قصة إستعطاف ( التغيير ).. في نهائي مادة ( التعبير ) ؟!
في إحدى مدارس المملكة المتناثرة ، كان هناك تحدي بين مدرس اللغة العربية
وطلابه الأربع عشر الذي يُدرسهم في أربع مواد هي النحو و التعبير والإملاء
والمطالعة ، التحدي من الأستاذ كان للصالح العام الذي يريد به تطوير طلابه ،
خصص لكل مادة جائزة مميزة ينالها الأول بينهم ، كانت الخطة تقتضي
أن يناقش في مادة النحو والتي هي الأصعب كل الطلاب سواء ، أي بمعنى أن
الأربع عشر طالباً سيتنافسون جميعاً و كل طالب فيهم سيقابل الأخر والذي
يجمع النقاط أكثر يحصل على الجائزة التي سيقدمها هو للمتفوق !!
بينما في مادة التعبير كانت اللقائات بين الطلاب أقل ، وضع قرعة بينهم
بطريقة التصفيات وسيتقابل إثنان من طلابه على الجائزة التي خصص لها
مدير المدرسة لتسليم الجـائزة ؟!
هنا سنتحدث فقط عن مادة التعبير و ما آلت إليه الجائزة وكيف وجد الطالب
المميز نفسه يريدون إبتعاده عن الجائزة التي لم تبدأ بعد نهايتها مع زميله
الأخر الذي لا يوازيه لا في الذكاء ولا الإمكانيات ؟!
يحكى أن المدرس أراد أن يختبر طلابه في مادة التعبير ويعطي أفضلهم جائزة
مميزة يقدمها مدير المدرسة لإنه يرى مادته مهمة وتحتاج إلى تخصيص جائزة
لها لتتدفق مواهب طلابه الأربع عشر ، أراد أن يضعهم في مرحلة تصفيات
فإضطر إلى إضافة طالبان من الفصل الأدنى ليكون إجمالي العدد ستة عشر
طالباً يتنافسون بينهم على طريقة خروج المغلوب ، و حيث بدأت المسابقة
تميز الطالب الذي إعتاد التميز وكان في كل لقاء مع زميل له يبدع في مرادفات
اللغة و يوظفها في المكان الصحيح ليكتب سيمفونية إبداع في كل موضوع
يضعه المدرس إلى أن وصل للنهائي ..
بينما الطرف الثاني في النهائي كان يتشارك مع من يقابله من زملاء في سوء
التعبير و يتأهل بالقرعة في جميع لقائاته ..؟!
ومنذ أن تأهل للنهائي مع الطالب المميز الذي تأكد أن سيحصل على الجائزة
المخصصة لمادة النحو وهو يستعطف المدرسة والمحيط الذي حوله بإن يحصل
على جائزة مادة التعبير ؟!
في بداية الأمر صرح صديقه بإن أمنية أب المدرس الراحل أن يكون نهائي
المسابقة في بيتهم ، مع أن المسابقة تقتضي بإن تكون في المكان المخصص لها
وهو المدرسة ؟!
الطلاب في المدرسة واللذين يتشاركون في الفشل مع المتأهل للنهائي بمحض الصدفة
يساعدونه في الحلم المنتظر بإقامة نهائي مادة التعبير في منزله ، ليس حباً فيه بل
كرهاً في الطالب الأخر المميز الذي كان طرفاً لنهائي المادة للموسم الرابع على التوالي
وبعد كل ذلك وافق المدير على إقامة النهائي في منزله ؟!
ولإن منزله مهترىء لا يصلح لإستقطاب نهائي مادة التعبير حاول ومازال ترميمه قدر
الإستطاعه و غير في شكله الذي مازال يفتقد الجمال ؟!
ولإنه مازال يشك في تحقيقه الجائزة مازال يسعى لتهميش زملاء الطالب المميز لكي
لا يرفعوا من هممه ويحصد الجائزة ، يريد أن يحضر زملائه اللذين يتشاركون معه
في الفشل داخل الغرف المكيفة ويريد زملاء الطالب المميز في فناء المنزل تحت
الشمس ؟!
لن يفصل بين أنصار الطالب المميز وأنصاره ؟! لإنه سيفتح أبواب البيت الأمامية
مبكراً لإنصاره بينما أنصار الطالب المميز سيجبرهم على الدخول من الباب الخلفي
ليجدوا أنفسهم في زاوية : مهمشة مهملة غير مهمة ؟!
يريد أن يحضر إستاذاً أخر ليحكم في جودة الموضوع الذي سيعبرون عنه ؟! حتى
يجعله الحاصد للجائزة ؟!
مسكين هذا الطالب ؟!
مساكين زملائه ؟!
لا يعلمون أن الطالب المميز متسلح بسلاح المعرفة ، و متوشح وشاح الإبتكار ،
لا يعلمون بإنه :
مبدع بالفطـرة ؟!
سيحضر بثقافته ، وببساطته ، و بعباراته ، سيطوع الأحرف ، وسيروض العبارات ،
ليكتب :
مقالة فاخرة ؟!
مقالة في بدايتها : على نياتكم ترزقون ، وفي وسطها : سأبقى تخشاني الجيوش ،
وفي ذيلهـا : سأفرح في مدرستي و بيتكم !!
سيكتب لإنصـاره : همشوكم أو سعوا إلى تهمشيكم ، ستفرحون ، وستتشدقون من
السعادة ، هذا ( أنا ) لم أعتد أن أخذلكم ؟!
هذا ( أنا ) الذي رحبتوا بي ، و وثقتوا بي ، وبادلتموني المحبة ، هذا ( أنا ) الذي
أزرتموني ، و رفعتوا من همتي ؟!
هذا ( أنا ) .. وهذه ( جائزتكم ) ؟!
وهؤلاء ( هم ) .. وتلك ( عادتهم ) ؟!
فالنحو والتعبير .. جزء من لغتي :
العـربية
و جزء من ثقافتي :
البطولية ؟!
وأعدكـم لن يهزموني حتى وإن كانت الجائزة في :
مادة التفسـير .. لا فقط التعبير ؟!
فقط :
كونوا دائماً بالقرب مني ؟!
إدعموني ..
ساندوني ..
إحضروا من أجلي ..
ففي حضوركم :
يتفجر إبداعي ؟!
تقبلوا تحياتي وفائق إحترامي وتقديري ؟!
تركي العتيبي