راشد الحكيم.. موهبة جديدة تدخل بوابة الشهرة في كرة السلة الأميركية
غينزفيل (فلوريدا): ديفيد جونز *
اعتاد راشد الحكيم كل صباح ان يحمل متاعه اليومي متوجها الى محطة القطارات ليبدأ رحلته المعتادة الى مدرسة تشارلستاون الثانوية عبر نهر تشارلز في وسط مدينة بوسطن. وعلى الرغم من ان الرحلة اليومية ذهابا وايابا تستغرق اربع ساعات، لكن مدرب ثانوية تشارلستاون جاك اوبرايان لم يشعر يوماً بالقلق ازاء احتمال عدم تمكن راشد من الحضور بشكل يومي كما يقول.
التحق راشد هذا العام بجامعة فلوريدا وبدأ الموسم الرياضي بداية موفقة مسجلا 11 نقطة ضد «ايسترن إلينوي» ويعتقد مدربا تشارلستاون وغاتور ان راشد سيكون لاعبا متميزا بسبب دينه، فهو يخصص الجزء الرئيسي من وقته لكرة السلة وبقية الوقت لواجباته الدينية اليومية، اذ يصلي خمس مرات ويصوم شهر رمضان، بل يشارك في التدريبات وهو صائم ولا يأخذ استراحة حتى لشرب الماء.
يقول المدربان إن راشد يتمتع بمستوى عالٍ من الانضباط، لكن هذا الالتزام في ما يبدو سمة مهمة في الحي الذي يسكن فيه، حيث تكثر المشاكل والمشاجرات العنيفة، فالعديد من اصدقائه تعرضوا للطعن، اما العراك والشجار العنيف فيعتبر ظاهرة منتشرة في الحي. راشد من جانبه، يقول إنه لا يشعر بالخوف، لكنه يرغب في الانتقال خارج بوسطن، لأنه اذا ظل مقيما حيث هو الآن فلن يتمكن من تحقيق طموحاته.
أما المدرب اوبرايان. فيرى انهم يراقبون راشد بدافع الاهتمام به كلاعب كرة سلة شاب، إذ يتحدثون معه باستمرار ويخرجون معه ويتأكدون انه ذهب الى الدراسة في الموعد المحدد.
ويضيف اوبرايان ان انضباط راشد وجديته ساعدا على تسهيل مهمة متابعته والاهتمام بمواهبه.
يرتدي راشد الملابس التي يرتديها عادة الشبان هنا، اذ ليس هناك ما يميزه ويشير الى انه مسلم. ويقول راشد نفسه ان الصور النمطية السائدة حول المسلمين مضللة. فما يزيد على نسبة 80 في المائة من المسلمين غير عرب. وإذا ما أخذنا في الاعتبار عدد المسلمين في العالم (1.3 بليون)، فان الاسلام يشكل ثاني اكبر ديانة في العالم. ويمارس معظم المسلمين دينهم على اساس الاعتقاد في ان الاسلام يحرم مخالفة القانون.
ويضيف راشد انه يحاول باستمرار ان يعكس هذا الجانب الايجابي، مؤكدا ان البعض يوجهون له اسئلة مثل «هل كل المسلمين هكذا؟» و«هل يفجر المسلمون البنايات؟»، على مثل هذه الاسئلة يجيبهم راشد بأن الامر ليس كذلك وان ما يقولونه لا صلة له بالمسلمين.
وفيما تستعد بقية الفرق لخوض كل مباراة، يؤدي راشد صلاته بهدوء. كما انه يبقى داخل غرفته بالفندق ليصلي في الوقت الذي يستعد فيه الفريق للخروج في نزهة حول مدينة نيويورك خلال الفترة التي تسبق الموسم، اذ صادفت آخر جولة شهر رمضان الماضي.
ويعتبر راشد جزءا من فريق لكنه يشعر بالوحدة احيانا، خاصة عندما يسمع عبارة «ارهابيين مسلمين» من على شاشات التلفزيون.
ويقول المدرب دونوفان إن راشد انسان، لذا فمن الخطأ ان يطلق الناس تعميمات بأن كل المسلمين اشخاص يتسمون بالسوء. ويعتقد دونوفان ان هناك من يأخذ الدين خارج السياق، وان هناك الكثير من المسلمين الذين يفعلون اشياء ايجابية ويدفعون في نفس الوقت ثمنا غاليا لهذا السبب.
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
منقول (الشرق الاوسط )