سوّف , يُسوّف .. فهو ( مُسوّف ) ! || وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ،
ماهو التسويف ؟
و ما التسويف إلا , تحميل النفس فوق طاقتِها !
ويُعرّف على أنّهُ : "تأخيرُ عملٍ ما كنتَ ترى أن إنجازَه كان ضروريا"
" في يومياتنا الكثير مِن المهام و الواجبات , التي ينبغي علينا تنفيذها ( أولاً بأول )
سواءً كانت أمور دينية أو دنيوية ؛ بناءً على هذا الأساس تسير " منظومة الحياة " ,
بدءً من (الفروض الدينية) التي أوجبها الله - عز وجل - علينا مِن صلاة و صوم و زكاة و غيرها,
وكلاً منها محدد بمقدار زمني مُعين لا يفترض تقديماً و لا تأخير ؛ مروراً بـ ( أمورنا الدنيوية )
مِن " دراسة , و مهام أسرية .. و غيرها .
إذاً الحياة : منظومة لا تقبل " العبث " !!
و لكِن مع كثرة " المُلهيات " في زمننا الراهن , أصبح بعضنا يخلِط مابين الأمور و توقيتاتها
و درجة ( أهميتّها ) , لذلِك ينبغي علينا تحديد الأولويات و عدم السير على خُطى ( التأجيل )
خشية أن تتراكم " أولوياتنا " فنخسر ماخططنا من أجلِه و مابنيناه !!
- التسويف " صِفّة " : مُعتادّة !
لايولد امرءٌ ما مسوّفًا, إنّما يعتادها عادةً سيّئة, تنشأ و تترسّخ لديه متى ما وجدت الإستسلام
و ( اللامبالاة ) مِن الشخص فتصبح كصفة له من عادة, ومنافذ اكتسابها قد تكون من التربية
الأسرية, أو الرفقة, أو من قدوة اتخذها الشخص لنفسه.
( الثِقة بالنفس ) كذلك تلعب دور كبير في " التسويف ", فعِندما يكون الشخص على شفا إختيار
مصيري و لا يملِك الثقة بالنفس المطلوبة حيال ذلِك الأمر, سيؤجله مما قد يؤثر عليه سلباً !
ولايُغفَل دور الوالدين الكبير في عدمّ ترسّخ ( التسويف ) في أبنائهم " فمتى حثّ " الوالدين "
أبنائهم , على " الميزانية " بين الأمور ! و الإلتزام " التام " بصغير الأمور و كبيرها :
تجدهم أنتجوا أبناءً بعيدين كُل البعد عن ( التأجيل و التسويف).
وفي دراسة علمية لكثير من الفاشلين (قرابة 100 شخص) في عدّة مجالات متنوعة مثل:
الفشل الدراسي، الفشل المهني، الفشل الاجتماعي والعائلي , كانت الصفات التي تقبع خلف العادة
هي:
(الكسل, الانتظار لحين بلوغ وقت الصفاء الذهني والتركيز العالي , التردد وضعف الثقة ,
ضعف الهمة والطموح, طول الأمل, الأعمال غير محببة )
وأعذارنا في التأجيل لاتبتعد كثيرًا عن تلك الصفات :
" امممم السااعة ثنتين .. بدري خل شويات ونصلي ظهرنا"
"الاسبوع الجاي فاضي ومخي بيكون أصفى نأجل الشغلة لذاك الوقت"
" محتارة أبدأ المشروع بنفسي والا أنتظر بعد"
"يكفيني شهادة بكالوريا وراتب يمشّي وبلا الشحططة "
"متخوّف اكلم المدير عالترقية .. بستنّى واشوف زميلي فلان"
لاتؤجل الحلّ !
1. بدايةً تعرّف على شخصك " الكريم " من أنا ؟ , ماذا أريد ؟ , ماهو وضعي بعد " عشر سنين "
؟ ؛ عِندما تتعرف على " شخصِك " و تتأقلم مع " طموحاتك " : ستقدّر ذاتك و تحاول قدر الإمكان
" الوصول " إلى ماتريده , لتثبت لها أنك : أنت / أنت !.
2. ابحث ذهنيًّا عن الأعمال والأهداف التي تَأجَّل تنفيذها, وانظر ما خلفها من مسبّبات واعزم على
معالجتها وتجاوزها شيئًا فشيئًا, ولاتنسَ أن تسأل نفسك : هل تستحق الأعذار دومًا أن نخسر
أعمالنا وأوقاتنا ؟ وإلى متَى ؟
3. صنّف الأمور حسب أهمية انجازها حتى تُحسن اداراتها, لا تخلِطها ببعضها البعض ! , فلكل
شيء مقدار من الأهمية خاص بِه ! ( رتِب أولوياتك حسب ماتراه " أنت " لا كما يقولون لك ! )
4. لا تيأس و لا تقنط ! ( فالأرزاق بيدِ الكريم ! -
وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ إِلاّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ - ) ,
ثِق أنك تستطع عمل ما تُريده طالما أنه خطر ببالك !
5. لاتحرم نفسك من الأعمال الترفيهية, واجعلها مكافآت لانجازك وتجاوزك المهام الأولية 
--
ختَامًا :
قال الإمام الغزالي :
التسويف خدعة النفس العاجزة والهمة القاعدة,
ومن عجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز !!