لقد كنا نتعجب مما كان يفعله الأميران الحازمان محمد العبدالله الفيصل .. وخالد بن سعد ..
أشهر من عرف بالتفريط في النجوم .. العقد الشبابي الفريد الذي اعتلى الكثير من المنصات
وحصد الكثير من الألقاب .. في فترة وجيزة .. والمكتظ بالعباقرة الكرويين من أمثال فؤاد وعزيز
والمهلل وسعيد والرومي ورمزي والزيد وعواد والسمار والكلثم والداوود والحارثي والشنيف
عندما أدرك خالد بنظره الثاقب أنهم لن يقدموا المزيد .. بل ربما خشي أن يبقوا حجر عثرة في
طريق المواهب الجديدة تخلص منهم الواحد تلو الآخر .. وكأنما هو عقد تناثرت حباته وتفرقت
في أرجاء البلاد .. ولربما عادت الفائدة المادية من ورائهم باستمرار الإنجازات الشبابية عن
طريق جيل جديد تصرف عليه عقود الجيل القديم الذي لم يقصر وقدم الكثير لناديه مشكورا ..
عام 92 م وفي بطولة القارات لعب تسعة من نجوم الشباب في الشوط الثاني من المباراة
النهائية أمام الإرجنتين .. وخسروا فقط بثلاثة لواحد .. كانوا نجوما ولكن لم تدم لهم النجومية
لذا كان لزاماً أن يشملهم حكم الدهر الآذن بانطفاء النجومية والأفول .. والركون إلى السكون ..
في عام 1416 هـ لعب الأهلي أمام الهلال بعد أن أقصى النصر في مباريات تاريخية مثيرة
وفي المباراة النهائية .. الحارس الأساسي عبدالهادي حداد يتفلسف .. ويضيع الجهود فكان
أن اعتلى في الصيف قائمة المنسقين .. عبد الله سليمان يساوم .. بعيد فترة يلبس الشعار
الأزرق .. وكذلك فُعل بخالد مسعد النجم المونديالي الأنيق صاحب التمريرة الساحرة .. ساوم
فتوشح الغلالة الصفراء المقلمة بالأسود .. غير مأسوف عليهم .. إنها سياسة النادي أولاً
ومن ثم الباقي .. أثمرت الرؤى والأفكار الجادة إلى فريق أهلاوي يحصد البطولات بهدوء
وفريق شبابي ينتظر الفرصة للوثوب على البطولات .. والأيام بيني وبينكم ..
لن أتطرق لسياسة النصر فهي غير .. لأنها سياسة قمع وقهر .. ولكن ما الذي يحصل
في الهلال .. يكفي أن لاعبا مثل " حسن العتيبي " لا يوقع إلا بمليون ريال ؟؟
لدي قناعة في لاعبينا السعوديين .. وهي أنه إذا ملئ حسابه البنكي فرغ حسابه المهاري
والحماسي .. ولن أضرب أمثلة .. لأن بطولة الخليج المشؤومة خير شاهد ..
لا نريد بطولات .. لا نريد ألقاباً .. فقط نريد فريقاً يشعرنا أنه يلعب كرة قدم .. نريد أن نرى
لاعبين مهنتهم الكرة .. ويستلمون رواتب شهرية تعادل نصف الدخل السنوي للكثير من
الكادحين الذي يعملون ساعات طويلة ..
.. ..
ترى ألا يخجل لاعب يقبض عشرين ألف ريال نهاية كل شهر من إدارته .. ألا يستحي من
جمهور ناديه .. نسخر من النصر ونهزأ به ولكننا نتمنى والله نصف حماس لاعبيه .. وحرقتهم
لشعار ناديهم .. رغم ما يلاقونه من صرامة وشدة ..
أيها الجيل المتهالك .. لقد قدمت الكثير .. ولن ننسى مظاهر الفرح الكثيرة التي نثرتها سلفا
فقد أسعدتنا كثيرا .. وطالما تغنينا بك .. ولكنك الآن تقتلنا من الوريد للوريد .. وتنحر في نفوسنا
حب الكرة .. نعم صرنا نكره الكرة .. رغم أنك أنت من زادنا شغفاً بها .. شكرا لك لكن ترجل فقد
أبليت حسنا .. وقدمت ما يكفي فلم يعد لديك المزيد .. سوى زيادة الرصيد البنكي ..