أشبه بالهزيمة أمام إيران في الرياض بهدفين لمثلهما.
ودخلت التصفيات مرحلة حرجة في الجولتين الأخيرتين.. لم يكن هناك مجال لخسارة أية نقطة.. فالمنتخب السعودي يملك نقاطاً مقاربة لنظيره الإيراني، ولن يتأهل سوى فريق واحد فقط إلى النهائيات بينما سيضطر صاحب المركز الثاني لخوض ملحق قاسٍ لتعويض خسارته.
نجح المنتخب السعودي في الفوز على العراق بهدفين لهدف.. وفي اليوم ذاته كســب الإيرانيون تايلاند في طهران بهدف وحـيد.
دخـــل المنتخــــب السعــــودي مباراتـــه الأخيرة مع تايلاند بأربع عشرة نقطة.. فيما كان الإيرانيون يستعدون لملاقاة البحرينيين بخمس عشرة نقطة.
كانت الأرقام تلعب لصالح إيران التي كان يكفيها الفوز على البحرين التي باتت خارج حسابات التأهل بينما يحتاج السعوديون إضافة لفوزهم على تايلاند أن تتعثر إيران بأيّ طريقة.
ركز الصقور الخضر أكثر على مباراتهم دون التفكير في المباراة الأخرى وسرعان ما هزّ شباك تايلاند للتوالي أهدافهم لتبلغ أربعة أهداف لهدف.
وجاءت الأخبار المفرحة من المنامــة.. فالمنتخب البحرينـي العنـيد برهن على أنه حصان الكرة الآسيـوية الأسـود بعد أن قــدم هديـة ثمينة للمنتخــب السعـــودي وهزم الإيرانيون بثلاثة أهداف لهدف، معلنين تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم 2002.. للمرة الثالثة على التوالي.
ولأن الأحلام والآمال كانت مبررة.. كانت الصدمة أكبر عندما انهار المنتخب السعودي بشكل غير متوقع أمام المنتخب الألماني وخسر منه بثمانية أهداف دون أن يسدد كرة واحدة مهمة على مرمى الألمان.
ما حدث كان صدمة كبيرة هزّت الكرة السعودية وأسقطتها من على عرشها.
تلاعب الألمان في مباراة غير عادية بالصقور الخضر الذين ظل شبح الأهداف الثمانية يلاحقهم حتى اليوم.
ومع أن المنتخب الأخضر قدم مباراة قوية أمام بطل إفريقيا الكاميرون وسخر منه بهدف سجله صمويل إيتو إلا أن شبح الثمانية طغى على الأداء المميز الذي قدموه فلم يلتفت إليه أحد.
وختم السعوديون مشاركتهم بخسارة ثلاثية من أيرلندا.. ولكن النتيجة لم تعكس المستوى الجيد الذي قدمه السعوديون أمام فريق عريق.













مونديال 2006
دخلت الكرة السعودية تحدياً صعباً مع اقتراب تصفيات مونديال 2006 المقرر إقامته في ألمانيا.. كان على المنتخب السعودي أن يبرهن أن ما حدث قبل أربع سنوات في اليابان كان مجرد كبوة لا أكثر.
تم التعاقد مع المدرب الهولندي جيراراد فاندرليم وأسندت له مهمة إعادة إنعاش الكرة السعودية نجح الهولندي بدرجة كبيرة في مهمته.. اختار 24 لاعباً شاباً ليكونوا نواة الأخضر الجديد. ولكن شهر العسل بين الاتحاد السعودي لكرة القدم وفاندرليم لم يدم طويلاً.. فتم إلغاء عقده بعد حلول المنتخب أخيراً في مجموعته في أمم آسيا 2004.. وبعد بحث صعب وقع الاختيار على الأرجنتيني غابريال كالديرون ليقود المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2006.
ولم تسر الأمور بشكل جيد في فترة الإعداد التي أقامها المنتخب السعودي في تركيا.. وتعادل الأخضر ودياً دون أهداف مع منتخب المجر الذي لعب دون نجومه المحترفين.
وبعد نهاية مباراة المجر غير المقنعة.. اضطر كالديرون إلى إقناع الجابر للعودة للمنتخب ليحمل لواء الخبرة فيه.
وكان الجابر مثار حديث الشارع الرياضي السعودي والعربي في تلك الفترة إثر قيادته (وهو اللاعب الموشك على الاعتزال) فريقه الهلال إلى اعتلاء الصدارة السعودية في الدوري السعودي وتقديم مستويات رائعة في دوري أبطال العرب والذي تصدر فيه الجابر نفسه قائمة الهدافين وحصوله مؤخراً على جائزة الأهرام المصرية مناصفة مع زميله المصري حسام حسن كأفضل اللاعبين العرب للعام 2004.
وفي المباراة الأولى للمنتخب السعودي في التصفيات النهائية أمام أوزبكستان بدا أن الحلم على وشك التلاشي مبكراً.. فالمنتخب الأوزبكي كان هو الطرف المسيطر على المباراة.. لم ينس كثير من السعوديين خسارة منتخبهم في كأس الأمم الآسيوية قبل عامين أمام أوزبكستان على ملعب مدينة تشنج دو الصينية، وكيف تسببت في إضعاف أملهم في المنافسة على بطاقة التأهل إلى الأدوار النهاية.. والآن هم يلعبون مباراة غير جيدة.. كانت صفوفهم مرتبكة وغير منظمة ويعانون في بلوغ منطقة الجزاء الأوزبكية.
كان المنتخب السعودي على أعقاب تلقي خسارة غير متوقعة في أولى مبارياتهم أمام الطرف الأضعف في المجموعة مما سيضع فرص تأهلهم لكأس العالم على كف عفريت.
ولكن كل شيء تغير في الدقيقة 75 عندما أشرك كالديرون لاعب الخبرة سامي الجابر.. فمن أول كرة استلم فيها الجابر الكرة بعد 33 مباراة ابتعد فيها الجابر باختياره عن ارتداء شعار المنتخب السعودي حول الكرة من لمسة واحدة وظهره تجاه المرمى الأوزبكي لتسقط الكرة من فوق الحارس مباشرة للشباك.. هدفاً لا يسجله إلا الكبار، قلب موازين المباراة رأساً على عقب وبات المنتخب السعودية المهدد بالخسارة على أعتاب النقاط الثلاث.
ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً.. فشل المدافعون في الحفاظ على النتيجة ليخطف تادييف هدفاً التعديل الأوزبكي قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بثوان قليلة.. في الوقت ذاته كانت الكويت تتلقى خسارة مبكرة من كوريا الجنوبية في سيول بهدفين دون رد.
بعد العودة من طشنقد شرع المنتخب السعودي في الإعداد للمباراتين الأهم ضد المنتخب الكوري التي تقرر أن تلعب في الدمام وبعدها بخمسة أيام ضد الكويت في الكويت، وهما المنافسان المباشران للأخضر على التأهل.
راهن كالديرون على قدرة لاعبيه الذين منح قيادتهم للجابر في الفوز على كوريا الجنوبية.. وبالفعل كسب المدرب الأرجنتيني التحدي وفاز المنتخب السعودي على كوريا الجنوبية بهدفين دون رد سجلهما سعود كريري (29) وياسر القحطاني (75).
بعد خمسة أيام ودخل المنتخب السعودي مباراته مع الكويت في الكويت وهو أكثر ثقة فعاد بالتعادل السلبي لينهي الدور الأول في المركز الثاني بخمس نقاط خلف الكوريين الذين تعافوا من خسارتهم من السعودية بالفوز على أوزبكستان في سيول بهدفين لهدف.. كانت مباراة الكويت في الإياب ساحرة في كل شيء.. أبدع السعوديون بشكل لافت للنظر على ملعب الملك فهد الدولي فهزوا شباك الكويت في ثلاث مناسبات افتتحها محمد الشلهوب بعد عشرين دقيقة من صافرة البداية، ثم أضاف الشلهوب نفسه الهدف الثاني بعد خمس دقائق من بداية الشوط الثاني وختم سعد الحارثي مسلسل الأهداف قبل نهاية المباراة بسبع دقائق.
فوضع المنتخب السعودي له قدماً في ألمانيا.. لم يعد يفصله عن بلوغ كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه سوى 90 دقيقة فقط يلعبها أمام أوزبكستان في الرياض.
أمام 70 ألف متفرج خاض المنتخب السعودي أجمل 90 دقيقة له منذ فوزه بكأس الخليج الخامسة عشرة قبل ثلاثة أعوام على ملعب الملك فهد ذاته.. تسع دقائق فقط كانت كافية لسامي الجابر ليجسد حلم التأهل للمونديال إلى حقيقة عندما هزّ الشباك الأوزبكية.. وكرر ذلك في الدقيقة 61 عندما سجل الهدف الثاني.. وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق سجل سعد الحارثي (بديل الجابر) الهدف السعودي الثالث ليحتفل ملايين السعوديين بالتأهل الرابع للمونديال.
تحول كالديرون لبطل قومي.. قدرته على تعديل أخطأ المنتخب السعودي سريعاً منحة ثقة الجميع.. وهو لا ينسب كل الفضل له وحده.. اعترف كالديرون بفضل قائد المنتخب سامي الجابر في تعديل أوضاع زملائه اللاعبين داخل الملعب.
في الجولة الأخيرة برهن السعوديين على أحقيتهم بالتأهل بالفوز في مباراة الشرف على كوريا الجنوبية في سيول دون أبرز نجومهم الذين فضل المدرب كالديرون إراحتهم.. لهدف دون رد سجله محمد العنبر فتصدروا مجموعتهم وتسببوا في طرد مدرب كوريا بونفرير الذي كان تحدى برد الدين للسعوديين ولكنه فشل.
فيما غادرت الكويت المنافسة في المركز الأخير بخسارتها من أوزبكستان في طشقند بثلاثة أهداف لهدفين. بيد أن صورة المدرب الأرجنتيني تعرضت للاهتزاز بعد النتائج السلبية التي قدمها المنتخب في بطولة غرب آسيا التي خسر فيها من العراق بخمسة أهدف دون رد في الدور الأول.. وعلى أن القرعة خدمة المنتخب السعودي ومنحته التأهل على حساب المنتخب القطري بعد فوز الأخضر على فلسطين وتساويه في النقاط والأهداف مع القطريين.. خسر المنتخب السعودي مجدداً من العراق بهدفين دون رد.
لذا كان قرار فك الارتباط مع كالديرون متوقعاً أكثر منه مفاجئاً للوسط الرياضي السعودي. وكان البديل الأكثر جاهزية هو المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا الذي قاد الهلال للفوز بخمس بطولات على التوالي منها بطولتي كأس ولي العهد وبطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد مع بطولة الدوري السعودي.. كان باكيتـا الخيـار الأمـثل لأنـه يمـلك خبرة كافية بالملاعــب السعـــوديـة ولاعبيها.
راهن باكيتا على أن أسلوب لعبه الجديد هو الأنسب للمنتخب في مواجهة تونس وأكرانيا وإسبانيا.
على ملعب اليزا ارينا في ميونخ نجح المنتخب السعودي بدرجة كبيرة في تقديم صورة مميزة، وكان أقرب للفوز في أولى مبارياته مع الجار العربي التونسي.
لم يهتز السعوديون على الرغم من تقدم التوانسة بهدف زياد الجنزيري في منتصف الشوط الأول.. ونجح في إدارك التعادل بعد مرور عشرين دقيقة من بدء الشوط الثاني بهدف رائع من القناص ياسر القحطاني في أول ظهور له في كأس العالم.. تقدم وأطلق ياسر ساقيه للريح مخترقاً الدفاع التونسي الخبير واقتحم الجنزيري والطرابلسي ليستقبل عرضية نور المتقنة على مشارف منطقة الست ياردات التونسية ويرسل الكرة قوية في حلق المرمى.. ليترك الملعب بعدها للمهاجم الأسطوري سامي الجابر بعد أن سجل اسمه بين هدافي كأس العالم.
بعد أقل من دقيقتين من نزوله زار الجابر شباك المونديال للمرة الثالثة في تاريخه كلاعب عندما استغل تمريرة أمين الذهبية التي استقبلها على مشارف منطقة الجزاء ويرسل الكرة من اللمسة الأولى لمعانقة الشباك التونسية بعد خمسة دقائق فقط من هدف التعادل.. لتهتز المدرجات بقوة فرحة بهدف الجابر الذي ركض لتحية الجمهور، وعيناه تذرفان الدمع قبل أن يسجد شكراً لله على توفيقه.
وتلاعب السعوديون بالمباراة وكانوا قريبين من إضافة أكثر من هدف وانتزاع النقاط الثلاث.. غير أن الدقيقة الأخيرة جاءت لتحرم ذوي القمصان الخضراء من فوز مستحق عندما تباطأ المدافعون في تخليص هجمة تونسية قادها حاتم الطرابلسي على الطرف الأيسر لتصل المرة إلى رياض الجعايدي غير المراقب الذي سجل هدف التعادل ليكتفي المنتخب السعودي بنقطة وحيدة.
قبل بدء المباراة الثانية ظهر واضحاً أن هناك خللاً ما في المنتخب السعودي.. دخل اللاعبون ملعب اليزا ارينا في هامبورج وهم قلقون.. كان الخوف واضحاً على وجه الحارس مبروك زايد.. واللاعبون غير قادرين على التحرك كما يجب.. أضف إلى أن أرضية الملعب تأثرت بالأمطار التي لم يعتد عليها اللاعبون فكثرت انزلاقاتهم غبر المتوقعة..
كانت صدمة غير متوقعة.. بعد الأداء الجيد والفوز الضائع في الدقيقة الأخيرة أمام تونس سقط المنتخب السعودي أمام أكرانيا برباعية قاسية.
بعد المباراة وهو في طريقه لحافلة المنتخب اعتبر مهاجم منتخب السعودية المخضرم سامي الجابر أنه لا عذر أمام منتخب السعودية, وقال: لم نتوقع أبداً أن تكون النتيجة بهذا الشكل، فقد قاتلنا حتى النهاية لكننا لم نوفق.
وفي المباراة الأخيرة التي أقيمت على ملعب فرتز التر في مدينة كايزر سلاترون استعاد المنتخب السعودي بعضاً من توزانه على الرغم من خسارته من إسبانيا (بطولة أوروبا 2008) بهدف دون رد.
لعب المنتخب السعودي مباراة جيدة ومع أن الإسبان خطفوا هدف المباراة الوحيد عبر خوانيتو إلا أن السعوديين كانوا نداً لهم وأهدروا العديد من الفرص السانحة للتسجيل كانت أخطرها من سعد الحارثي الذي طوح بالكرة داخل منطقة الجزاء فوق العارضة.











مونديال 2010
أخفق المنتخب السعودي في التأهل لمونديال جنوب إفريقيا وهي أول مرة يكون غائباً عن المونديال منذ 16 عاماً.. ومع أنه تجاوز المرحلة الثالثة بنجاح مع المدرب البرازيلي أنجوس إلا أنه تم الاستغناء عنه وتولى المدرب الوطني ناصر الجوهر ولكن الظروف لم تساعده فتعثر من البداية أمام إيران.. بالتعادل في الرياض ومع أنه نجح في استعادة التوزان بالفوز على الإمارات 2ـ1 في الإمارات إلا أنه عاد ليتعثر مرتين أمام كويا الحنوبية 0ـ2 في الرياض وكوريا الشمالية 0ـ1 في بيونغ يانغ.. ومع دخول الدور الثاني قدم الجوهر استقالته ليتعاقد الاتحاد السعودي مع البرتغالي بيسيرو الذي استهل مشواره بفوز مهم على إيران في طهران 2ـ0 وعلى الإمارات 3ـ2 ليستعيد الأخضر توازنه.. وتعادل سلباً مع كوريا الشمالية في سيول وبات الفوز على كوريا الشمالية في الرياض ينقله للدور الثاني ولكن هذا لم يحدث فنجح الكوريين في جر المباراة للتعادل السلبي ليخطفوا بطاقة التأهل ويتحول الأخضر لمباراة الملحق الآسيوي مع البحرين.. وفيها حدث شيء أشبه بالصدمة.. تعادل الأخضر السعودي مع الأحمر البحريني سلباً في المنامة ومع أنه تقدم مرتين إلا أن الدفاع السعودي كان يفشل في مرة في الحفاظ على تقدمه.. فمع أن ياسر القحطاني هزّ الشباك البحرينية في الدقيقة 91 إلا أن رضا تكر وحمد المنتشري أخفاقا في الحفاظ على هذا الفوز لدقيقتين فقط، ليدرك إسماعيل عبداللطيف التعادل وهي النتيجة التي كانت كافية لأبعاد المنتخب السعودي عن المونديال.

تعلمنا الدرس أن :
1- طرد كالديرون .. كان خطأ فادحا من الرئيس السابق لاتحاد الكرة بسبب بطولة تافهة ليس لها معنى .
2-سامى الجابر سر قوة المنتخب .
3- عناد المدرب الهولندى بونفرير (مدرب كوريا الجنوبية) تسبب فى خسارة فريقه مباراتين فى الدمام وسيول .
4- حقارة مدرب كوريا الجنوبية فى تصفيات 2010 ، وهو لا يتمنى وصول الاخضر الى النهائيات .. فخرج فريقه من الدور الثانى والحمد لله .
5- الحذر من التخدير الاعلامى ، حتى لا يتعثر الاخضر .
6- ابداع البحرين وراء تأهل الأخضر إلى النهائيات بجانب الصين .