المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 27/01/2003, 03:20 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/01/2002
المكان: أرض الكنانه ..
مشاركات: 7,005
Unhappy ترى هل هذه القصة حقيقية؟ ام رعب ام دمويه ؟؟؟؟

يمكن التعامل مع حكاية المواطن المصرى محمد كمال حشمت على طريقتين، الأولى: طريقة الأفلام الميلودرامية وفيها كثير من الدموع وقليل من العقل، وعلى العكس منها الطريقة الثانية بأن نلغى العواطف وننظر إلى الحكاية على أنها مشكلة قانونية يمكن الوصول فيها إلى حل لصالح أو ضد محمد كمال حشمت بمواد القانون وألاعيبه فقط!
لكن الحقيقة ان حكاية محمد كمال حشمت أكبر من مشكلة قانونية وأعمق من المأساة. فهى إلى حد كبير تلخص نظرة الغرب إلى الشرق.. العربى.. المسلم!
بدأنا الحوار مع محمد كمال حشمت بهذا السؤال: هل كنت تبحث عن فتاة أجنبية لتتزوجها بحثا عن مزايا؟!
أجاب : أبدا على الإطلاق وإليكم تفاصيل ما حدث:
فى أحد أيام شهر أغسطس من عام 1989 رأيت فاطمة لأول مرة، بالطبع لم يكن حتى هذا التاريخ اسمها فاطمة ولكن كان اسمها (يولنتا) جاءت من بلدها بولندا إلى مصر ضمن وفد سياحى لتزورها، والتقينا صدفة أمام واجهة أحد الفنادق أنا أضبط كاميراتى لأصور واجهة الفندق الذى أقوم بتصميم مطبوعة له فهذا عملى وهى غريبة تبحث عن شىء ما، وعطلتنى أكثر من مرة لتستفسر عن شىء، فلفت نظرها ولفتت نظرى.
كنت وفاطمة متماثلين فى العمر كلانا بلغ الثلاثين وكلانا لديه رؤية واضحة عما يريد.. هى قرأت عن الإسلام قبل أن تأتى إلى مصر لأكثر من عامين واقتنعت به عقليا، وجاءت تبحث فى مصر عن الاقتناع الوجدانى وأنا أبحث عن شريك فى رحلة الحياة يحمل فى قلبه عاطفة فياضة ويستطيع عقله أن يرتب فوضى حياة فنان ليتفرغ لإبداع فنه.
أسبوع كان كافيا أن نقرر أنا وفاطمة الارتباط. وذهبنا إلى الأزهر لتعلن فاطمة إسلامها ويعقد قراننا الشيخ المرحوم جاد الحق، وغادر رفاق فاطمة فى الرحلة السياحية مصر لكن فاطمة بقيت فى بيت الزوجية لمدة شهر قررت بعده أن تسافر إلى بولندا لتنهى جميع ارتباطاتها هناك.
صورتنا وصورتهم!
فى بولندا استقبلوا فاطمة المسلمة التى لم تعد يولنتا الكاثوليكية، استقبالا سيئا.. أهلها وزملاؤها فى العمل الذين أطلقوا عليها الإشاعات كانوا يعلمون قبل ذهابها إلى مصر أنها تدرس الإسلام وهى الآن تعود إليهم مسلمة ومتزوجة من عربى، وبلاد العرب-فى نظرهم-هى مواخير للدعارة ومجتمعات همجية.. وقل ما شئت عن الصورة السيئة التى يحملها البولنديون عن المجتمع العربى، والتى ساهم العرب-أنفسهم-بسلوكهم وأفعالهم فى جزء منها وتكفل بالجزء الباقى الميراث الدينى للشعوب الأوروبية الأصولية، وهذا يخالف ما نعتقده نحن عن بلد مثل بولندا فأكثرنا يعتقد أنها دولة شيوعية ليس للدين مكان فيها، لكن الحقيقة أنها دولة أصولية كاثوليكية كانت فى هذا التاريخ الذى التقيت فيه فاطمة تتمرد على الحكم الشيوعى، وتصعد منظمة التضامن على مسرح الأحداث لتحكمها ممثلة فى زعيمها ليش فاونسا، وتظهر بولندا وجهها الدينى المتزمت لكن لم تتخلص من بقايا حرب أهلية وبوليس تحول إلى ما يشبه الميليشيات المسلحة.
ابحث عن الحماة !
شهران قضتهما فاطمة فى بولندا وعادت إلى ولم تخبرنى بما عانته هناك وخاصة من أمها التى تحمل ميراثا رهيبا من الحقد والعقد النفسية بسبب فشلها فى زيجتها وفى علاقتها بابنتها.. وعرفت كل ذلك فيما بعد.
فى مصر أنجبنا ابنتنا الأولى وأسميناها زينب وبعد قليل سافرت إلى بولندا لأول مرة مع فاطمة وتركنا الطفلة لترعاها أمى بناء على طلب الأخيرة ومباركة فاطمة.. سافرت وأنا خالى الذهن متشوق لرؤية بلد فاطمة والتعرف على أهلها لكن نظرة الاحتقار التى رأيتها فى عينى حماتى عند لقائى الأول بها لم تكن لتخطئها عيناى، وفيما بعد قالت حماتى للصحافة البولندية تصف هذا اللقاء: (لقد شعرت بالعار وأنا أرى ابنتى تسير بجوار هذا القرد ) كانت الرحلة قصيرة ومن بولندا توجهت إلى أكثر من بلد أوروبى فى رحلات عمل وغياب وعودة إلى مصر لأكثر من أربع سنوات أنجبت خلالها فاطمة ابنتنا الثانية شيماء، ثم بعد قليل أبدت فاطمة رغبتها فى الإنجاب مرة ثالثة فأنجبنا مريم وبعدها زمزم.
وكان قد مر على زواجنا ما يقرب من تسع سنوات عندما استقر بنا المطاف فى بولندا وفاطمة حامل فى ابننا الأخير طه الذى قدر الأطباء أنه سوف يأتى إلى الدنيا فى منتصف شهر نوفمبر (من عام 1998) لكن الذى حدث أنه قبل هذا التاريخ بشهر أو بالتحديد فجر يوم 19 أكتوبر 1998 تناهى إلى سمعى صوت استغاثة فاطمة يأتى من الحمام وعندما هرعت إليها وجدتها ممدة فى البانيو وقد خرج جنينها إلى الحياة وكان علىّ أن تصرف بسرعة فرفعت المولود من مياه الاستحمام وأرسلت ابنتى الكبرى زينب-التى لم تكن تتكلم غير العربية-بورقة إلى الجيران تطلب مساعدتهم فى استدعاء الإسعاف، ورفعت فاطمة من البانيو إلى سريرها.
وجاء الإسعاف بعد خمس ساعات فرفضوا إعطاء أية علاجات لفاطمة بدعوى إنها لا تحتاج إلى علاج، فسألتهم وماذا عن مياه الحمام الملوثة؟! فكان ردهم: لا تتدخل فى عملنا وانصرفوا وبدأت الأحداث تتسارع خلال اليومين التاليين لتصل المأساة إلى ذروتها فقد جاءت حماتى لتزورنا وكانت فاطمة ترفض استقبالها لكننى أعلمتها أن دين الإسلام يوصى بغير ذلك .. وبالفعل استقبلت فاطمة أمها وتركتهما منفردين ولم يمر وقت قصير حتى سمعت صراخ فاطمة واندفعت إلى حيث تقف وأمها فوجدتها فى حالة هيستريا من الغضب لا تردد إلا عبارة واحدة أخرجى من بيتى، انصرفت الأم لكن فاطمة لم تهدأ وليس على لسانها إلا عدة كلمات تكاد تأمرنى فيها أن أصطحب الأطفال وارحل بهم سريعا إلى مصر لأن (كل إللى جاى أسود) هكذا كانت ترى الغيب أو يشعر به قلبها، المهم جريت على الجارة لأطلب منها أن تستدعى الإسعاف ولم أعر انتباه لتحذيرات فاطمة التى كانت تقولها لى من قبل: إذا خرجت مع الإسعاف يوما من الأيام فلن أعود للبيت) نسيت أن أقول لكم أن الحماة وأكثر أهل فاطمة يعملون فى الإسعاف التابع للمقاطعة التى نعيش فيها، هذا القطاع الذى تسيطر عليه عصابات للمافيا ويعمه الفوضى حتى أن الصحافة البولندية فجرت من عدة سنوات قضية كشفت فيها عن عصابات من رجال الإسعاف والبوليس يعملون لصالح شركات تجهيز ودفن الموتى وذلك بقتل المرضى الذين يلجأون للإسعاف وخاصة من كبار السن.. وكانت فضيحة.
أين أنت ؟!
لم أكن حتى هذا الوقت أقدر جيدا الأخطار التى تحيق بى وبفاطمة ولم أكن أعلم بكل هذه الكراهية التى تحملها لى حماتى وعائلة فاطمة وكثير من البولنديين الذين يرون فى إسلام فاطمة وزواجها من عربى عارا وخروجا عن الأعراف والدين!!
وجاء رجال الإسعاف ويا ليتهم ما جاءوا، وعرفت من فاطمة أنها تناولت دواء من يد أمها قبل أن يتشاجرا وأن أمها أخبرتها أن هذا الدواء جرعته تساوى 0.5 مللى جرام كما هو مدون على العبوة بينما الحقيقة أن الجرعة التى أحضرتها من الإسعاف حيث تعمل تساوى 750 مللى جرام وتناولت منه فاطمة أكثر من خمس حبات.. على الفور طلبت من الإسعاف أن يجروا عملية غسيل معدة لفاطمة لكنهم رفضوا.. حتى الامصال لكلماتى ليس هذا فقط ولكنهم عندما شرعوا فى نقلها خارج البيت جردوها من ملابسها تماما وغطوها بورق يشبه ورق المناديل وهكذا انتقلت من درجة حرارة المنزل التى تبلغ 28 درجة إلى درجة حرارة الجو خارج البيت وتنخفض حوالى عشر درجات تحت الصفر وهناك فارق من الدرجات 38 درجة فكان لابد أن تصاب أجهزة الجسم بصدمة وتصاب رئتيها بالتهاب شديد!!
ذهبت فاطمة مع زبانية العذاب الذين يرتدون الملابس البيضاء وجلست أنا لأرعى المولود الذى لم يبلغ عمره إلا عدة ساعات، ولم يمض على خروج فاطمة أكثر من ساعتين حتى هاجم رجال البوليس الشقة واقتادونى إلى قسم الشرطة مكبلا فى الحديد وتحت الضرب المبرح والتهديد، وفى قسم الشرطة استمر الضرب العنيف بعد أن جردونى من ملابسى وعرضونى لجلسات كهرباء على القلب.. لا اعرف شيئا عن فاطمة أو الأولاد وبينهم رضيع عمره يومان!! أما فاطمة . فقد نقلوها إلى مستشفى للأمراض العقلية وبالطبع لم يجد أطباء المستشفى ما يفعلونه لها فأعادوا نقلها إلى مستشفى على مسافة كبيرة من المستشفى الأولى فى جو قارس البرودة، وللمرة الثانية رفضت المستشفى استقبالها فذهبوا بها إلى مستشفى فى مكان آخر يطلق عليه الناس بالبولندية (برودنى) ومعناها القذر وبعد أيام قليلة نقلوها مرة رابعة لمستشفى لأمراض الأوبئة وهى فى حالة غيبوبة تامة.
وكان المخطط فى حالة غياب الأم فى رحلة مرضها الأخير وغياب الأب مقبوضا عليه ومعذبا أن تستولى السلطات البولندية على الأولاد، قالوا إنهم من حقنا الآن، ووزعوهم على عدد من الملاجئ وبأسماء مختلفة تتناسب مع مخططهم العدوانى (عمدوهم) وأصبح اسم طه الكسندر وزيادة فى التمويه قالوا إنهم أطفال من بنجلاديش!! لقد وصفت الصحف البولندية ما حدث بعد أن عرفت الحقيقة بأنها: حملة صليبية، وأن من فعلوا ذلك ما هم إلا سفاحو العائلة.
وكان التركيز على الابنة الكبرى زينب وتبلغ من العمر وقتها ثمانى سنوات، هددوها بالوضع على الكرسى الكهربائى ولم تحتمل الصغيرة شيماء ففقدت النطق لعدة أشهر.. كان هدفهم أن يستخلصوا من الأطفال اتهام محدد ضدى.. أننى أعذب أمهم واضربها طوال تسع سنوات..
أما أنا فبعد يومين ألقيت خارج قسم البوليس وبحالتى المذرية وأثار التعذيب ظاهرة على جسدى توجهت إلى سفارتنا.. وقابلنى السفير وقد تغيرت لهجته وأسلوبه عما كان يقابلنى به من قبل وأنا فنان صاحب جهد وإسهامات، قال لى بمجرد أن رآنى: (إيه يالا.. بتشغل أيه؟! أنت عامل فى البولنديين كده ليه؟! أنت حلك حاجة واحدة تأخذ بعضك وتنزل على مصر ولما زوجتك تروق تبقى تيجى لك ) كانت حماتى قد سبقتنى إلى السفارة وزرفت لهم دموع التماسيح فجمعوا لها نقود والسفير نفسه دفع من جيبه ألفى (زلوطى) وهى العملة البولندية واتهمتنى حماتى أننى قاتل وسبق اتهامى فى مصر بقتل أحد الأطفال وأخذت السفارة إجراءاتها فى شأن التحقق من هذا الاتهام!!
عدت إلى الشقة فوجدت البوليس قد أغلقها ولا سبيل لدخولها وبسرعة أخذتنى جارتى البولندية الطيبة وأخفتنى فى مخزن ملحق بشقتها وحذرتنى لابد أن تختفى حتى أتصل بأخى البروفيسور كانت جارتى خائفة أن أقتل غيلة، وكانت قد اتصلت بالبوليس وأعلمته عن مشكلة الشقة فقالوا لها: هل تتحدثين عن العربى؟!
قالت لهم: نعم، فأجابوها فليرحل إلى بلده أو فلينم تحت أحد الكبارى..
بعد يومين جاء أخو الجارة الطيبة وأحد أصدقائه، وساعدانى على أن أستدل على أطفال وتم كسر باب الشقة ودخلتها لأفاجأ بأن البوليس حطم كل شىء فيها تماما وسرقوا كل ما أملك وما استطاعوا حمله من الأشياء. ثم غمروها بالماء إمعانا فى التخريب والجميع ينصحنى أن ارحل عن هذه البلاد وأجيبهم كيف ارحل وأترك أطفالى وزوجتى؟! فاطمة التى دخلت فى غيبوبة لمدة شهرين وأنا مشتت بينها وبين الأطفال، جئت لها بكنسولتو من ألمانيا وإنجلترا وضع لها برنامجا للعلاج تم تنفيذه ليوم واحد فبدأ مركز الأعصاب فى المخ الاستجابة وترجمة الأوامر وعاد لها النطق لكن للأسف أهملوا علاجها فعادت للغيبوبة، وبعد شهرين اتفقت الحماة مع إدارة المستشفى على رفع الأجهزة عنها على الرغم من أن القانون البولندى ينص على أن الأجهزة تظل معلقة لمدة ثلاثة أشهر.. اعتبروها ميتة وأدخلوها ثلاجة الموتى وجريت إلى حيث ترقد فاطمة وسمح لى طبيب بالمستشفى تعاطف، مع مشكلتى برؤيتها وكان واضحا تماما على هيئتها أنها دخلت الثلاجة وروحها ما زالت تسكن جسدها.. لم احتمل المنظر وسقطت فوق جسد زوجتى مغشيا على .. فساعدنى الطبيب على الإفاقة ونصحنى: لقد ماتت الزوجة أما أبناؤك فلا زالوا على قيد الحياة فأفق لهم وعندما تريد ملف زوجتك الطبى فسوف أحضره لك بكامل أوراقه.. ووفى هذا الطبيب بما وعد به بعد ذلك.. لجئت للمركز الإسلامى وللسفارة حتى يساعدانى فى معركة دفن فاطمة على الدفن الشرعى لكنهما تخليا عنى؛ وكان ملخص كلامهما يعنى القول المأثور: هل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟! فتوجهت لرئيس نيابة المقاطعة التى أتبع لها وقدمت له الأوراق التى تثبت أن فاطمة أسلمت قبل موتها فأخذ الأوراق وألقى بها فى سلة المهملات واعتبر فاطمة أسلمت بالإكراه!!


أنذرت هذا المسئول إذا لم تسلموا لى جسد فاطمة حتى الساعة الحادية عشر من ظهيرة اليوم التالى فسوف أرتكب حماقة وهممت بالانصراف، فتابعتنى وكيلة هذا المسئول وكانت تتولى من قبل قضية اتهمت فيها الحماة ابنتها وصدر ضدها حكم غيابى بالسجن.. تحدثت معى.. وفى المساء عاودت الاتصال بى وقالت لى إنها لم تستطع النوم لأن فاطمة تزورها كلما غفت عيناها وتحذرها: لن تستطيعوا أن تغيروا دينى بعد موتى. وطلبت أن تجتمع بى فى صباح الغد.. وفى الميعاد قابلتها فطلبت منى شيئين الأول أن تحضر الحماة جنازة ابنتها.. فلم أمانع والثانى أن يرى الأطفال أمهم.. فرفضت حتى لا يصدم الأطفال منظر جسد أمهم الذى شرحته مشارط الأطباء فغيرت ملامحه تماما حتى استعصى علينا تغسيلها وجمعنا جلد الجمجمة على العظام وربطناه بلفائف حسبما اتفق!! ونجحت فى أن أدفن فاطمة فى مدافن المسلمين. وانتهى أمر فاطمة بصعود روحها إلى بارئها وتم توجيه تهمة القتل الجنائى لىّ .. قتل فاطمة!! وبدأت رحلة الجزرة مع الأطفال بعد أن انتهوا من تجريب العصا فأجبروهم على أكل لحم الخنزير وشرب بعض الكحول.. كانت مدرسة الأطفال تعتبرنى شخصا غريبا وتعتبر الأطفال قد شبوا فى أسرة غريبة فكيف لم يتعرضوا للجنس حتى هذا السن.. كيف؟! قالت لى مدرستهم فى الملجأ أن الأولاد لم يروك تقبل أمهم فقلت لها وهل من المفروض أن أقدم عرضا لهم بهذا الشأن؟! وبعد إلحاح منى ولجوئى إلى منظمات حقوق الإنسان وتعاطف بعض الأقلام الجريئة معى.. (كان هناك من لا يزال يحاربنى حربا شديدة ومنهم برلمانى عنصرى وبعض الكتابات الصحفية) جمعوا الأطفال فى ملجأ واحد فى منطقة للسجون وتحت سيطرة الكنيسة وبعد مدة أخرى ومحاولات عديدة سمحوا لى بزيارة الأطفال وفوجئت بأن زينب حدث لها ما يشبه الانتحار السيكولوجى. فقد تم استكتابها ورقة تقول فيها أنها تم تعذيبها لمدة ثمانى سنوات وأنها كانت تعانى (لاحظ اللفظ) خلال هذه المدة، ولم يكن الذين استكتبوها هذه الورقة يعلمون أنها قضت نصف عمرها فى مصر.. وأن طفلة فى مثل سنها لا تعرف أو تدرك استخدام كلمة (يعانى) قال بذلك خبراء نفسانيون واجتماعيون، والغرض من هذه الورقة تقديمها للمحكمة لتثبت علىّ تهمة القتل الجنائى، حتى التواريخ التى استخدمتها النيابة والقضاء لإثبات التهمة علىّ تم التلاعب فيها وعندما واجهت القاضى بذلك سمعت منه أغرب تعليق قال: (فى مثل هذه القضايا لاتهم التواريخ) والصحافة الموجهة ضدى تسأل بالحاح لماذا تطلقون سراح هذا القاتل فى الشوارع بينما جهات عديدة لحقوق الإنسان من داخل وخارج بولندا تساندنى، وتحولت قضية الأطفال من أن تكون نزاع على حضانتهم إلى نزاع على منحى حقوق الأبوة عليهم!! ومرت الأيام والشهور تخللتها ثلاث محاولات لاغتيالى .
وتم سرقة سيارتى بعد الشقة وحركت الحماة عدة قضايا أخرى ضدى منهم قضية لنزع الشقة منى وإهدائها لإدارة تسمى إدارة المنازل وتم رفع الأولاد من التأشيرة الخاصة بى ووضعوهم على ورق الإقامة.. صراع وعذاب وصداع وبوادر ضياع للأولاد.. والمحكمة تعيد وتزيد وتغير فى صيغ الاتهام بالقتل وتواريخ التعذيب..

الأزمة الأخيرة
وبعد سنتين استطعت أن أحصل للأولاد على أجازه من الملجأ يقضونها معى ماعدا زينب ومكث الأولاد معى لمدة شهرين فى نهايتها يشاء الله أن أصاب بأزمة قلبية حادة انقل على أثرها للمستشفى واكتشف الأطباء أن نصف قلبى قد توقف عن العمل ودمر تماما كأثر من أثار التعذيب الجسمانى فى قسم البوليس والتعذيب النفسى ومكثت شهرين فى المستشفى منهم شهر كامل فى غرفة الإنعاش وفى لقاء مذاع وأمام عدسات التلفزيون وصفت معذبى أنا وأولادى بأنهم مثل آكلة الجيف.. ولم احتمل فتركت المستشفى وأنا ما زالت مريضا وتوجهت إلى مبنى المحكمة أطلب أولادى وقلت لهم لن أبرح هذا المكان حتى أستردهم طلبوا منى أن انتظر انعقاد جلسة للنظر فى طلبى فرفضت واضطرت رئيسة القسم العائلى فى المحكمة أن تصدر قرارا إداريا باستبقاء الأطفال معى (ولم يكن قد عادوا للمجأ) إلى أن ينتهى الفصل فى النزاع القانونى بشأنهم.

المشهد قبل الأخير
وفى شهر سبتمبر من العام الماضى وتحت ضغوط من جهات عديدة لحقوق الإنسان من خارج بولندا وداخلها ممثلة فى أكبر فيلسوفة بولندية معاصرة اسمها (ماريا سوشكوفسكا) استطعت أن أحصل على موافقة بالسماح للأطفال (ماعدا زينب) بزيارة جدتهم فى مصر لمدة خمسة أيام على أن يعودوا بعدها إلى بولندا وفى صبيحة يوم 23 سبتمبر توجهت إلى المطار بصحبة أولادى لنغادر إلى مصر فرفض مدير المطار سفرنا لإجبارى على استخراج جوازات سفر بولندية للأولاد وهذا يعنى رفعهم من على جواز سفرى المصرى فرفضت بالطبع ولجأت للمرة الــ .. للهيئات الدولية التى ترعى حقوق الإنسان وبضغوط كبيرة على الحكومة البولندية، سمح لنا بالسفر.. وفى مطار القاهرة لم أجد من يستقبلنى من المسئولين الذين يعلمون الكثير عن قضيتى وأولادى..

وبعد يوم واحد من وصولى اصطحبت الأطفال إلى العيادة النفسية التابعة لمستشفى جامعة عين شمس لفحصهم وجاء تقرير الأطباء ان الأطفال يعانون من اضطرابات نتيجة عدم التكيف بعد التعرض لضغوط اجتماعية شديدة، ونصحت التقارير بمتابعتهم لمدة عام مع الرعاية الكاملة من الأسرة..

فقررت البقاء بمن تبقى من الأولاد فى مصر وعدم العودة إلى بولندا قبل أول أكتوبر الماضى حسب قرار المحكمة التى عقدت جلسة بمجرد تأخرى 10 أيام عن الميعاد الذى حدده لى للعودة بالأطفال وأيدوا الحكم الابتدائى بحبسى لمدة عام على جريمة قاموا هم بارتكابها!! أيضا زينب صدر لها قرار نهائى من المحكمة بأن تكون تابعة للكنيسة وهى تعانى من مرض اسمه العلمى (بروكسل) وفيه يعتنق المريض أفكار مختطفيه أما فى بلدى مصر-حتى الآن فكل جهود المساعدة تتلخص فى مواقف تضامن مع مشكلتى من المهتمين بحقوق الإنسان، وأما الطلبات الرسمية التى تقدمت بها لمساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية قبل المهلة المحددة لعودتى فقد رفضها سفيرنا فى بولندا، بل اتصل بى القنصل المصرى الموجود هناك فى أول أكتوبر وقال: (لماذا لم تأت إلى بولندا حتى الآن؟! الموقف سوف يصبح سيئا).
وهكذا قتلوا فاطمة وسرقوا براءة زينب ويريدون سجنى.. وماذا بعد؟!

:sad: :sad: :sad:
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:50 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube