تساؤلات ..
* كيف يصـوم من أطلق للسانه العنان ؟
* كيف يصوم من لعب به لسـانه , وخدعه كلامه , وغره منطقه ؟
* كيف يصوم من كذب , واغتاب , واكثر الشتم والسباب , ونسي يوم الحساب ؟
* كيف يصوم من شهد الزور ولم يكف عن المسلمين الشرور ؟
يا أيها الصائمون :
رطبوا ألسنتكم بالذكر , وهذبوهـا بالتقوى , وطهروها من المعاصي .
لسانك والصيــــام ......
قال تعالى:
"ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين " .
قال :صلى الله عليه وسلم:
((
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)) متفق عليه
اللسان : عضو الكلام في الإنسان خلقه الله لك لتعبر به عن ما في نفسك وتذكر به الله وتقرأ به القرآن . وشكر النعمة
أن تستخدمها فيما خلقت من أجله
واللسان وإن بدي لنا صغيرا في حجمه إلا أنه خطير في أهميته وقدره
لذلك فمن رحمة الله بالعبد أن جعل له لسانا واحدا وأذنين حتى يتكلم قليلا ويسمع كثيرا ومن فضله أن جعل علي لسانه قفلين قفل من لحم وآخر من عظم حتى يفكر الإنسان في الكلمة قبل أن يقولها . وقد قيل طالما لم تنطق بالكلمة فأنت تملكها ولكن إن نطقت بها ملكتك هي
جاء معاذ رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
" أنحن مؤاخذون بما نقول يارسول الله ؟ فقال له : ثكلتك أمك يا معاذ , أيكبُّ
الناس على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم ؟! "
فانظروا إلى عظم الأمر و شدة أثره لا في الدنيا و حسب بل في الآخرة و هي الأشقى و الأمرُّ
تذكّر قول لقمان : " ندمت على الكلام و لم أندم على السكوت "
كن ذا هيبة لا تخرج كلماتك إلا بميزانها , و تحسب لها ألف حساب ...و تذكر أن الحكمة عشرة أجزاء , تسعة منها للصمت و العاشر لقلة الكلام و ليس للكلام
آفات اللسان :
افات اللسان كثيرة لكن نذكر منها اخطرها وماهو منتشر بكثرة:
1/ الغيبة:
قال تعالى"ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه" [الحجرات:12]
عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : اللهُ ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان فى أخى ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته رواه مسلم
# أشكال الغيبة
* الغيبة فى الوصف " وهو ذكر الصفة بإستهزاء " * فى اللبس" فى تناسق ألوانه وترتيبه" * فى السكن " فى مساحته وقصد أن نبين للناس أنه صغير أو ضيق"
* فى الدابة " استهزاء بالسيارة مثلا"
* الغيبة باللمز " ويل لكل همزة لمزة "
# ماذا نفعل عندما نسمع الغيبة؟
* نذكر أن هذا حرام بشكل مباشر * نخرجهم من الموضوع بكلام اخر * ندافع عن من اغتابه أو نترك المجلس
" إذا لم نفعل ذلك وظللنا فى مجال الغيبة تصاب بثلاث ذنوب كما قال بن القيم :
* التلذذ بالمعصية * عدم الدفاع عن مسلم فى وقت يحتاج الى دفاع * سماع المنكر وعد تغييره
# ماذا نفعل إذا اغتبنا أحد؟
* التوبة من ما مضى
* نذكر من اغتبناه بكلام طيب
2/النميمة:
النميمة : نقل الكلام بين الناس لقصد الإفساد وإيقاع العداوة والبغضاء ، فالنم خلق ذميم ؛ لأنه باعث للفتن وقاطع للصلات ، وزارع للحقد ومفرق للجماعات ، يجعل الصديقين عدوين والأخوين أجنبيين
قال الله تعالى : (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (القلم/11)
وعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لا يدخل الجنة نمام " .
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مر بقبرين فقال : "إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير : أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله " (رواه البخاري ومسلم)
# الواجب على من نقلت إليه النميمة
ومن نقلت إليه النميمة عليه ستة أمور :
1- أن لا يصدق النمام ؛ لأن النمام فاسق ، قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ) (الحجرات/6) . 2- ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح عليه فعله . 3- يبغضه في الله فإنه بغيض عند الله .
4- لا تظن بأخيك الغائب سوءًا لقوله تعالى : (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) (الحجرات/12) .
5- لا يحملك ما حكى على التجسس والبحث للتحقق منه لقوله عز وجل : (وَلا تَجَسَّسُوا) (الحجرات/12) .
6- لا ترض لنفسك ما نهيت النمام عنه ، ولا تحكِ نميمته فتكون نمامـًا ومغتابـًا ، فليتق الله ذوو الألسنة الحداد ، ولا ينطقوا إلا بما فيه الخير لخلق الله ، ويكفيهم في هذا قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت " (رواه البخاري ومسلم) .
ومن آفات اللسان :
الكذب وكذلك السب والشتم
فتاوى العلماء في آفات اللسان
السب والشتم من الصائم
س: في رمضان إذا غضب الإنسان من شيء وفي حالة غضبه نهر أو شتم فهل يبطل ذلك صيامه أم لا؟
ج: لا يبطل ذلك صومه، ولكنه ينقص أجره فعلى المسلم ن يضبط نفسه ويحفظ لسانه من السَّب والشتم والغيبة والنميمة ونحو ذلك مما حرم الله في الصِّيام وغيره، وفي الصيام أشد وآكد محافظة على كمال صيامه، وبعداً عما يؤذي الناس، ويكون سبباً في الفتنة والبغضاء والفرقة لقوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ، ولا يصخُب فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إنِّي امرؤ صائم »[متفق عليه].
[اللجنة الدائمة للإفتاء، فتوى رقم: 7825].
التلفظ بألفاظ نابية بسبب الزحام
س: أثناء قيادة بعض الناس لسياراتهم وهم صائمون في رمضان، ومع اشتداد الازدحام يتلفظون بألفاظ نابية تصل إلى حد السباب والشتيمة لغيرهم، فما حكم صيام هؤلاء..؟
ج: أما الصيام فهو صحيح؛ وذلك لأن الأقوال المحرمة والأفعال المحرمة لا تبطل الصوم ولكنها لا شك تنقصه وتضيع فائدته وثمرته.
فإن المقصود من الصوم تقوى الله عزّ وجلّ كما قال تعالى: {
يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون } [البقرة:183].
فبين الله تبارك وتعالى الحكمة من فرض الصيام علينا وهي حصول تقوى الله عزّ وجلّ.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه
».
بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا شاتمه أحد أو قاتله أن يقول:
«إني امرؤ صائم »حتى يرتدع الساب والشاتم، وحتى يعلم أن هذا الصائم لم يترك الرد عليه عجزاً ولكن ورعاً وتقوى لله عزّ وجلّ؛ لأنه صائم والواجب على الصائم وغيره الصبر والتحمّل وألا تُثيره الأمور المخالفة لما تشتهيه نفسه.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله أوصني، قال:
«لا تغضب»فردَّد مراراً قال:
« لا تغضب» .
وأما أكثر من يندم على ما يصدر منه عند الغضب، ويتمنى أنه لم يكن قال أو فعل شيئاً كان بسبب الغضب، ولكن الشيء بعد نفوذه لا يمكن استرداده.
[الشيخ صالح الفوزان، كتاب الدعوة: 1/ 158].
الغيبة والنميمة
س: هل الغيبة والنميمة تفطران الصائم في نهار رمضان؟
ج: الغيبة والنميمة لا تفطران، ولكنهما تنقصان الصوم.. قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون } [البقرة: 183].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
«من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه »
.
[الشيخ ابن عثيمين كتاب الدعوة: 1/ 166].
الكلام السوء
س: هل تحدُّث المرء بكلام حرام في نهار رمضان يفسد صومه؟
ج: إذا قرأنا قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليْكُمُ الصّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون } [البقرة:183].
عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم؟ وهي: التَّقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى. والتقوى وهي ترك المحارم وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه".
وعلى هذا يتأكّد على الصائم اجتناب المحرّمات، من الأقوال والأفعال، فلا يغتاب الناس، ولا يكذب، ولا ينم بينهم، ولا يبيع بيعاً محرماً، ويجتنب جميع المحرمات، وإذا فعل الإنسان ذلك في شهر كامل، فإن نفسه سوف تسْتقيم بقية العام.
ولكن المؤسف أن كثيراً من الصائمين لا يُفرِّقون بين صومهم وفطرهم، فهم على العادة التي هم عليها من الأقوال المحرمة من كذب وغش وغيره، ولا تشعر أن عليهم وقار الصوم وهذه الأفعال لا تُبطل الصوم ولكن تنقص من أجره وربما عند المعادلة تُضيِّع أجر الصوم كله والله المستعان.
[الشيخ ابن عثيمين، الفتاوى: 1/501].
شهادة الزور في رمضان
س: هل يصح صيام رجل شهد الزور في رمضان؟
ج: شهادة الزور من أكبر الكبائر؛ وهي أن يشهد رجل بما لا يعلم أو بما يعلم بخلافه، ولا تبطل الصوم ولكنها تنقص أجره.
[الشيخ ابن عثيمين، الفتاوى: 1/ 535].
وفي الختام
همسة : من العجيب أن أحدنا إذا تسلم فاتورة الهاتف التي تسجل مكالماته في دقائف لا تقاس بساعات وأيام ثم وجد تلك الفاتورة بدقائقها وثوانيها عالية التكلفة فعليا تصبب عرقا ولام نفسه وعاتبها على الإسراف بل وربما عود نفسه على التقتير والتوفير . إن لم تمسك لسانك في حياتك أيها الصائم ففاتورة الحساب الأخروي على حصيلة كلامك وحصائد لسانك بالغة التركيب والتعقيد ولا فرصة فيها للتقليل فيما بعد
اللهم احفظ السنتنا من الكذب وأعيينا من الخيانة واغفر لنا وتب علينا ...
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على البشير النذير وعلى آله وصحبه أجمعين
وتقبلوا تحيات إخوانكم في :