بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
عريسنا فريد من نوعه نضج قبل يومه تحمل الأحمال وهو في سن الأشبال ليجد نفسه بين نجوم الهلال وزاد عليه الخوف عندما ورث لقب الفيلسوف
لكنه بكل إقتدار قاد الهلال من إنتصار لإنتصار واكتسب في الفئات السنية صفة القيادية حتى أصبح بمقدورهـ التحول والتأقلم مع الفريق الأول
وحينما اشتد الخطب ونادى المنادي بالطلب عرف المدربون قدر عريسنا فكان البديل الأنسب لفك اختناقات دفاع الخصم في ساعة الحسم
فكلنا يتذكر الشوط الأول لنهائي الدوري عام 2008م حيث التكتيك المغلق والتخوف من الطرفين لكن بين الشوطين جاء العريس
ليزف الهلال إلى لقب البطولة بإستخلاصه الكرة من بين أقدام الظهير ويصنع منها أجمل لقطة للتصوير تحتاج معها من يطير
ومرة أخرى يبحث المدرب عندما تأخر المنتخب بهدف لايعبر عن مستوى اللعب إلى الأنسب من اللاعبين بين الشوطين
فيهتدي إلى إختيار عريسنا ويزج به في مهمة صعبة أمام منتخب عرف عنه التقفيل وهو متأخر فكيف وهو متقدم على أرضه
لكن عريسنا لم يخيب الظن وهو ابن العشرين واقتحم حصون الدفاعات الإماراتية ليسجل هدفاً عجيباً غريباً جعل المدرب يتطاير من الفرح
وحين نتذكر ماضي العريس القريب فإننا لا نبالغ حين نقول أن الكرة السعودية افتقدته مرتين ولن تفقدهـ إن شاء الله وفي كلى الحالتين فقدت مكتسبها
بالمرة الأولى كانت الإصابة البشعة قد أفقدته ساقه فلم نجد صانع اللعب الحقيقي بتصفيات كأس العالم فكانت السلبية والرعونة أمام كوريا الشمالية والبحرين
وما أن عاد لمستواهـ وأفضل حتى نجدهـ فجاءة خارج التشكيلة الآسيوية فنفقد بإفتقادهـ ثاني مكتسباتنا التي حافظنا عليها بأحسن تمثيل ونافسنا فيها جيل بعد جيل
لكن الأمل معقود على فرد الفرود بقيادة جيل اتهم بهتاناً بالبرود من خلالهم سنعود إلى العديد من مكاسبنا بالفريد من مواهبنا التي تزخر بها ملاعبنا وأولهم فريد يقود جيل جديد
غمز بالرمز :
• صفة القيادية ليست جديدة على فرد الفرود فهو قيادي بالدرجة الأولى منذ مرحلة الناشئين مروراً بالفئات السنية كلها
• الجيل الحالي يمثل كوكبة من النجوم أعطت مالديها وقارب عمرهم في الملاعب على الوداع إذا استثنينا أسامة هوساوي
• لكن أسامة نفسه تنازل عن هذهـ الصفة التي تحتاج إلى صفاء ذهن والمدافع لا ينقصه إنشغال فالذي فيه يكفيه
• لاحظوا أنني تكلمت عن صفاء الذهن وهو ما يسميه البعض سرحان وبرود متناسين أن صانع اللعب يفكر في الثانية الواحدة عدة تفكيرات
• أعترف وأقف مع من يصف الفريدي بمثل هذهـ الصفات ولكن التعبير يخون الجميع فالذي ينقص الفريدي بعض الرتوش
• جلسة واحدة مع مختص وخبير كروي أو مطور قدرات مطلع ومثقف رياضياً تجعل من الفريدي بإذن الله النجم الأول
• من وجهة نظري المتواضعة ما ينقص الفريدي هو ما يعاني منه معظم شباب هذا العصر وهو إتخاذ القرار بالوقت المناسب
• وبالطبع لن أجعل منها مشكلة أو أرمي بها في أحضان المناهج ودور التعليم كما يفعل بعض المتنطعين
• المسالة لا تعدو كونها تأثر بالحضارة والتطور الذي ازدهر بالعصر الحديث فأصبح الشاب يبحث عن الجاهز والسريع
• لو تكلف أحمد الفريدي مرة واحدة في اتخاذ القرار المناسب وبالوقت المناسب بدون تردد لم يصل إلى الانطباع السائد عنه
• كيف يكون بارداً من يتعرض للضرب والخشونة وينقل على سيارة الإسعاف أكثر من مرة ويعود
• البرود هو عدم المبالاة ولا أظن أن أحداً يتهم الفريدي بذلك وهو يحترق بنار الخشونة ويجازف بنفسه ليلة عقد قرانه
• قليلاً من الهدوء وكثيراً من العزيمة مع التوكل على الله ورمي التردد خلف الظهر سنشاهد الفريدي فريد العصر
غمزة خاصة :
كتب عيسى بن علي إلى المنصور لما هم بقتل أبي مسلم الخراساني:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا تدبر *** فإنَّ فساد الرأي أن تتعجلا
فأجابه المنصور:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإنَّ فساد الرأي أن تترددا
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 20 / 4 / 1432هـ
الوضع العادي
