المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01/04/2011, 02:33 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
"مجهولو النسب" : ظلموا في البداية .. فهل ننتصر لهم في النهاية؟

"من أنا؟ وكيف أتيت إلى هنا؟ وأين أسرتي؟ وهل اسمي صحيح؟ ولماذا ليس لدي أم وأب وأخوة مثل باقي البشر؟".... هذا هو لسان حال " اللقطاء" أومجهولي النسب داخل المؤسسات الإيوائية ، إنهم يعيشون دائرة من الأسئلة المحيرة التي لاتنتهي.

يكبرون فتكبر معهم التساؤلات وتتسع علامات الاستفهام، وتزداد المعاناته تجاه الهوية والذات، مما يؤثر عليهم ويدفعهم إلى الانطواء والعزلة، عدم الأمن، القلق والاكتئاب، وغيرها من الأمراض النفسية والاجتماعية، التي ربما تتطور إلى معادة المجتمع.

وفي محاولة من " لإلقاء الضوء على هذه القضية ،ذهبت إلى جمعية " الوداد الخيرية" ، وهي أول جمعية سعودية لرعاية الأطفال مجهولي النسب ، وفي داخل غرفة أصغر طفل في الدار عمره 20 يوماً ، قفزت إلى ذهني عشرات الأسئلة منها:هل يشعر هذا الطفل أنه وحيد من دون أم ولا أب ؟ وهل سيكون هناك من يؤهله لتقبل وضعه حتى يصبح يافعاً سوياً في المجتمع فيما بعد؟ وهنا تذكرت حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال" أنا وكافل اليتيم كهاتين ، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى" ..."
في هذه اللحظة تمنيت أن أجد طفلاً صغيراً أتحدث إليه عن إحساسه ومشاعره, إلا أن أعمارهم لم تتجاوز العام ونصف العام ، لذا تحدثنا مع "الأم البديلة" فحكت لنا بعض الأمهات تجاربهن في هذا الشأن ، وخرجنا من الدار بهذه المحصلة:

ملامح بريئة
"أعشق أبنائي فهم جزء مني " بهذه العبارات البسيطة، استهلت الأم البديلة "حليمة"" حديثها قائلة :أنا آنسة، ولكني أحب الأطفال حباً يغمر كياني ووجداني ،أجد في تعاملي معهم الإنسانية المفتقدة في هذا الزمن ، لا أستطيع وصف مشاعري عندما يأتي إلى الجمعية وليد لا يتجاوز عمره أيام ، أجد نفسي منجذبة إليه وتفيض مشاعر الأمومة التي لم أعشها حتى الآن فأحتضنه بكل الحنان والعطف وأسدل عليه مما وهبني الله من عاطفتي التي أغدقها علي.

وتضيف: أحيانا أتصفح ملامحه البريئة وهو نائم كملاك يحلق في الآفق البعيد ، أعتني بأبنائي بتوفير احتياجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ، أحاول بشتى الطرق إدخال البهجة على قلوبهم ، كلمة "ماما" عندما أسمعها تنتابني مشاعر مضطربة حيث تنساب دموعي وأبتسم في نفس الوقت، لقد تعلقت به أسرتي وأصبح جزءا منا فهو محاط بكل العناية والدلال وهو المتوج على عرش قلوبنا ، لا أخفي عليك كنت أتمنى أن أتكفل بطفلي الجميل "عبد العزيز" عندما أتزوج ولكن تكفلت به أسرة حاضنة .. الله يصبرني على فراقه.
وألمح الدموع في عينيها وهى تصف شعورها عندما يحين موعد مغادرة أحد أطفالها للجمعية قائلة : في هذا اليوم يسكنني الحزن وأنا أجد طفلي الذي تعهدته بالرعاية والحب مدة سنة أو سنتين يغادرني ويختفي بلا عودة ، لا أتمالك دموعي واختفي حتى لا أضعف أمام نظراته الرقيقة وابتسامته البريئة ، لكن ماذا أفعل، هو قانون الجمعية.

وتختتم حليمة حديثا بقولها : بين الحين والآخر أنظر إلى سريره أتخيله يبتسم عندما أحضر له الطعام ، صوت ضحكته في مسامعي دائما عندما كنت أداعب أنامله الرقيقة ، وأحتضنه وأنا أغني له كي ينام بين ذراعي ، أفيق من خيالي داعية الله أن يسعده مع أسرته الجديدة ، فنحن دائما على التواصل معها لتوضيح بعض الأمور المتعلقة بالطفل ، خاصة في الفترة الأولى حتى يتأقلم مع أسرته الجديدة.

زهور يانعة
بينما تحدثني الأم البديلة "عائشة" عن مشاعرها قائلة :أنا مطلقة لدى أربع أبناء في حضانة والدهم ، وجدت ضالتي المنشودة في هذه الجمعية ، فأنا في المقام الأول أبتغي الأجر والثواب من رب العالمين ، ثانيا شعرت بهؤلاء الأطفال وتفجرت في قلبي مشاعر الأمومة التي أفتقدها في فراقي لأبنائي ، فالأطفال يأتون للجمعية في عمر شهر أو شهرين ، وعندما يحضرون تبتسم لي الأيام من جديد وأنا أجد زهورا يانعة تحتاج إلى الرعاية والحب لتنمو ، فأجد في رعايتي لهم متنفسا لعاطفتي التي اعتقدت أنها ذبلت مع طلاقي.

وتستكمل حديثها : كنت أعمل مشرفة في مستشفى وتركت عملي من أجل هذه الرسالة السامية التي يهبها الله لمن يشاء من الأمهات اللاتي يغدقن الحنان على هذه الزهور البريئة ، فقد نشأ بيننا رباطا جميلا من خيوط المحبة والعطاء ، وتعتريني مشاعر الحزن عندما أعلم أن أحد أطفالي سوف ينتقل لأسرته الجديدة ، وأظل أياما أحلم به، ويظل عبير حضنه الرقيق في مخيلتي أشتاق إليه كلما تذكرته.

أمومة متجددة
"وفاء" أم بديلة داخل الدار مطلقة ولديها ثلاثة أطفال قالت: أطفالي فرحوا جدا عندما علموا طبيعة عملي وصارت ابنتي الكبرى تأتي وتساعدني وتقضي معي أوقاتا كثيرة في خدمة الأطفال .

"كنت متخوفة جدا من المجيء إلى الدار والجلوس مع الأطفال في مكان مغلق علينا " إلا أنني بعد ما أتيت شعرت بسعادة بالغة بالعمل الذي أؤدية وباقترابي من الأطفال أشعر بأمومتي ، فابتسامة طفلي تشعرني أني أمتلكت العالم كله ، هكذا بادرتنا وفاء بالحديث .

وقالت : لقد تعودت على العمل مع الأطفال وأشعر أني أمارس حياة طبيعية جدا وكأني في منزلي ، وأتأثر جدا عندما تأتي أم حاضنه تستلم الطفل ولكن ما يصبرني هو أني متأكدة من هذا هو الأفضل لكل طفل ، وأعود وأمارس دوري وأمومتي مع طفل جديد.

بيد أن أكثر ما يقلق وفاء هو تأخر أحد الأطفال داخل الدار وعدم وجود أي أم حاضنه تأتي لتستلمه ، لأن الأم الحاضنه لابد أن ترضع الطفل وإذا تأخر الطفل داخل الدار وجلس أكثر من سنتين فقد تجاوز سن الإرضاع وهنا تكمن المشكلة، مؤكدة أن مصلحة الطفل تكمن في وجوده داخل أسرة بها أبناء حتى يستطيع أن يعيش بشكل سوي .

الحفاظ على مجهولي النسب
من جهتها قالت المدير المكلف لجمعية "الوداد الخيرية" ورئيس قسم الاحتضان بالجمعية تهاني الحازمي إن الهدف الأساسي من إنشاء الجمعية هو الحفاظ على الأطفال مجهولي النسب في المقام الأول والبحث عن أم حاضنة تهتم بالطفل وترعاه فهو ابن للمجتمع ، وله حقوق وواجبات يجب أن يأخذها ، مؤكدة أن الجمعية استلمت 24 طفلا، وهناك 14 طفلا حاليا ينعمون بحياة هادئة مع الأم الحاضنة، مضيفة أن الجمعية تتلقى دعما من وزارة الشئون الاجتماعية، إلا أن النسبة الأكبر من الجهود الذاتية.

وحول طرق وصول الأطفال مجهولي النسب إلى الجمعية قالت : الوزارة تأتي إلينا بالأطفال ونحن بدورنا نبحث عن الأم الحاضنه المناسبة لكل طفل، وهناك شروط ومعايير وضعتها الجمعية بعد استشارة المسئولين للسماح لأي أسرة أن تحتضن طفل مجهول النسب .

وبالنسبة لتعامل الجمعية مع الأطفال صغار السن، أكدت الحازمي أن الجمعية توفر المكان المناسب للطفل وتوفر الأم البديلة التي تعيش في شقق مخصصة داخل الجمعية إقامة كاملة، كما توفر لهن الجمعية كل شيء في مقابل أن تهتم كل أم بديلة بطفلين يكونا تحت مسؤلياتها ، إلى أن تأتي الأم الحاضنة وتستلم الطفل، مشيرة إلى أن الجمعية تجري احتبارات نفسية واجتماعية عن كيفية تعامل الأم مع الأطفال وتوضع تحت الاختبار فترة حتى يتم التأكد من اهتمامها وحرصها على سلامة الطفل ، فمصلحة الطفل هي الهدف الرئيس للدار ، كما أن هناك تأمينا طبيا لكل طفل وأم بديلة حتى تستطيع أن تذهب بالطفل إلى المستشفى إذا حدث أي مكروه لاقدر الله.

وبينت أن الداربها أخصائية نفسية واجتماعية لحل أي مشكلة تواجه الأم البديلة ، حتى تستطيع أن تكون أما سوية للأطفال ، كما أننا نقوم بعمل رحلات أسبوعية للأطفال وللأمهات فالحالة النفسية للأم والطفل معا من أهم الأشياء التي تشغلنا.

وطالبت الحازمي من خلال " سبق " بتغيير نظرة المجتمع للطفل المجهول النسب ، فمازات هناك نظرة دونية لهذه الفئة، ودورنا أن نقوم بتوعية المجتمع بكم الثواب والأجر الكبير من الله تعالى عند الاهتمام بهذه الفئة الضعيفة.

وعن أهم المشاكل التي تواجههم داخل الدار قالت هناك رفض من قبل العديد من الأسر للطفل صاحب البشرة السوداء ، ومن ثم هناك إقبال على أصحاب البشرة البيضاء ، وهو ما يعد من أكثر المشاكل التي تقابلنا داخل الدار فأي أسرة حاضنة ترغب في طفل أبيض البشرة ، ولهذا نريد المزيد من التوعية، وتساءلت ما ذنب الطفل صاحب البشرة السوداء وما الخطأ الذي ارتكبه حتى ترفض بعض الأسر رعايته.

شروط الكفالة
وأشارت إلى أن هناك شروطا للسماح لأي أم أن تكفل طفلا، وأهمها أن تكون الأم في فترة إرضاع حتى تستطيع أن ترضع الطفل خمس رضعات مشبعات حتى يصيرابنا لها في الرضاعة وأخا لأبنائها حتى لا تحدث مشاكل داخل الأسرة ، على أن تتم عملية الإرضاع داخل الدار، حيث تأتي الأم إلى الدار وتقترب من الطفل وتحاول اللعب معه حتى يتم التآلف بينهما، وبعدها تأخذه للعيش معها وسط أبنائها ، وتقوم الدار بعمل زيارات ميدانية للأسرة الحاضنه كل فترة للتأكد من عدم حدوث أية مشاكل.

وأكدت الحازمي على أهمية التأكد من دخل الأسرة الحاضنه بحيث لا يقل عن 5000 ريال ، فالطفل اليتيم قبل سن المدرسة له من الدولة شهريا 2000 ريال توضع في حساب له ، و3000 ألاف بعد سن المدرسة ، ولذا جاء هذا الشرط حتى لا يتم استغلال مال الطفل إلا أنه والحمد لله جميع من جاءوا إلينا كانوا لفعل الخير وكسب الثواب الكبير من الله.

من المهد إلى اللحد
إلى ذلك أوضحت الأخصائية الاجتماعية حنان الشمري لـ "سبق " مهامها في الجمعية قائلة : دوري يبدأ في استسلام الأطفال المواليد من مستشفيات الولادة برفقة مشرفة من وزارة الشئون الاجتماعية ، وذلك من خلال بعض الإجراءات القانونية من استلام وتسليم للطفل وإجراء فحص طبي شامل على الطفل للتأكد من خلوه من الأمراض ، مشيرة إلى دورها في توفير احتياجات الطفل الأساسية من شراء الملابس ، الحليب ، المستلزمات الغذائية.

أما مسؤولة الاحتضان بالجمعية خلود ، فأكدت على الدور الإعلامي للتعريف برسالة الجمعية في المدارس والجامعات ، والمحافل الاجتماعية المختلفة ، فضلاً عن متابعتها للأم الحاضنة لمدة ثلاثة شهور ومتابعة الأطفال حتى التحاقهم بالمدارس ، مشددة على أهمية التواصل مع الأطفال تليفونيا ، ومعرفة المشاكل التي تواجه الأسرة الحاضنة في بداية كفالتها للطفل ، وأكدت على الشعار الذي تنتهجه الجمعية في رعايتها للأطفال ( يدا بيد من المهد إلى اللحد) .

أم حاضنة تحكي تجربتها
وكعادتها نجحت " سبق " رغم الصعوبات في الوصول إلى أم حاضنة للتعرف على تجربتها الخاصة في كفالة طفل من أبناء الجمعية وهي الدكتورة غادة عريف التي بادرتنا بقولها : أنا زوجة وأم وهبني الله ثلاثة أبناء وبنت ، بداخلي عشق عظيم للأطفال ولولا معاناتي الصحية أثناء حملي لأنجبت "12" طفلا .

وأضافت : ما دفعني لاحتضان طفلي "سلطان" والتكفل به هو الأجر والثواب من رب العالمين ثم رغبتي الكامنة في إشباع محبتي للأطفال ، فعندما ذهبت إلى الجمعية لأول مرة قابلت أطفالا كثيرين، لكنني للوهلة الأولى عندما رأيت سلطان انجذبت إليه وشعرت أن الله قد بث في فؤادي حبا جارفا له ، وعندما احتضنته لأول مرة شعرت بأنفاسه تعانق دقات قلبي ، وحين قمت بإرضاعه شعرت أنه جزء من جسدي فغمرته بحناني وفاض الخير في ثديي.

واستكملت حديثها قائلة : لاشك أن احتضان طفل من هؤلاء الفئة يعد أمرا صعبا لأنهم يختلفون عن الآخرين نفسيا لذا يحتاجون لمعاملة خاصة ، فمن تجد في نفسها الصبر والقوة النفسية في التعامل معه فلا تتردد في كفالة طفل ابتغاء الثواب من رب العالمين.
وحول المشكلات التي واجهتها في بداية تكيف الطفل مع الأسرة قالت : لقد استغرق الطفل مدة طويلة حتى شعر بأمومتي وتأقلم مع أبنائي ، وبالطبع كنت مدركة لهذا تماما وبذلت قصارى جهدي في رعايته ومشاركة أبنائي لي في احتوائه وتشجيعه حتى أصبح فردا من أفراد أسرتنا.

وكشفت أن كفالتها ل "سلطان" قوبلت بردود فعل متباينة من العائلة، فمنهم من أبدى حماسه وشجعني عليها ، ومنهم من رفض الفكرة تماما ، ولكني بفضل الله كنت عازمة على أمري ولم ألتفت لأي مشكلة تعوقني عن تنفيذ ما حلمت به.

وفي الختام وجّهت الدكتورة عريف رسالة للمجتمع من خلال "سبق" قائلة : إن هؤلاء الأطفال هم جزء من نسيج المجتمع لم يقترفوا ذنبا كي يحاسبهم ، هم يحتاجون المعاملة السوية حتى يشعروا بالانتماء لهذا المجتمع والرغبة في الدفاع عنه ، ولن يتأتى ذلك إلا باندماجهم داخله من خلال انتمائهم لأسرة ذات مكانة اجتماعية مرموقة تكون خير معوض عما حرموا منه .
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01/04/2011, 07:52 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ HILAl THE LOVE
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 24/10/2009
المكان: U.S.A
مشاركات: 1,263
مجهولو النسب هم ضحية ....... والناس لايرحمهم
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03/04/2011, 06:50 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عادل حسين
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 24/12/2010
المكان: مكة المكرمة
مشاركات: 2,030
الله يلطف بنا وبهم

اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:08 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube