رحم الله مها ....
فلم آعد آشعر الآ بالضيق يقتلني .. وشعور الندم يغلب على آيّ شعور يجول بدآخلي ..
آحسّ بالآلم يثقل جوآرحي .. والهم يحط رحآله فوق كآهلي ..
وينصب خيآمه بمضارب عآلمي .. وسُحُب الحزن تغطّي سمآئي الصآفية ..
وآمطآر الكآبة تمطر لتقتل فرحتي ..
من مقالة للأخت خيالية ....
اما المي فكان عندما استيقظت لصلاة الظهر نهار الأمس واذا بي اجد عدة مكالمات لصديقي الذي يكبرني بالسن كثيراً واحترمه كثيراً كم استمتع بالأختلاف معه في بعض وجهات النظر ...لم يدر في بالي سبب الأتصال اكثر من دعوة على الأفطار
اتصلت عليه فسمعت الغصة في صوته وهو يطلب تواجدي في منزله ...
ذهبت وصلت الى البيت كان المنظر مخيف اختلست النظرات فلم تعد قدماي قادرة على حملي اسندت ظهري الى احد اركان منزله الخارجي نظرت الى اطفال البراءاة وهم يلهــون فوقع نظري على ابن صديقي محمد ذو الأربع سنوات ....
اشرت اليه وناديته واجلسته في حضني وسالته ..ماسبب وجود كل هؤلا الناس؟
نظر الي وأومى الي باجابته ( مها ..ماتت)
تحرر الطفل من يدي بكل سهولة وعاد في لعبه ولهوه وتركني في تلك العبرة التي كادت أن تقتلني
لم تكن اجابة محمد بالنسبة لي عفوية بل كانت اجابة ضمنية وهو يدرك مامعنى كلمة (الموت)
فقد صديقي ابنته ..
فقد تلك الفتاة المتدينة المحملة بالأحلام الوردية..
داومت على الذهاب للمدرسة حتى بلغت الثانوية ..
لم تكن تعرف طريقً غير النجاح ولم تفكر الا بمستقبل مبهج
كانت تفكر بالغد ..ولكن قدر الله كان اقرب ....
داهمها المرض فجأة ..فحير الأطباء واعجز كبار المشافي
تشخيص وعملية تتبعها عملية ...ولكن لم يخفف كل ذلك من الم مها ولم ينقذها من الموت ..
مها قصة تنكتب فصولها بالمعاناة ...ورحلة رسمت اطارها المباهاة...
فهي معناة كامنة من البداية الى النهاية من المرض الى الموت
اما صديقي كان متماسكا صابر محتسبا , شامخا في مواجهة مصابه , وسر كل ذلك إيمانه المطلق أن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بحسبان ...
لكن قضاء الله كان ألطف وهو اللطيف الخبير ..
لقد ماتت مها , وذهبت صوب رحمة واسعة ورب غفور , ماتت وهي تحمل في يديها شهادة رضى من والديها , ماتت وكل من عرفها من أقاربها كان عنها راض , ماتت ودموع كل الناس تنهمر حزنا ودعاءا له بالرحمة .
إن موت مها لنا عبرة , وعند الله تجتمع الخصوم .
تذكرت برحيلها ما قاله أبو سنان : دفنت ابني سنانا، وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر، فلما أردت الخروج أخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان؟ قلت: بلى. قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟
فيقولون: نعم.
فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد
رحلت وقالت :
" يا أبي .. من مات من مرض كما ما حل بي فقد استراح "