17/08/2011, 12:33 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 13/01/2010 المكان: الرياض و فانكوفر
مشاركات: 288
| |
قصة لقائي بِـ شيخ الرياضيين بسم الله الرحمن الرحيم
في إحدى "العصريات" قررت أنا و زميل لي للذهاب إلى مطار الملك خالد الدولي صالة الرحلات الدولية لاستقبال بعثة الهلال القادمة بعد تحقيقها لإحدى البطولات الآسيوية -وهذه البطولة لا تحضرني الآن- فيسّر الله لنا وذهبنا عصر ذلك اليوم، وما أن وصلنا حتى أوقفنا المركبة على بعد كيلو، وقمنا بالمسير إلى أن وصلنا إلى جمهرة من الناس ولم يكونوا بذلك الحجم الهائل، ويبدو أننا وصلنا متأخرين قليلاً إذ كان اللاعبون يتواجدون في الحافلة المخصصة لنقلهم وقد سُترّت أغلب النوافذ ولا أذكر من اللاعبين إلاّ محمد لطف حيث كانت نافذته بلا ستارة.
نمشي قليلاً .. وإذا بشيخ الرياضيين يمشي أمامي بغترته البيضاء التي لايعلوها عِقال وما دونه حوى عقل كبير شامخ سامق قد احتوى تاريخ بأكمله وقد بدت عليه علامات الكِبَر و التعب ومع جلالة قدره ومكانته إلاّ أنه لم يألوا جُهداً للذهاب و استقبال اللاعبين وتهنأتهم ..
لم أُصدّق نفسي بأن قامة وطنية مثل هذه القامة تسير أمامي بلا حجاب أو حاجب، لم أتمالك نفسي فاقتربت منه وسلّمت عليه وما أن هممت بتقبيل رأسه حتى صارت معركة بيني وبينه فهو يرفض ويتأفف من تقبيل رأسه وصاحبكم مصر إلاّ أن أُقبّل فغلبته -غفر الله- وقبّلت رأسه ثم شكرني .. فقال : "مشكور و ماقصّرت إنك جيت تستقبل اللاعبين" أو نحو هذا الكلام !
يا الله .. هذا موقف بسيط حصل لي مع هذا الرمز الوطني الرياضي الكبير .. هذا الموقف تعلّمت منه المسؤولية و العِشق والتواضع .. و قديماً يُحكى أن الكثير من المشايخ والعلماء و الأدباء وطلبة العلم كانوا يذهبون لأناس معروفة ويمكثوا معهم السنة و السنتين لكي يُخالطوهم ويتعلموا منه اصول معاملة الناس و فنون الأدب و الأخلاق !
...
لا يؤرقني شيء ساعة كتابة هذه الكلمات البسيطة، فالشيخ ولله الحمد والمنة معروف للقاصي والداني وجهوده لا ينكرها إلاّ جاحد وفضلة تعدّى محيط الهلال و الهلاليين فجاوزه إلى الأندية الأخرى بل وتعداه من المحيط إلى الخليج ..
إن ما يؤرقني بعض الشي هو تقصيرنا تجاه هذا العَلم فمهما بذلنا لن نعطيه حقّه أو نرد جمائله، فالنعمة لا تُعرف إلاّ عندما تغيب، والشيخ بإذن الله ستبقى ذكراه خالدة مخلّدة في قلوب و أذهان الجميع ..
ولعلها فرصة لرجالات رياضة الوطن وبالأخص الهلاليين منهم بأن يقوموا بواجبهم تجاه شيخ الرياضيين، إمّا بكتيبات وقفية أو سيرة تأريخية وهذا أقل شيء نقدمه
...
لاحول ولاقوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم اغفر لشيخنا وأرحمه وتجاوز عنه اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وصفحا وغفرانا اللهم أجبر مصابنا وأجبر ذويه وألهمهم الصبر والسلوان .. برحمتك يا أرحم الرحمين .. آمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|