01/01/2012, 02:22 AM
|
| زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 11/05/2007
مشاركات: 352
| |
لويس وباولو، مفخرة عائلة سواريز إنه نجم فريق إيسيدرو ميتابان بلا منازع. فقد كانت أهدافه ولمساته وراء تأهيل العملاق السلفادوري إلى ربع نهائي دوري أبطال CONCACAF للمرة الأولى في تاريخ البلاد. لكن إنجازات لاعب الوسط هذا لم تقتصر على إعجاب الجماهير في أمريكا الوسطى، بل إن صيتها ذاع في كل من أوروجواي وإنجلترا كذلك. الحديث هنا يدور عن باولو سواريز البالغ من العمر 31 ربيعاً، والذي من خلال قسمات وجهه واسمه العائلي، يسهل إيجاد أوجه الشبه التي تدل على القرابة بينه وبين هداف ليفربول. فالأمر يتعلق بالشقيق الأكبر لنجم كتيبة لاسيليستي، اللاعب لويس سواريز. صحيح أن هذا الأخير اكتسب شهرة عالمية تفوق بكثير تلك التي حققها أخوه في دولة السلفادور، بيد أن كثيراً من النقاد والمراقبين ذهبوا إلى حد القول إن الفضل في تألق لويس ونجاحه على الساحة الدولية يرجع بالأساس إلى باولو الذي فضل تقمص دور جندي الخفاء. وفيما يلي، يدعوكم موقع الفيفا لسبر أغوار هذه الحكاية المثيرة بين أخوين يجمعهما الرابط العائلي وعشق الساحرة المستديرة.
بدايات متواضعة وشغف بالكرة إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 580x332 وحجمها 39 كيلو بايت . عندما كان باولو ولويس في نعومة أظافرهما، كانت عائلة سواريز تعيش في بلدة سالتو الواقعة بالقرب من الثكنات العسكرية حيث كان يعمل الوالد. ويستحضر الأخ الأكبر تلك الفترة بالقول: "إن بيتنا كان يبعد بمئة متر عن ملعب المعسكر، الذي كان يشكل نقطة اللقاء بين جميع أطفال الحي. فمنذ سن الرابعة أو الخامسة، كنا نلعب مع أولاد أكبر منا. أنا أكبر لويس بسبع سنوات، ومع ذلك فقد كان يلعب مع أصدقائي رغم أنهم كانوا يكبرونه كثيراً". وسرعان ما بدأ لويس في إظهار مهاراته الخارقة لدرجة مثيرة للجدل أحياناً، وهو ما أوضحه شقيقه باسماً: "كان تفوقه واضحاً بشكل كبير في فئته العمرية. فقد كان يتعين على والدتي أن تقدم شهادة ولادته بشكل مستمر لأن الخصوم كانوا يشكون في تاريخ ميلاده." ثم تابع بالقول: "كنا ننهض باكراً ثم نقضي اليوم كله خارج البيت ونحن نلعب الكرة. لم نكن نعود إلا من أجل تناول الوجبات، عندما كانت متوفرة. كانت كرة القدم أفضل شيء في حياتنا آنذاك، لأننا كنا نعاني عدة مشاكل مادية." ولم يتأخر الأخ الأكبر في إثبات مهاراته الكروية هو الآخر، مما أثار انتباه سماسرة بعض الأندية الأوروجويانية، ليستهل مسيرته مع نادي باسانييز في الدرجة الأولى عن عمر لا يتجاوز 17 ربيعاً. لكن الأمور سرعان ما بدأت تتعقد، حيث يروي باولو المشاكل التي اعترضت سبيله في المراحل الأولى من مشواره: "كنت أكسب 300 دولار شهرياً. كنت أعطي 100 لوالدتي، بينما كنت أحتفظ بالمئتين لنفسي. كانت تلك النقود تتيح لي فرصة الذهاب إلى الملاهي الليلية والمراقص. لم أكن أنام جيداً مما أثر على أدائي. ثم افترق والدي ووالدتي، فلم أجد أحداً يقول لي إن مسيرتي مهددة. بل إن من كنت أعتبرهم أصدقائي كانوا يحثونني على التمادي في السهر والحفلات. لقد سئمت كرة القدم مني حينها." ثم استحضر ابن الواحدة والثلاثين إحدى اللحظات الخاصة في مشواره: "في سن التاسعة عشرة، جاء إلي وكيل أعمالي ليخبرني أن بينيارول كان مهتماً بانتدابي. لكني رفضت لأني أشجع ناسيونال. كنت مجنوناً!" وعلى غرار ما يقع في جل العائلات، سعى الأخ الأصغر إلى السير على خطى الشقيق الأكبر. فكان له ما أراد، حيث أكد باولو أن "لويس بدأ بنفس الطريقة: كسب أموال ضخمة والذهاب إلى المراقص والملاهي. اضطررت أنا وأمي إلى التعامل معه بصرامة، فقد كانت نقاشاتنا معه حادة وساخنة، بل وبلغ بنا الأمر في إحدى المرات إلى التشابك بالأيادي بيننا نحن الاثنين. أنا كنت أرى فيه لاعباً كبيراً، وكنت أشعر بالحسرة لرؤيته يسيء استغلال مهاراته. ولحسن الحظ، تعرف في إحدى سهراته على الفتاة التي أصبحت زوجته فيما بعد. فقد عرفت كيف تضعه في مكانه. لقد أصبحنا كلنا سعداء الآن!" مفترق الطرق إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 580x315 وحجمها 34 كيلو بايت . بينما كان لويس يخطو أولى خطواته في ملاعب هولندا، بدا وكأن مسيرة باولو سائرة نحو النهاية، رغم أن عمره لم يكن يتجاوز 25 ربيعاً حينها. لكن اتصالاً هاتفياً واحداً غير مجرى حياته، حيث يروي لنا بكثير من الحنين: "وصلت إلى السلفادور عن طريق صديقي ليو (ليوناردو رودريجيز) الذي كان يعرف أحد المدربين هناك. كان الأمر صعباً في البداية، نظراً لاختلاف المناخ. فقد كان الجو حاراً جداً وكنت أحس وكأني سأموت في الحصص التدريبية. تطلب مني الأمر شهراً تقريباً قبل أن أتأقلم. ثم بدأت النتائج تظهر بعدما أحسست بالاستقرار." ورغم بعد المسافة، بقيت العلاقة وطيدة بين الشقيقين، لدرجة أن باولو فكر في التضحية بمسيرته من أجل أخيه الأصغر، حيث صرح قائلاً: "كنا قد فزنا بلقب 2008 وقررت الذهاب إلى هولندا لمساعدته على خلق بعض المشاريع التجارية. كنت أشعر حينها أني لن أخسر شيئاً لو تركت اللعب خمسة أشهر، وهذا ما قمت به فعلاً. ثم عدت بعدها إلى السلفادور واستأنفت مسيرتي مع النادي". منذ ذلك الحين وباولو يتابع عن بعد كل صغيرة وكبيرة في حياة مهاجم ليفربول الحالي، حيث أكد أن "كل أفراد العائلة يذهبون إلى الملعب عندما يخوض لويس مبارياته مع المنتخب. وإذا لعب خارج الديار أو في كوبا أمريكا، فإنهم يجتمعون في بيت الوالدة. أشعر بالحنين عندما لا أجد نفسي معهم أو بجانب لويس." لكن بابلو وجد ’الاستراتيجية‘ المناسبة للتغلب على الغربة والبعد عن الأحباب، وهو ما شرحه بالقول: "إنني عادة ما أجلس لاحتساء المتة والاستماع إلى إذاعة أوروجواي حتى أشعر وكأني حاضر معهم هناك. يحز في نفسي ألا أرى لويس بانتظام، فأنا أكثر شخص كافح من أجله لكي يكون هذا النجم الذي نراه اليوم، إذ كنت آخذه إلى حصص التدريب وكنت أناضل في البرد القارس... لكني الآن أسعد إنسان برؤيته وهو يحقق كل هذا النجاح." لكن حلماً لم يكن في الحسبان بات يراود الشقيقين، إذ أصبحت المواجهة بينهما في مونديال البرازيل 2014 احتمالاً وارداً بعدما حصل الأخ الأكبر على الجنسية السلفادورية وبات مؤهلاً للعب في صفوف منتخب لاسيليكتا. وقال باولو في هذا الصدد: "سيكون ذلك أمراً رائعاً. لدينا فريق جيد، وأعتقد أننا قادرون على التنافس مع كوستاريكا على مقعد في المرحلة النهائية من التصفيات التي تضم ستة منتخبات، ولمَ لا خطف بطاقة التأهل للنهائيات. فأنا لا أرى في ذلك أمراً بعيد المنال." وفي انتظار بلوغ هذا الهدف المشروع، يحلم ملهم هداف لاسيليستي بأن يرى ابنه يسير على خطى شقيقه المتألق، حيث ختم حديثه بالقول: "أريده أن يكون لاعب كرة قدم. يجن جنونه عندما يرى لويس فيطلب مني أن أريه أهدافه عبر الإنترنت. إنه أيسر وهو يتلاعب بأبناء الحي عن سن الخامسة. فهو يلعب بين الخامسة مساء والعاشرة ليلاً. يا ليته يكون بنفس مهارة عمه."
عائلة سواريز:
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 580x264 وحجمها 35 كيلو بايت . اعجبني وقلت انقله لكم |