غريب أمرك ياهلال !
بطل الدوري الشاق الطويل ، والمتوج بلقبه قبل جولتين من الختام ، وبدون هزيمة
بطل كأس ولي العهد بنظام خروج المغلوب ، وبخمسة في نهائي الأرض المقدسة !!
تلوّن كالحرباء تحت أشعة الشمس الصفراء ، ليكتسي بعد زرقة السماء ، صفار الوهن وغلبة الضعف وقلة الحيلة
في وقت ما تصورناك موجة مهولة ، تلتهم النوادي تباعاً ، دون أدنى رحمة
لكن واقعك خالف خيالنا ، فغرقت في موجة من عرق الرجال ، رجال الإتحاد
ليس لي وأمثالي من العشاق عزاء ، سوى أنك عودتنا ولم تفجعنا بالمفاجئه
فعهد أم صلال والوحدة ليس ببعيد ، وعهد الفرس هو الأقرب ..
للأسف بات تاريخ الهلال الآسيوي مشوهاً ، بعد أن صنعه جيل عظيم ، عظيم بحق
ليس بإمكاناته الفنية ، بل بالروح الصادقة القوية التي سكبت بين أضلعهم ، منذ أن كانوا صغاراً في مدرسة الهلال
تربوا على الضغوط الجماهيرية والإدارية ، وكانت المعادلة :
ضغوط أكبر من الجماهير = إصرار أكبر من اللاعبين
لم نكن نعرف وقتها أن الحضور والمطالب الجماهيريه هي سلاح ذو حدين
بل كان حدها واحد ، لمصلحة الهلال وعشاق الهلال فقط .
*****
" منح في محن "
حيثيات خروج الهلال هذه المرة تمنحنا ومضات يمكن من خلالها معرفة مدى صحة التوجهات النقدية التي مارسها المشجع والمسؤول الهلالي لتحديد مسببات المستوى الباهت الذي أخرج الهلال الموسم الفائت على يد ذوب أهان الإيراني .
مستوى الهلال الباهت في مباراة البارحة على ملعب عبدالله الفيصل بجدة ألغى إلى حد ما أسطورة عقدة الهلال في استاد الملك فهد والتي تبنتها مجموعة ليست بالقليلة من الجمهور الهلالي كسبب للخروج الآسيوي في الموسم الفائت ، كما أن ذات المستوى الباهت تكرر بوجود إستقرار فني بقيادة كالديرون مما يلغي العذر الأكثر تداولاً بين الجماهير الهلالية وهو نية الرحيل لدى جريتس ، الذي تبنته الإدارة الهلالية بطريقة غير مباشرة عندما أوضح رئيس النادي أن بقاء جريتس كان اجتهاداً خاطئاً ، كما أن لغة الخطاب الهلالية " الرسمية والإعلامية " تجاه البطولة الآسيوية راعت هذه المرة ما اعتبرته خطأً إدارياً في الموسم الماضي عندما أكدت على أهمية إحراز الكأس الآسيوية .
كل تلك الأعذار بالنسبة لي بينت أن العقلية النقدية الهلالية سواء على المستوى الرسمي أو الجماهيري هي في المجمل عقلية فاشلة حتى الآن ، فالخلل مازال موجوداً حتى مع إنعدام مسببات الإخفاقات السابقة .
*****
" هل يعقل أن يكون الحل بيد لاعب واحد فقط "
الكثير من الجماهير الهلالية وأنا أحدهم ، نطالب بوجود مهاجم أجنبي على مستوى عالي جداً ، وبمواصفات فنية وإمكانات رفيعة ، كون الإحصائات التهديفية للهلال على مستوى لاعبين الهجوم بقيادة ياسر القحطاني هي ضعيفة جداً ، ولا يمكن تقبلها خصوصاً مع وجود وسط ناري وصناع لعب على أعلى مستوى سواء من الأجنحة أو من العمق ، وفي ظل سيطرة هلالية مطلقة على مجريات أغلب اللقائات في الدوري أو الكأس .
كما أنه وفضلاً عن الفائدة التهديفية المتوقعة من المهاجم الأجنبي المميز فإنه يساهم في إستفزاز المهاجمين الهلاليين المحليين ، لينفضوا عنهم غبار الكسل والركون إلى ماحققوه في الماضي ، ويعودوا إلى سابق مثابرتهم وجدهم بما يخدم الهلال وتاريخ اللاعب على حد سواء .
إلا أني مؤمن بأن الحل السحري لن يكون بأقدام هذا المهاجم لوحده مهما بلغت موهبته وإمكانته ، كون الطاقة السلبية والروح الغائبة واختلال الثقة مابين الزيادة والنقصان ، ستتسلل مؤكداً إلى نفس المهاجم " الحل " ، كما تسللت إلى نفس ويلي ورادوي ولي يونغ في مساء البارحه .
فبالتالي يجب على الهلاليين إدارةً وجماهيراً أن لا يعقدوا الآمال في أقدام اللاعب الأجنبي مهما كانت موهبته ومهما ذاع صيته ، كونه أولاً وآخراً يلعب من أجل المال فقط ، والمفترض أن يأثر تفاني وحماس وإخلاص اللاعب المحلي في نفس اللاعب الأجنبي ، وليس العكس .
*****
" لا تلوموا نجوم الهلال ، ففاقد الشيء لايعطيه "
" هنا المشكلة وهنا الحل "
سبق وأن كتبت مقالاً موجهاً لرئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعد الخسارة والمستوى الباهت أمام سابهان في الرياض .
أقتبس لكم منه ماهو من وجهة نظري يبرء ساحة اللاعبين " نوعاً ما " من تحمل مسؤولية المستويات الآسيوية المخزية ، ويشخص المشكلة الحقيقية ، ليسهل إيجاد الحل الأنسب .
 | إقتباس |  | | | | | | | | تشكيلة الهلال الحالية ياسمو الأمير تضم بين صفوفها أفضل النجوم على المستوى المحلي والآسيوي ، غالبيتهم تم استقطابهم من أندية صغيرة سواءً بمنجزاتها أو بجماهيريتها ، ياسر من القادسية ، أسامة من الوحدة ، ماجد من الجبلين ، الزوري من النهضة ، نامي من الأنصار ، الغنام من الشباب ، المحياني من الوحدة . لك يا سمو الأمير أن تتخيل الفروقات المهولة بين البيت الهلالي وأجوائه الداخلية والمحيطة ، وبين أندية كالنهضة والقادسية والجبلين مثلاً . هي حقاً صدمة حضارية !! ياسمو الأمير . في الهلال لا يخلو تمرين من تواجد أعضاء شرف لهم مكانتهم البارزة في المجتمع ، وفي الهلال الفلاشات والأضواء مسلطة على اللاعبين بشكل لم يعهدوه من قبل ، وعن الهلال ونجومه الكل يكتب ويتكلم ويفرد المساحة الأكبر من صحيفته أو موقعه الإلكتروني ، وفي الهلال كثافة جماهيرية رهيبة تضغط على اللاعب وتأتيه من كل الطرق المؤديه ، سواءً بالإتصالات أو الرسائل النصية أو المشافهة أو الحضور في المدرجات ، وفي الهلال جمهور عاشق لايمل المطالبة ولا يشبع من الذهب والإنتصارات وهو فعلاً لايرحم !! ناهيك عن الضغط الأكبر والمتمثل في نشوء عقدة الآسيوية ، وتحمّل هذا الجيل الهلالي لها ، وهو الغير مؤهل من الأساس لتحمل أي ضغوط سمو الأمير . في السابق كان نجوم الهلال يملكون الواح الركوب لموجات الضغط الجماهيري والتخدير الإعلامي ليستفيدوا من تلك الموجات في دفعهم للأمام بقوة إستثنائية تطيح بخصومهم الواحد تلو الآخر حتى إحراز اللقب . بينما النجوم الحاليين لا يملكون مثل هذه الألواح لأنها توزع لخريجي الفئات السنية فقط ، فهم من تربى على الضغوط والمطالبات الجماهيرية المهولة . أنا هنا لا أتهم لاعبينا بالتخاذل مطلقاً ، لكني مؤمن بأنهم يعانون من إيجاد الحل لتجاوز هذه الضغوط ، ويمتلكون رغبةً في تحقيق الإنتصارات أكثر حتى من تلك التي يملكها الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس النادي شفاه الله . سمو الأمير . اللاعبين ليسوا بحاجة لمن يخفف عنهم الضغوط ، أو يزيله عنهم بتصريح مقتضب ، أو طبطبة على الكتوف ، بل هم بحاجة لمن يعلمهم كيفية تدويرها للإستفادة منها ، هم بحاجة ماسّة لمن يعلمهم كيف يستمدون الطاقة الإيجابية من 70 ألف مشجع ومناصر لهم على أرضهم وفي مدرجاتهم ، فليس من المعقول أو المنطقي أن يكون الهلال خارج أرضه أفضل منه داخلها ، سواءً بالمستوى أو النتيجة ، والأرقام لاتكذب أبداً !! سمو الأمير . ساعة أو اثنتين مع معد نفسي في معسكر النادي قبل المباريات ، كافية لتشخيص حالة الثقة لدى نجومنا ، فإما تعزيزها إن كانت ضعيفة ، أو تقليلها إن كانت زائدة ، لتظهر قدراتهم المعروفة عنهم ، ويسيروا بالفريق بإذن الله على درب الذهب . | |  | |  | |
إلى هنا وأكتفي ، فهذا كما رأيته هو الحل الحقيقي لمشكلة المستوى المخزي للهلال في المباريات المصيرية في آسيا بالذات ، وخصوصاً مع إفتقار الهلال منذ سنوات للشخصية القيادية المهابة في أرض الملعب والتي من شأنها تحفيز اللاعبين وتوجيههم وتوبيخهم إن لزم الأمر .
أتمنى من الجماهير الهلالية العاشقة حقاً ومن إعلاميي الهلال الغيورين أن يبحثوا بشكل موضوعي أسباب إنفصام شخصية الفريق مابين المنافسات المحليه والبطولة الآسيوية ، فالهلال في أمس الحاجة إلى نظرة نقدية متزنة بعيداً عن العاطفة المتطرفة يميناً نحو التطبيل أو شمالاً نحو التجريح وتصفية الحسابات .
فالهلال وإدارته ملك لجمهوره .
حتى الموسم الآسيوي القادم ، صبر جميل والله المستعان
كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال
أخوكم / أبو سواج
كونوا بخير ،،
.
.
.
.
.