[c]الضغوط المرعبه [/c]
لم تعد كرة القدم كما كانت عليه في السابق ، فقد تغيرت ملامحها وتغيرت أشياء كثيرة من حولها ، وعلى الجميع من لاعبين ومدربين ومديرين وإداريين وجمهور أن يدركو هذه الحقيقة ويتقبلوا هذه المتغيرات أو يتفاعلوا معها.
ذا أجد من الأجدر أن يتحدث المتابعون والمشجعون عامة ، والصحفيون والنقاد والرياضيون خاصة عن الكرة داهل الملعب ، فهذا أفضل بكثير مما لو تحدثوا عن العقود والرواتب التي يتقاضاها اللاعبون ، وكذلك أن يوفروا جهودهم لما هو أهم من المداخيل لأنني أرى أن كرة القدم تمر بأزمة حقيقية وعلينا أن نقف معاً للتخفيف من هذه الأزمة ومعالجة بعض فصولها ومن جانبي لو شعرت بأن هناك ضرورة لتقليص راتبي لفعلت هذا من دون ابطاء.
لقد تعرضت للكثير من الرقابة والمتابعه وما تبعها من "أقاويل" في مسيرتي الكروية ، وتعلمت جيداً من هذه الدروس أثناء وجودي مع اليوفينتوس، وأدركت قوة الحملات التي تقودها وسائل الاعلام والصحافة في أي مجال تريد خوضه ، فعندما فاز منتخبنا الفرنسي بكأس العالم عام 1998م رفعتنا الصحافة الى السماء ، ولما سائت نتائجنا في مونديال كوريا واليابان جاءت الانتقادات حادة وقاسية .. هذه هي القاعدة ن ولكن يجب أن يدرك الآخرون ، أن هناك أشياء أكثر أهمية من الفوز والخسارة في مباراة كرة القدم ، هنالك الاسرة والأطفال.
على المستوى الشخصي أشعر بأنني حققت كل ما حلمت به ، فحملت كأس العالم وكأس رابطة الأندية الأوروبيه لأول مرة في مسيرتي الكروية ، وفي أول موسم لي في نادي القرن ريال مدريد ، وتمنيت الفوز بكأس السوبر على فينوورد الهولندي وتمكنا من ذلك ، وأعتقد أننا في الريال سنؤدي بطريقة أفضل بعد إنضمام رونالدو الذي يعتبر أفضل مهاجم في العالم .
هناك أمور عديدة يكمن التحدث عنها ، ومنها مشكلات وقضايا ن فالاندية التي تضم بين صفوفها "35" محترفاً تعاني مشكلة عدم قدرة هؤلاء اللاعبين على اللعب واكتساب المزيد من الخبرة أو بالأحرى هناك لاعبون لايجدون أندية مناسبة ، وهناك أنتقالات نفادها أن ريال مدريد يبيع ولا يشتري ، لكن صفقة رونالدو أكدت غير ذلك.
خرجت من مونديال كوريا واليابان بعدد من السلبيات أولها الاصابه التي تعرضت لها ، وما كان علي أن أخوض المباراة الودية أمام كوريا قبل انطلاق النهائيات ، والحق أنني قد طلبت من المدرب لومير اللعب في هذه المباراة وكان ذلك على مسؤليتي الشخصية.
لقد اعتزل بعض زملائي اللعب دولياً لأن الضغوط التي ترافق مشاركتنا الدولية مرعبه وكبيرة ، لكنني مازلت أعشق اللعبه وأسعد عندما ألعب لمنتخب بلادي وأتمنى أن اساهم في فوز فرنسا ببطولة أمم أوروبا 2004م للمرة الثانية على التوالي ..
ومن يعلم ماذا سيحدث في عالم كرة القدم ؟

زين الدين زيدان