
03/05/2011, 04:49 AM
|
 | زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 15/02/2010 المكان: عيّت يدي على وداعك تهتدي !!
مشاركات: 29
| |
إستقالة ... ( فانتازيا مابعد الموت ! ) بسم الله الرحمن الرحيم * ذات لقاء كتب أحدهم لرئيس تحريره : هي تجربة حياتية قصيرة , أحسبها تجربة عميقة طويلة بالقياس النفسي والفكري , كان حافزي فيها تراكم السنين القصيرة الماضية , بثقلها النفسي الذي أثقل ظهري وأعيى ضميري , والعريضة بالأمآل والطموحات , كعادتنا نحن البشر في حب الحياة والتشبت بها , ولكن لكل شيء نهاية , وكما تعلم أن النفس البشرية طاقة , هاأنا أعلن إستقالتي وأتمنى قبولك لها . فاأنا أدركت أخيراً وإن أتى الإدراك متأخراً فلابأس فنحن نتعلم الغباء وكيف نكون حمقى بإمتياز في صفحات الجرائد , فاأحياناً وكثيراًََ مانتخلى عن عقولنا وفكرنا لمجرد قضية وعاطفة جياشة متجاوزين يقظة الضمير ويقظة الحق ويقظة المنطق حتى أننا نلبس الأقنعة ونشرب كأس النفاق , ونتنفس هواء الكذب والتفاهات , والأدهى من ذلك نعلّل بإصلاح المجتمع ونحن من يحتاج للإصلاح . حركتنا في الإعلام لازالت حركة عشوائية متخبطة تتحكم فيها الأنا والمصلحة الفردية ونكتب ليرضى المسؤول ويضخنا بالأرصدة العنترية ... مازلت أذكر أول يوم قابلتك فيه عندما حدّثتني قائلاً أن الصحفي الموهوب هو من لايعارض بين إخضاع النص القابل للتأويل والتفسير لحيثيات وإملاءات الواقع وإلحاحات العصر , بعيداً عن الجمود والمواضيع النقلية المحنطة , وتفسيرات القرون المتهالكة نفسياً وحضارياً . كنت صغيراً أصغر من أن أستوعب ماقلت , عندها سألتك عن قصدك , قلت وأنت تبتسم لدرجة إشعاع الفلج بأسنانك. إشطح وسوف تصل , وهاأنا شطحت وفعلاً وصلت , ولامانع بأن اقول لك أني كذبت مراراً وتكراراً , وظلمت زوراً وبهتاناً , وأنني زوّرت وضللت , نشرت الكذب في كل حي , الصغار والكبار , الرجال والنساء , كان الكل يقين فأدخلت الشكوك ليصبح الأمر أكثر إثارة , رأيك هو الصواب والموت لبقيّة الأراء , شعار كنت أطمح إليه , فلقد مللت الضجّة التي تصاحب الحوارات وإطلاق الإتهامات من هنا وهناك , هذا ماكنت أشعر به ويجب أن يشعر به الجميع , والجميع هنا مغفل , أكتب فيٌلهموني , أكذب فيصٌدقوني , أحاول أن اكون في المنتصف فأصبح منافق ومرتزق !! أرأيت كم هي كثيرة الإشكاليات والعقبات التي تقف حائلاً دون إنطلاق الصحفي ليعيش مهنته بكل أمانة وحريّة وبساطة وتلقائية , حتى أن بعض رؤوساء التحرير ولاتسألني عن نفسك إذا كنت منهم لأن ذلك الأمر لايهم , فأنت رئيس ناجح , علاقتك مع أصحاب البشوت في حالة ترابط , تملك المنصب والإحترام والمال والدهاء الذي بطبيعة الحال يختلف عن الذكاء ولكن هذا الأمر ليس مدعاة للشرح ولاأعتقد أن موضعه هنا مناسب , دعني أعود لنقطة رؤوساء التحرير , نعم فالبعض منهم يسعى في تكريس مستمر إلى تنحية الموهوب والمتفوق عن الطريق , بأدوات تجميد مكرّرة , وإنحياز للتخلف وثقافة الإنحطاط , وإيقاف المسيرات الناجحة , ومع ذلك يظل العمل السليم والنوايا الأكثر سلامة , والرغبة الصادقة في العطاء , والإيمان بصعوبة المهمة , وكسر جسور التبرير والتفسير والتوقف يدفع إلى النجاح والإبداع ولو متأخراً , ولكن الإصطدام مع قوة السلطة الإجتماعية من الطرف الآخر كثيراً ماتكون العائق , وليتك تدرك كم هي الضغوط التي تُمارس لكي يكون الصحفي مستلهماً من ذاته مايحقق لذّّاته !! وهذه العقبات والضغوطات هنا وهناك هي من جعلت الصحفي يعيش في حالة صراع مع ذاته , وهذا الصراع المرير يوّرث الإحباط والألم , ويفقد الإنسان توازنه وروحه . فالمسؤول وصاحب المصلحة والمستفيد سيصفق له إذا كتب , وسيصدقه إذا كذب , وسيتراقص له إذا طبّل وياللسعادة إذا أتى مع التصفيق والتصديق والتراقص الأوراق الزرقاء ولابأس بالعربات الفارهة , لذا الصحفي لايٌلام إذا وجدته يكتب ويفعل أشياء كثيرة تتناقض مع قناعاته من أجل إرضاء من حوله , فأنا على سبيل المثال كنت أكذب في الصباح لتجدني معزوم على وليمة في المساء , وأطبّل في المساء لتجدني أراجع أحد البنوك في الصباح , فعلاً إنها فانتازيا مابعد الموت ! ع . ع . س
|