المباراة مثيرة وحماسية في عنوانها
التعادل الإيجابي‏..‏ كانت نتيجتها الرضا والقناعة بأحداثها كان شعار مدربي ولاعبي الفريقين‏.‏
الأهداف الأربعة‏..‏ أضفت عليها الاثارة والمتعة‏..‏ وحماس وجهد اللاعبين ساعد في انجاحها‏.‏
هكذا جاءت القمة‏90‏ بين الأهلي والزمالك التي سارت بين مد وجزر منهما‏,‏ يتقدم الزمالك ويتعادل الأهلي‏..‏ يسيطر أحدهما ويتماسك الآخر‏..‏ الشفرة الدفاعية للفريقين تم فك بعض رموزها‏..‏ واستعصت معظمها‏..‏ أسلحة الهجوم الشامل تم تدمير أغلبها عن طريق المدافعين‏..‏ إدارة المباراة فنيا وتكتيكيا من المدربين كانت رائعة‏,‏ فخرجت المباراة بهذا الشكل الممتع والمثير والمشرف‏!‏

‏**‏ وعن المباراة نقول‏:‏
بدأ الأهلي بأقوي تشكيل له داخل الملعب وأقوي احتياطي علي الدكة‏..‏ فيكفي أن دكة البدلاء تضمنت خالد بيبو ورضا شحاتة ومحمد فضل وأبو مسلم وعادل مصطفي وأحمد السيد‏.‏
وفي المقابل‏..‏ بدأ الزمالك وقد غاب عنه عناصر بارزة علي رأسها حازم إمام وحسام حسن ومحمد أبو العلا وحسام عبد المنعم‏..‏ ولم تتضمن دكة الاحتياطي من القوة الضاربة سوي محمد صبري وطارق السعيد ومعهما محمد كمونة وأحمد عمران ومحمد صديق وأسامة نبيه‏.‏

‏*‏ علي الورق‏..‏ بدأ الأهلي بطريقة‏3‏ ـ‏4‏ ـ‏3‏ بوجود ثلاثي الدفاع هادي خشبة وأمامه وائل جمعة وشادي محمد‏..‏ ثم رباعي الوسط ياسر رضوان وحسام غالي ومحمد جودة ومحمد عمارة‏..‏ ثم ثلاثي هجوم علي شكل المثلث رأسه هو أحمد بلال وقاعدته سيد عبد الحفيظ وجلبرتو‏.‏
أما الزمالك فلعب بطريقته المعتادة‏3‏ ـ‏5‏ ـ‏2‏ وضم الدفاع وائل القباني وأمامه بشير ومدحت وظهيرا جنب أحمد صالح وطارق السيد‏..‏ وفي الوسط الثلاثي خالد الغندور وتامر عبد الحميد ومحمد عبد الواحد‏..‏ وفي الهجوم الثنائي جمال حمزة وعبد الحليم علي‏.‏
ومن التشكيل وطريقة اللعب وضح أن قوة الفريقين تكمن في وسط الملعب‏..‏ حيث تميز كل خط في الفريقين بقوة هجومية ضاربة تمثلت في عبد الحفيظ وجلبرتو وجودة وحسام غالي في الأهلي‏..‏ ومحمد عبد الواحد والغندور في الزمالك‏..‏ وان كان يبدو ان الغلبة للأهلي لوجود الكثرة العددية من جانب‏,‏ والمهارة الهجومية من جانب آخر‏..‏ بعكس الزمالك الذي يلجأ دائما الي الاستعانة بظهيري الجنب في القيام بالمساندة الهجومية‏.‏

‏*‏ بدأت المباراة وسط حضور جماهيري اهلاوي مكثف ملأ كل الأماكن المخصصة له وامتد لاحتلال جزء من مدرجات الزمالك التي بدات أقل عددا وحضورا‏..‏ وربما يرجع احجام جماهير الزمالك عن الحضور الي عدم اطمئنانها علي النتيجة نظرا لغياب عناصر مؤثرة وخشيتها من تكرار احداث نكسة مايو الشهيرة بمباراة الستة‏..‏ في المقابل زحفت جماهير الأهلي بكثافة لاطمئنانها الي مستوي فريقها ووفرة اللاعبين والتمني بتكرار احداث المباراة الأخيرة‏!.‏

‏*‏ لم تستمر فترة جس النبض طويلا‏..‏ فلقد فاجأ مدحت عبد الهادي كل من في الاستاد وحول شاشة التليفزيون بهدف جميل بعد ان قطع الكرة من منتصف الملعب وتقدم بالكرة دون أي مضايقة من لاعبي الأهلي الذين اكتفوا بالقيام بدور حرس الشرف‏..‏ وقبل منطقة الـ‏18‏ سدد مدحت بيمناه قوية علي يسار عصام الحضري‏..‏ليسجل هدفا زملكاويا‏!‏
وفي أول هجمة منظمة للأهلي في الدقيقة‏14‏ عرقل تامر عبدالحميد أحمد بلال ولم يتردد الحكم رينيه الثامن الانجليزي في احتساب ضربة جزاء سجل منها محمد جودة هدف التعادل‏.‏
لم يكد جمهور الأهلي يفرح‏..‏ ولم يكد جمهور الزمالك يحزن‏..‏ حتي أعلنت جبهة الإنقاذ اليسري في الزمالك مسئوليتها عن الهدف الثاني للزمالك‏..‏ من كرة عرضية أرسلها طارق السيد‏,‏ هيأها وائل جمعة دون أن يدري للمدفعجي محمد عبدالواحد الذي سدد الكرة بيسراه مباشرة علي يسار الحضري في نفس المكان‏,‏ مسجلا الهدف الثاني‏.‏

‏*‏ وضحت قوة الزمالك في عاملين أساسيين‏,‏ الأول الضغط القوي علي لاعب الأهلي‏,‏ الذي بحوزته الكرة‏,‏ والثاني ارسال التمريرات السريعة والأمامية علي الأجناب في المساحات الخالية‏..‏ في حين وضحت قوة الأهلي في تحركات لاعبي الوسط في كل مكان وان كان البطء أفسد الكثير من هجماته‏..‏ وعن طريق لاعبي الوسط تمكن سيد عبدالحفيظ قبل نهاية الشوط الأول من تسجيل هدف التعادل بتسديدة قوية مباشرة من الكرة التي هيأها له أحمد بلال‏.‏

‏*‏ السيطرة متبادلة‏..‏ ولكل من الفريقين طريقته في شن الهجمات ومحاولة فرض أسلوبه علي الآخر‏,‏ وان كانت السيطرة أكثر للأهلي لاسيما في وسط الملعب‏..‏ ومع سيطرة الأهلي وتكثيف هجماته حدث نوع من التهتهة الكروية للاعبي الزمالك‏,‏ استغلها لاعبو الأهلي وزادت خطورتهم‏..‏ وتألق مدحت عبدالهادي ثلاث مرات في انقاذ مرماه من ثلاثة أهداف مؤكدة‏..‏ وبرغم ذلك فلم يكن أحد يعلم من الذي سينهي الموقف لمصلحته عندما اقترب الشوط الأول من نهايته‏.‏

‏*‏ ولأن المباراة في شوطها الأول جاءت ممتعة وسريعة وحماسية‏,‏ فإن الجماهير في المدرجات التزمت الصمت‏..‏ ربما لأنها أبت أن تشغل نفسها بالهتافات عن متابعة هذا الأداء الجميل والتحركات الرائعة والسيطرة المتبادلة والأهداف المباغتة‏.‏

‏*‏ لم يكن ربع ساعة الأول من الشوط الثاني مثل مثيله في الشوط الأول‏..‏ وإن كان الأهلي الأكثر خطورة وسرعة والدليل انه كاد يسجل هدفين في خلال هذه المدة‏,‏ المرة الأولي عندما انفرد سيد عبد الحفيظ بانطلاقاته واختراقاته ولكن حارس المرمي عبد الواحد السيد أنقذ الموقف‏..‏ والثاني عندما انفرد جلبرتو من كرة ضالة ولكنه تسرع وسدد في يد عبد الواحد ولو أنه فكر ونظر لمرر الي احمد بلال المنفرد‏.‏

‏*‏ عندما فقد الزمالك ميزته في الضغط علي لاعبي الأهلي‏..‏ غاب عن الملعب وأصبحت هجمات لاعبيه كمن يحاول ان يشعل النار في ورقة مبللة بالماء‏!‏ فقد استطاع بونفرير ان يوقف مفاتيح لعب الزمالك الواحد تلو الآخر‏,‏ حتي توقف لاعبو الزمالك عن الدوران‏!..‏ ولعب الأهلي بنفس أسلوب لعب الزمالك في الشوط الأول وهو الضغط المباشر والسريع علي لاعبي الزمالك عند استحواذهم علي الكرة‏!.‏

‏*‏ لم يكن التغيير الذي أجراه كابرال المدير الفني للزمالك مع بداية الشوط الثاني بنزول طارق السعيد بدلا من الغندور له أي أثر إيجابي علي الزمالك لا هجوميا ولا دفاعيا‏..‏ فقد كان الغندور اكثر نشاطا وحركة وشغل الجبهة اليمني مع أحمد صالح‏..‏ أما طارق السعيد فقد انضم تلقائيا الي الجانب الأيسر مع محمد عبد الواحد وطارق السيد‏,‏ فكان هناك ما يشبه الزحمة التي لامبرر لها وكان تحرك طارق في الملعب كمن يجري دون وعي وكأنه يهرب أو كأن جلادا يطارده فيفقد الكرة بسهولة‏!.‏

‏*‏ برغم اختفاء بلال‏..‏ الا انه كان يظهر بين الحين والآخر مشكلا بعض الخطورة علي مرمي الزمالك ويكفي انه صنع ضربة الجزاء التي جاء منها هدف الأهلي الأول‏..‏ وصنع الهدف الثاني‏..‏ في المقابل كان الاختفاء التام لعبد الحليم علي الذي وضح وكأنه يبحث عن شئ مفقود‏..‏ عن مصباح علاء الدين أو خاتم سليمان ليختفي به عن مراقبة دفاع الأهلي له‏..‏ ونفس الشيء جمال حمزة المهاجم الثاني للزمالك‏..‏

‏*‏ عندما شعر كابرال بحالة التوهان في فريقه وفقد سيطرته علي وسط الملعب حاول إصلاح الأمر بنزول محمد كمونة بدلا من طارق السيد‏..‏ ليصبح كمونة لاعب ارتكاز ثانيا بجوار تامر عبد الحميد‏..‏ وفي المقابل طمع بونفرير أكثر في المباراة فأخرج سيد عبد الحفيظ لاعب الوسط وأشرك خالد بيبو ليلعب برأسي حربة‏,‏ وهما بلال وبيبو‏..‏ تغيير الزمالك استعاد به بعض الشيء فقد عاد التوازن لوسط ملعب الزمالك‏..‏ في حين لم يستفد الأهلي من خالد بيبو بعد أن انقطعت عنه وعن بلال مصادر التمويل‏..‏ ومع ذلك بدا برغم اقتراب المباراة من نهايتها ان الأهلي اكثر طمعا في احراز هدف الفوز وان الزمالك اكثر حرصا علي التعادل فلعل لاعبيه تيقنوا من انه افيد واحسن في ظل الظروف التي خاضوا خلالها المباراة والتي تمثلت في غياب عناصر اساسية وفي وجود ظلال كئيبة تذكر بموقعة الأهداف الستة‏..‏ ولتأكيد ما نقوله قام بونفرير بسحب أحمد بلال والدفع بمحمد فضل‏,‏ ولكن ذلك لم يشفع في تغيير النتيجة‏,‏ ليطلق الحكم صافرته معلنا انتهاء المباراة بالتعادل الذي رضي به الفريقين وجمهورهما‏..‏ ورجال الأمن بعد أن نامت القاهرة دون ضوضاء‏!.‏

‏*‏ وبالتعادل‏..‏ بقي الأمر كما هو عليه في القمة‏..‏ الصدارة للأهلي‏..‏ والملاحقة من الزمالك الذي استطاع أن يتجاوز ويتخلص من آثار المباراة السابقة ويثبت لاعبوه انهم يستطيعون مواجهة كل الظروف وفي غياب أي لاعب وأنهي الأهلي الدور الأول بلا هزيمة‏..‏ وإن توقفت سلسلة الانتصارات عند المباراة رقم‏13.‏

للتسجيل
‏}‏ النتيجة‏:2/2‏
‏}‏ الأهداف‏:‏ مدحت عبدالهادي ومحمد عبدالواحد
محمد جودة وسيد عبدالحفيظ

‏}‏ الأهلي‏:‏ الحضري ـ خشبة ـ وائل جمعة ـ شادي محمد ـ ياسر رضوان ـ محمد عمارة ـ سيد عبدالحفيظ‏(‏ بيبو‏)‏ ـ جلبيرتو ـ حسام غالي ـ محمد جودة ـ أحمد بلال‏.‏
‏}‏ الزمالك‏:‏ عبدالواحد السيد ـ القباني ـ بشير ـ مدحت ـ طارق السيد‏(‏ محمد كمونة‏)‏ ـ أحمد صالح ـ الغندور‏(‏ طارق السعيد‏)‏ ـ مدحت عبدالهادي ـ محمد عبدالواحد ـ جمال ـ جمال حمزة ـ عبدالحليم علي‏.‏
‏}‏ الحكم‏:‏ يوريا رينيه‏(‏ انجلترا‏)‏

رجل المباراة الأول
استحق مدحت عبدالهادي مدافع الزمالك لقب رجل المباراة الأول‏..‏ فقد سجل هدف فريقه الأول من تسديدة قوية‏..‏ وفي الوقت نفسه نجح في دوره الدفاعي علي أكمل وجه وانقذ بمفرده‏3‏ أهداف محققة للأهلي من انفرادات تامة كان لتدخله في الوقت المناسب الفضل في انقاذها‏..‏ وفي المقابل استحق حسام غالي لقب الأبرز في صفوف الأهلي بقيامه بدور مزدوج دفاعا وهجوما‏.‏