09/02/2003, 06:58 AM
|
|
أسوأ وزير عدل في العالم (جون أشكروفت) وزير العدل في الولايات المتحدة الأمريكية هو أسوأ وزير عدل في العالم هذا ما سوف يذكره له التاريخ .. ليس هذا فحسب بل وفي نفس الوقت أجهل وزير عدل في العالم ، وقل إن شئت أسوأ وأجهل من تولى منصب الوزارة في تاريخ الوزارات في العالم .
ولكي توافقني الرأي في الحال ودون أدنى مراجعة على أنه أسوأ وزير عدل في العالم يكفيك أن تعلم عنه أنه رفض يوما تعيين رجل أمريكي قاضيا لمجرد أنه من السود؟
وهكذا ما زال في أمريكا إلى اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين من هذه نظرته إلى من خلق الله من السود ، يرفض اشكروفت هذا وهو وزير للعدل ويا للعجب يرفض تعيين رجل أمريكي في منصب قاض كل ذنبه أن الله خلقه أسود الصورة ، ولكنه أي هذا الوزير البروتستنتي المتطرف والأبيض المتعجرف لا يعرف فضل هؤلاء السود عليه وعلى أبيه وعلى كل البيض في أمريكا !
فما قامت أمريكا هذه التي نراها بناطحات سحابها إلا على سواعد وأكتاف هؤلاء السود العظام الذين أخذوهم قسرا وخطفا من سواحل أفريقيا ، إنه حقا وزير عدل من سلالة قتلة الهنود الحمر وأول من فجروا القنابل الذرية في هيروشيما وناجازاكي !
وأسوأ ما فيه أيضا جهله ، وبرهان جهله أن يتحدث عن الإسلام ويعطي فيه تصريحات وأقوالا وهو لا يفهم ولا يعرف شيئا عن الإسلام وعن مفردات الإسلام وعن الكناية في لغة الإسلام وما تعنيه ولم يكلف نفسه قراءة شئ عما يتحدث عنه قبل إصدار التصريحات والأحكام .
يقول عن الإسلام وقد تقمص روح الواعظ الحكيم :" الإسلام دين يطلب فيه الله منك أن ترسل ابنك ليموت في سبيله ، أما المسيحية فهي عقيدة يرسل فيها الرب ابنه ليموت من أجلك ".
وهو في جهله وسطحية فهمه هنا يذكرك تماما باليهود وكفار قريش يوم نزل قول الحق تبارك وتعالى"من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " 245 سورة البقرة .
قال الأغبياء والأراذل بعدها:"إن رب محمد محتاج فقير إلينا ونحن أغنياء " وفي ذلك يقول القرطبي فهذه "جهالة لا تخفى على ذي لب".
ولو اطلع جون أشكروفت على الإسلام واللغة العربية لفهم ذلك ببساطة وعلم كيف تكون الكناية في الكلام من أبواب عظمة البلاغة القرآنية وأحاديث رسول الله ولو اطلع أكثر ربما سمع عن حديث قدسي كنَى فيه الله سبحانه وتعالى عن الفقير بنفسه وورد في هذا الحديث إخبار عن الله تعالى قوله جل وعلا " يا ابن آدم مرضت فلم تعدني واستطعمتك فلم تطعمني واستسقيتك فلم تسقني . قال يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " أخرجه مسلم والبخاري
أما اليهود وبعض الجهلة والسطحيين فيتصورون الله شخصا إذا اقترض فكأنما يرسل القرض له شخصيا عبر السماء وإذا استطعم كذلك يرسل الطعام لشخصه دون اعتبار لما في الكلام من كناية !
وكذلك الأمر في كل الآيات الواردة عن القتال والجهاد في سبيل الله فليس في الإسلام موت أو قتال البتة بغير مقتضى وبغير قضية وبغير موجب ؟!
قال تعالى :" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ..." 190 سورة البقرة
وقال تعالى :" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير"39 سورة الحج
وقال تعالى :"ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه ، فإن قاتلوكم فاقتلوهم .." 191 سورة البقرة
وقال تعالى :لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم " 8 سورة الممتحنة .
وكذلك عشرات الآيات والنصوص فلا قتال ولا موت في سبيل الله بغير قضية من قضايا الدفاع عن الأرض والعرض والعقيدة .
هذا ومن المؤكد أيضا أن جون أشكروفت يجهل عن الإسلام أنه لا قتال ولا جهاد على الابن الذي أبواه في حاجة إليه فعن ابن عمر رضي الله عنهما " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال : أحي أبواك ؟ قال نعم ، قال ففيهما فجاهد " رواه البخاري وأبو داود والنسائي والترمذي .
أي أن الذي في حاجة إلى ولده لا يرسله للموت في سبيل الله .
ورغم ذلك ومع كل ذلك لو أن الله الذي خلقك لعبادته أصلا كتب عليك ليختبر مدى طاعتك له أن تموت من أجله بدون قضية وبدون مقتضى من مقتضيات الدنيا فلم لا تطعه ؟
قال تعالى : "ولو أنَا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم " 66 سورة النساء
هذه التي ربما يقصدها جون اشكروفت لم تكتب على المسلمين لكنه يجهل ذلك لقلة معرفته بالإسلام ، هذه الآية الكريمة لما نزلت أشار رسول الله إلى عبد الله بن رواحه وقال : " لو أن الله كتب هذا لكان هذا من أولئك القليل " ، وأيضا لما نزلت قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه :" لو كتب علينا ذلك لبدأت بنفسي وأهل بيتي ."
أما بالنسبة لقول اشكروفت "أما المسيحية فهي عقيدة يرسل فيها الرب ابنه ليموت من أجلك"
فها هنا خلاف عقائدي قديم وسوف يظل كذلك حتى نعرض على الله فيفصل فيه بيننا وبينهم فنحن نؤمن أن الله أحد صمد لم يلد ولم يولد وليس له ولد ، وأن المسيح عليه السلام عليه السلام لم يقتل وإنما شبه لهم وما كان الحق تبارك وتعالى ليمكن اليهود منه قال تعالى في محكم آياته:" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " 157 سورة النساء |