[c]يمتد التاريخ المعاصر لكرة القدم لما يزيد عن 100 عام . لقد بدأ فى 1863 فى إنجلترا عندما انقسم اتحاد كرة الركبى و كرة القدم ، و من ثم نشأ أول اتحاد لكرة القدم – اتحاد كرة القدم فى إنجلترا. و قد نشأت كلتا اللعبتين من أصل مشترك و لتاريخ كل منهما شجرة كثيفة الأفرع . فيمر تاريخهما الأول على حوالى النصف دستة على الأقل من الألعاب المختلفة متنوعة بدرجات مختلفة ، و من خلالهم يمكن أن نتتبع تاريخ كرة القدم و تطوره (على الرغم من وجود جدال حول تبرير ذلك) .و مع ذلك ، تبقى حقيقة أن لعب الكرة بالقدم توجد منذ آلاف السنين ،و أنه ليس هناك أى مبرر للاعتقاد بأنها إنحراف من الشكل الأكثر طبيعية و هو لعب الكرة باليدين.

و على النقيض ، و فضلا عن حتمية توظيف الأرجل و الأقدام للعب الكرة فى مشادة بدنية عنيفة ، و غالبا دون وجود قوانين للحماية ، فمما لا شك فيه أن من البداية أنه من الصعب للغاية التحكم فى الكرة بالقدم بل و يحتاج إلى أسلوب مميز و موهبة . و كان الشكل البدائى لمثل هذه اللعبة – و الذى له دليلا علميا - عبارة عن تمرين مهارى لهذا الأسلوب ويرجع تاريخه للقرنين الثانى و الثالث قبل الميلاد فى الصين . فتضمن دليلا عسكريا يرجع لأسرة " هان " الملكية ضمن تمارينه التعليمية تمرين ال "تسو تشو Tsu'Chu" ، و يتضمن هذا التمرين ركل كرة جلدية محشوة بالريش و الشعر "الوبر" خلال فتحة ، عرضها يتراوح ما بين 30-40 سم ، لتدخل شبكة صغيرة مثبتة على "قوائم من البامبو " ، و هو تمرين يتطلب مهارة كبيرة أسلوب مميز .و يوجد شكلا آخر لهذا التمرين ، حيث لا يجوز للمتبارى أن يصوب للهدف مباشرة بل يجب أن يستخدم قدميه ، صدره ، ظهره و كتفيه أثناء مقاومته لهجمات المنافسين .و كان استخدام اليدين غير مسموحا به . و من ثم فإن البراعة الفنية لنجوم اللاعبين اليوم فى استخدام الكرة لا تعتبر جديدة كما كان يظن البعض .

و قد وجد شكلا آخر لهذه اللعبة فى الشرق الأقصى فى اليابان و هو "كيمارى Kemari" ، و يرجع تاريخه من 500-600 عام بعد ذلك و يتم لعبه حتى اليوم .و هو نوع لكرة قدم دائرية ، أقل جاذبية ،و لكنها تتطلب خبر أكثر و مهاره ،و هى غير تنافسية على شكل اللعبة الصينية و حتى لا يوجد أى شكل للمقاومة من أجل الاستحواذ على الكرة . حيث يمرر اللاعبون الكرة لبعضهما البعض لمسافة صغيرة نسبيا محاولين ألا تلمس الكرة الأرض .

و كانت اللعبة اليونانية "ابيسكيروس Episkyros" ؟؟؟؟ ، أكثر نشاطا مثلها مثل العبة الرومانية "هاربستوم Harpastum" .وكان يتم لعب الأخيرة باستخدام كرة أصغر حيث يتبارى فريقان فى ملعب مستطيل الشكل مبينا بخطوط عند حدوده و خطا فى منتصفه .و كان الهدف فى هذه اللعبة هو تخطى الكرة لخطوط الحدود جهة الفريق المنافس ، فيتم تمرير الكرة بين اللاعبين و كان الخداع "التحايل" هو سمة اللعب . و كان لكل عضو فى الفريق مهمة تكتيكية معينة ، حيث يهتم الجمهور بالتقدم و التسجيل و كان دور القدمين فى هذه اللعبة صغيرا جدا أقرب إلى النادر . و استمرت هذه اللعبة فى شهرتها لحوالى 700 أو 800 عام ،و لكن بالرغم من أن الرومان نقلوها معهم إلى إنجلترا إلا أنه هناك شكا فى أنها الرائد أو السلف لكرة القدم الحديثة "المعاصرة ". و ينطبق ذلك أيضا على "هيرلنج hurling" و هى لعبة شعبية للشعب " السلتى" "Celtic" و التى كانت تُلعب و قتها فى "كورنوال Cornwall" و" أيرلندا Ireland" . و من المحتمل و جود تأثيرات لها و لكنه من المؤكد أن التطورات الجوهرية للعبة كرة القدم التى نعرفها اليوم قد تمت فى أنجلترا و اسكتلندا .

لقد كان هناك أشكال محلية و إقليمية متنوعة لتلك اللعبة التى ازدهرت فى الجزر البريطانية منذ القرن الثامن و حتى القرن التاسع عشر - و التى تطورت و تشكلت حتى تكون منها اليوم رياضتا كرة القدم و الركبى . و هما مختلفتان اختلافا جوهريا عن كل الأشكال المعروفة من قبل- غير منظمة ، أكثر عنفا ، تلقائية و عادة ما يتم لعبها بعدد غير محدد من اللاعبين .و كثيرا ما كانت الألعاب تأخذ شكل منافسة ساخنة بين قرى أو مناطق كاملة – خلال الشوارع ، الميادين ، عبر الملاعب -. و كان ركل الكرة مسموحا به ، فى الحقيقة مثله مثل كل شئ آخر ، و على الرغم من ذلك ، كان الركل خارج الموضوع و ذلك لصغر حجم و خفة وزن الكرة المستخدمة فى المباراة .و فى مثل هذه المباريات تكون وظيفة الركل هى إسقاط اللاعبين . و لم توضع القوانين قبل تسعة أعوام بعد ذلك فى 1863 حيث تم وضع معايير لحجم و وزن الكرة .و من ذلك الوقت يتم الوصول لاتفاق بخصوص هذه النقطة بين الأطراف المختصة عند قيامهم بالترتيب للمباراة ، كما حدث فى المباراة بين" لندن London" و " شيفيلد Sheffield" فى 1866 . و كانت هذه المباراة هى الأولى أيضا من حيث التحديد المسبق لزمن المباراة "تم تحديده لمدة ساعة و نصف الساعة ".

و كانت تنتمى "كرة القدم الشروفيتيدية Shrovetide Fotball " كما كانت تسمى إلى تصنيف كرة القدم الغوغائية "Mob Fotball" حيث لم يتم تحديد عدد اللاعبين و كانت القواعد مبهمة ( على سبيل المثال ، كما ينص كتاب" وركينجتون ًWorkington" القديم فى انجلترا ، تكون أى وسيلة مباحة من أجل الاستحواذ على الكرة ووضعها فى الهدف عدا القتل ) . و يتم لعب كرة قدم الشروفيتيد حتى الآن فى بعض الأماكن مثل( "أشبورن Ashbourne" فى" ديربى شاير Derbyshire ") فى ثلاثاء الشروفيتيد " أيام المرافع فى المسيحية " .و بالطبع لم يوجد الشغب كما كان فى الماضى و لا تلك المعاناة من الإصابات كما كان يحدث من قرون مضت .

ان هذه اللعبة من أصل أنجلو ساكسوني و هناك العديد من الروايات حول ظهورها الأول . فمثلا فى كل من كنجستون و تشيستر (Kingston and Chester ) ، تذكر الرواية أن ه تم لعب هذه اللعبة لأول مرة بالرأس المفصولة لأمير دانمركىمهزوم . و فى ديربى "Derby" يقال أنها ظهرت قبل ذلك بكثير ، فى القرن الثالث أثناء الاحتفال بالنصر فى معركة ضد الرومان .

و بالرغم من روايات كنجستون و تشيستر تظهر بعض الحقائق لتعارض النظرية الأنجلو ساكسونية ، حيث لا يوجد دليل على ممارسة اللعبة فى ذلك الوقت فى الأراضى الساكسونية أو فى القارة ، و حتى لم تذكر هذه اللعبة فى الأدب الأنجلو ساكسونى الأول . والأثر الوحيد - يوجد قبل الفتح النورماندى – لمثل هذه اللعبة يأتى من أصل" سلتى " .

و توجد نظرية أخرى محتملة لمنشأ هذه اللعبة فى الفترة التى كانت تُلعب فيها "كرة القدم الغوغائية Mob Football" المذكورة أعلاه فى الجزر البريطانية فى القرون الأولى للميلاد ، حيث أذد هرت لهبه مشابهه فى فرنسا ، و بالأخص فى نورماندى و بريتانى "Normandy and Brittany" . و لذلك من الواضح أن النورمانديون قد جلبوا هذا الشكل من الألعاب معهم إلى أنجلترا .

و ينتج من كل هذه النظريات صورة محيرة فى تركيبها و أكثر تعقيدا من القوانين البسيطة التى حكمت هذا النوع من الألعاب ، إذا ما حاولنا حتى بتسميتها قوانين .

و بعيدا عن النزعة الطبيعية للإنسان ليبين قوته و مهارته " و لو حتى بهذه الطريقة العشوائية و العنيفة ، فإنه من الأكيد أن كان هناك دور ريئيسى للعادات الوثنية و خاصة شعائر الخصوبة ، حيث مثلت الكرة الشمس ، و التى يجب هزيمتها من أجل تأمين الحصاد الوفير . يجب تسيير الكرة حول أو عبر الحقل كى تزدهر المحاصيل ،كما يجب صد هجمات المنافسين .

و هناك دلالة أخرى ترتبط بتلك المباريات بين الرجال المتزوجين و و الغير متزوجين و التى انتشرت لقرون فى بعض المناطق فى إنجلترا .و بالمثل تلك المباريات بين النساء المتزوجات و الغير متزوجات المدينة الاسكتلندية أنفر يسك فى نهاية القرن السابع عشر . و التى، ربما عن عمد ، كانت تنتهى لصالح النساء المتزوجات . لا تعتبر كرة القدم النسائية جديدة كما يظن البعض .و هنالك الرؤى المختلفة للعلماء "الباحثين" حول أصول اللعبة و حول إمكانية وجود تأثير لبعض الديانات على نشوءها ، و لكن هناك شيئا و احدا لا يمكن الجدال فيه و هو أن كرة القدم وجدت منذ ألاف السنين فى أشكال أولية متنوعة ، فى المنطقة نفسها التى نصفها بأنها موطن اللعبة و هى إنجلترا و الجزر البريطانية .لقد برهنت سلسلة الحظر و المنع القاسية فى بعض الأحيان والمعتدلة فى البعض الآخر ، على مدى الحماس الهائل لهذه اللعبة برغم أنه قد تم منعها من قِبل السلطات . و قد بين اعتراض السلطات المتكرر الغير ناجح مدى عجزهم لمنع مثل هذه اللعبة بالرغم من رفضهم و تهديدهم بالعقاب القاس .

و من عهد بعيد منذ 1314 ، قد رأى اللورد عمدة لندن أنه من الأفضل إصدار بيان بمنع ممارسة كرة القدم داخل المدينة لما تسببه من ضوضاء . و يكون السجن هو عقاب منتهك هذا القانون .و قد أصدر الملك إدوارد الثالث قيود قاسية فى 1331 لمنع كرة القدم ، و التى كانت تعتبر "إزعاجا عاما" . و فى الوقت نفسه ظهرت إجراءات مشابهة فى فرنسا .

و فى أثناء حرب المائة عام بين إنجلترا و فرنسا منذ 1338 و حتى 1453 لم تكن المحكمة أيضا ميالة لكرة القدم "و إن يكن لأسباب مختلفة .و قد جعل كل من إدوارد الثالث ، ريتشارد الثانى ، هنرى الرابع و هنرى الخامس كرة القدم يعاقب عليها القانون حيث كانت تتسبب فى منع رعاياهم بممارسة التمرينات العسكرية الأكثر نفعا و بالأخص الرماية ، و التى لعبت دورا هاما و ذو قيمة فى الجيش الإنجليزي فى ذلك الوقت .

و قد اعتبر كل الملوك الاسكتلنديون أنه من الضرورى استهجان و منع كرة القدم .و من أشهر هذه القرارات ذلك المرسوم الذى نادى به البرلمان المنعقد فى حضرة الملك جيمس الأول فى 1424 :" لا يلعب أى فرد كرة القدم " . و لم يكن لأى من هذه الجهود أى تأثير فعّال . فشعبية اللعبة بين الناس و المتعة الواضحة فى لعب الكرة أصبحت أعمق من أن يتم استئصالها .

و قد زاد حب اللعبة فى العصور الإليزابيثية . و قد جاء التأثير الذى لعب دوره فى تقوية شعبية اللعبة من النهضة الإيطالية ، و خاصة من فلورينس ، و لكن أيضا من فينيسيا و مدن أخرى و التى انتجت شكلها الخاص من كرة القدم و المعروف ب كالسيو "Calcio". و كان هذا الشكل أكثر تنظيما من مثيله الإنجليزي و كانت تلعب بفرق ترتدى ذيا خاصا ملونا فى الاحتفالات الهامة المقامة فى عطلات معينة فى فلورينس .و قد كان حقا عرضا رائعا .أما فى إنجلترا ، فلا تزال اللعبة كما كانت خشنة و ينقصها التنظيم .و لكنها فى ذلك الوقت و جدت مساندا بارزا و الذى استحسنها "اذا لم يكن لأسباب أخرى" عندما شاهد متعة اللاعبين الذين يعدون وراء الكرة . إن هذا المساند هو ريتشارد مولكاستر "Richard Mulcaster" ، المعلم الكبير ، مدير مدارس ميرشانت تايلور و القديس بول المشهورة . و قد أشار إلى أن اللعبة لها قيمة تعليمية إيجابية و ترتقى الصحة و القوة . و أشار إلى أن اللعبة سيكون نفعها أكبر إذا ما تم تحديد عدد المشاركين فى كل فريق و من الأهم أن يتواجد حَكما صارما .

لقد كان الاستياء من كرة القدم حتى ذلك الوقت لأسباب عملية ، فتعتبر اللعبة إزعاجا عاما و تتسبب فى ضرر للملكيات ، فمثلا فى مانشيستر فى 1608 ، حرمت كرة القدم مرة أخرى لأنها تسببت فى تحطيم الكثير من النوافذ .



و فى غضون القرن السادس عشر تم شن هجوما جديدا من نوعه على كرة القدم .فمع انتشار الحركة التطهرية "Puritanism" ارتفعت الهتافات ضد أنماط التسلية التافهة ، حيث تم تصنيف الرياضات من ضمن هذه الأنماط و بالأخص كرة القدم .و كان الاعتراض الرئيسى أنها تشكل انتهاكا لأمن "راحة" فى أيام العطلات .و هناك هجمات أخرى تم شنها ضد المسرح و الذى أعتبره المتطهرون شرا و نوع من العطلة .و هذا هو أساس لمنع أنماط التسلية فى أيام الأحد الإنجليزية ، و التى تم إعتبارها فيما بعد عنصر دائم أثناء فترات المتطهرون و الكمونولث ( بالرغم من أنه يقال أن أوليفر كرومويل نفسه كان لاعب كرة متحمس فى شبابه ). و من ذلك الوقت كانت كرة القدم محرمة فى أيام الأحد ، و قد استمرت هكذا لحوالى الثلاثون عاما ، و حتى تم رفع هذا التحريم مرة أخرى بصورة غير رسمية فى بادئ الأمر و بصفة مطلقة بالموافقة الرسمية لاتحاد كرة القدم ،و إن يكن بمقياس صغيرا نوعيا .

و بالرغم من ذلك ، فم تستطع أى من هذه العقبات إبادة كرة القدم.فلنأخذ " ديربى " كمثال ،فيما بين 1731 و 1841 ، حيث قامت سلطات المدينة بمحاولات متتالية لمنع لعب كرة القدم فى الشوارع .و فى النهاية كانت تلجأ السلطات لقوانين الشغب قبلما يكون هناك أى تأثير على الإطلاق .



يقول الكل لم يكن هناك أى تقدم فى تطور كرة القدم لمئات السنين .و لكن بالرغم من أن اللعبة كانت محرمة لخمسمائة عام ، إلا أنه لم يتم وقفها بصورة حتمية . و من عواقب ذلك أن كرة القدم ظلت خشنة ، عنيفة و غير منظمة . و لم يحدث أى تغيير حتى بداية القرن التاسع عشر حيث أصبحت مدرسة كرة القدم عادة و خاصة فى المدارس العامة المعروفة ، و من هنا كانت نقطة التحول . و فى هذه البيئة الجديدة أصبح من الممكن عمل تجديدات و تعديلات لكرة لهذه اللعبة .

و ظلت القوانين بسيطة و مفتوحة كما لو أنه لا يوجد شكل منظم له معايير . لقد طورت كل مدرسة شكلها الخاص و فى بعض الأحيان كانت تختلف هذه الأشكال بدرجة كبيرة .لقد ظلت الاوجه التقليدية لهذه اللعبة و لكن و لكن- فى معظم الأحوال - اعتمدت التعديلات فى الأساس على أرض الملعب المتاحة . فإذا ما تم استخدام ملعب مرصوف "ممهد" و محاط بسور من الطوب فإنه ببساطة لن تتوافر مساحة كافية لكرة القدم الغوغائية و قد ساعدت مثل هذه الظروف المدارس "مثل كارتر هاوس "Charterhouse"، ويستمنستر"ًWestminster" ، إتون "Eton" و هارو" Haro" على خلق ذلك الشكل من اللعبة الذى يعتمد على البراعة الفنية لتمرير اللاعبين للكرة أكثر من ذلك الشكل الذى تستخدم فيه القوة والعنف فى تلك المجاحشة .و على الجانب الآخر كانت تميل بعض المدارس الأخرى مثل تشيلتينهام "Cheltenham" و ركبى "Rugby" إلى اللعبة الأكثر عنفا و التى يمكن فيها لمس الكرة باليد أو حتى حملها .و قد تم تأييد تلك الأشكال الأولية لكرة القدم عندما تم التوصل فى الدوائر التعليمية أن كرة القدم ليست مجرد رغبة فى العدو بطريقة سخيفة "صبيانية" و لكنه يمكن الاستفادة منها تعليميا .و مما زاد من قابليتها أنها توفر الإلهاء عن بعض الأمور الأخرى مثل إدمان شرب الخمر أو المقامرة .و قد بدأ اتجاه جديد للسماح باللعبة و الذى أدى فى آخر الأمر إلى وجود جماعة المؤيدين لتلك اللعبة فى المدارس العامة .و قد تحقق ذلك – عندما لوحظ كيف تنامت فى أعضاء الفريق بعض الصفات الحسنة مثل الإخلاص ، التعاون ، المرؤوسية ،و احترام روح الفريق .لقد أصبحت الألعاب جزءا مكملا للمنهاج الدراسى و أصبح الاشتراك فى لعب كرة القدم إلزاميا .و قد قام د/ توماس أرنولد، مدير مدرسة الركبى، بعمل بعض التحسينات فى هذا الاتجاه ، ففى 1846 فى مدرسة الركبى تم وضع أول شكل قياسى للقوانين للعبة منظمة .و كانت هذه القوانين فى كل الأحوال خشنة بما يكفى ، حيث كان مسموحا ركل أرجل المنافسين فى منطقة أسفل الركبة ، و لا يجب أن يظل ثابتا بينما تقوم مقدمات الساق بالعمل . و كان مسموحا أيضا مسك الكرة باليد و منذ ذلك الوقت فى 1823 عندما قام "ويليام ويب أليس "بالعدو ماسكا بالكرة تحت ذراعه أصبح مسموحا مسك الكرة باليد .و قد اتبعت الكثير من المدارس هذه الطريقة و أقرت قوانين مدرسة الركبى ،و رفضت مدارس أخرى مثل" أتون" و "هارو" و" وينشيستر" ذلك الشكل من اللعبة ، و فضلت ركل الكرة و كان ممنوعا حمل الكرة .و قد كانتا مدرستى كارترهاوس و ويست منستر أيضا ضد فكرة حمل الكرة . بالرغم من ذلك لم يقوموا بعزل أسلوبهم كما فعلت بعض المدارس و لكنهم شكلوا النواة التى عن طريقها بدأ هذا الشكل من اللعبة فى الإنتشار .

و أخيرا ، فى 1863 وصلت التطورات إلى ذروتها . فى جامعة كامبريدج ، و بينما قام طلاب المدارس المختلفة بعمل محاولات 1848 للوصول لشكل سائد لكل هذه التعديلات على اللعبة ، فقد بدأت مبادرة جيدة فى إنشاء بعض المعايير الثابتة و القوانين التى يتقبلها كل فرد .و من هذه النقطة ، أعترض الكثير على تلك الممارسات العنيفة مثل الإعتراض و ركل مقدمة الساق ، و اعترض الكثيرون أيضا على حمل الكرة ، بل و كان ذلك هو سبب انسحاب جماعة الركبى ، فمن المحتمل أنهم وافقوا على منع ركل مقدمة القدم و التى تم منعها فيما بعد من الركبى ، ولكنهم عارضوا فكرة التخلى عن حمل الكرة .

و كانت هذه محاولة من كامبريدج للخروج من الحيرة التى تحيط قواعد اللعبة .و قد ظهرت المبادرة الحاسمة بعد عدة لقاءات تم تنظيمها فى نهاية نفس العام (1863) فى لندن .و قد أُرسل إحدى عشر ناديا و مدرسة ممثليهم إلى "Frrmason's Tavern" ، فى 26 أكتوبر 1863 ، و اجتمع الممثلون و هم عازمون على الوصول لفض ذلك الاختلاط فى القواعد عن طريق وضع مجموعة من القوانين الجوهرية التى يتفق عليها كل الأطراف و ذلك للسيطرة على المباريات المقامة بينهم .و قد شهد هذا اللقاء ميلاد اتحاد كرة القدم .و قد تم الانتهاء من النزاع الدائم الخاص ب ركل مقدمة القدم ، الاعتراض و حمل الكرة فى هذا اللقاء و اللقاءات التابعة حتى رحل المعارضون العنيدون" مؤيدو أسلوب الركبى" لهذا القرار عن موقفهم فى الثامن من ديسمبر ، و على كل حال هم كانوا أقلية .فقد اعترضوا أن يكون أى جزء فى اللعبة يمنع ركل مقدمة القدم ، الاعتراض و حمل الكرة ، وتم الوصول لمرحلة أن الغايات غير متوافقة ، و بالتالى أنفصل كل من الركبى و كرة القدم فى 8 ديسمبر 1863 .و اصبح انفصالهم متناقض تماما لمدة ستة سنوات حتى تم تضمين فقرة شرطية فى قوانين كرة القدم تمنع أى لمس للكرة باليد "و ليس فقط حملها" .

و بلغ أعضاء اتحاد كرة القدم خمسون ناديا بمجرد مرور ثمانية أعوام على تأسيسه .و كانت أول منافسة فى العالم بدأت فى نفس العام – كأس اتحاد كرة القدم "The FA Cup" و الذى سبق بطولة الدورى ب 17 عاما .

تم ترتيب المباريات الدولية للجمهور فى بريطانيا العظمى قبل السماع عن كرة القدم فى أوروبا .و تم لعب أول مباراة فى 1872 و كانت بين إنجلترا و اسكتلندا .و نتج عن هذا الدورى المفاجئ لكرة القدم تلك المنظمة و المصحوبة بتنظيم جماهيرى بعض المشكلات حيث لم تتمكن الدول الأخرى من المواجهة "التحدى" إلا بعد فترة و كانت الحرفية من إحدى هذه المشكلات .و كانت الحركات الأولى فى هذا الاتجاه فى 1879عندما استطاع داروين "نادى صغير فى لانكشاير" الانتصار مرتين على نادى إتونيانز "الذى لا يمكن هزيمته" فى كأس اتحاد الكرة .و أمام فريق لندن الشهير استطاع الهواة الاختراق و الفوز فى محاولتهم الثالثة . و كان لاعبى داروين : الاسكتلنديين جون لوف"John Love" و فورجس سوتر "Forgus Suter" هما أول من تقاضى مكافأة على موهبتيهما فى كرة القدم .و ازدادت هذه العادة سريعا و وجد اتحاد كرة القدم نفسه مجبرا على إجازة "تقنين " الحرفية "الاحتراف" فى 1885. لقد سبق هذا التطور أى تشكيل لأى اتحاد وطنى خارج بريطانيا العظمى " أعنى هولندا و الدنمارك " بحوالى أربعة أعوام .

و من أقدم الاتحادات التى تلت اتحاد كرة القدم الإنجليزى ، الاتحاد الاسكتلندى "Scottish FA"(1873) ، اتحاد ويلز "Wales FA" و الاتحاد الأيرلندى "Irish FA" .و لم يكن أمام إنجلترا اتحادا لتلعب ضده . عندما لاعبت اسكتلندا إنجلترا فى جلاسجو "Glasgow" فى 30 نوفمبر 1872 ، لم يكن الاتحاد الاسكتلندى حتى موجودا – و لم يوجد لثلاثة شهور أخرى . و الفريق الذى لاعبته إنجلترا فى ذلك اليوم كان فى الحقيقة أقدم فريق للنادى الأسكتلندى " كوينز بارك".

بدأ انتشار كرة القدم خارج بريطانيا العظمى ببطئ ، معتمدا على التأثير البريطانى فى الخارج ، و لكنه سرعان ما استمد قوته الدافعة و انتشر بسرعة لكل أنحاء العالم .و كانت الدول التى شكلت اتحادات كروية بعد هولندا و الدانمارك فى 1889 كانت نيوزيلندا (1891) ، الأرجنتين (1893) ، شيلى (1895) ، سويسرا ، بلجيكا (1895) ، إيطاليا (1898) ،ألمانيا ، اورجواى (كلاهما فى 1900) ، هنغاريا (1901) ،و فنلندا (1907) .عندما أُسست الفيفا (FIFA) فى باريس فى مايو 1904 كان لها سبعة أعضاء مؤسسين : فرنسا ،بلجيكا ،الدنمارك ، هولندا ، أسبانيا (ممثلة فى نادى مدريد)، السويد و سويسرا .و عقد اتحاد الكرة الألمانى العزم على الانضمام فى نفس اليوم .

و قد نمى هذا المجتمع الكروى الدولى بثبات بالرغم من مواجهته لبعض العقبات . فى عام 1912 انضم 21 اتحادا وطنيا للاتحاد الفيدرالى الدولى لكرة القدم "FIFA" . و بحلول عام 1925 ازداد عدد الأعضاء ليصل إلى 36 ، و فى 1930- العام الذى أقيمت فيه أول كأس عالمية – كان عدد الأعضاء 41 ،و وصل العدد إلى 51 فى 1938 ، وفى عام 1950 ، بعد الفاصل الذى سببته الحرب العلمية الثانية و صل العدد إلى 73 عضوا ،و فى الحاضر ، بعد اجتماع الفيفا المعتاد أصبح للفيفا 204 عضوا فى كل أنحاء العالم .

================
[c][/c]

[/c]

يعطيك الف عافيه اخوي على هذا الموضوع الاكثر من رائع .

مدمي الشباك سام 6 ..

موضوع رائع ..

وحقائق .. اقرؤها للمرة الأولى !

تغيرات كبيرة وانقلابات كثيرة حصلت خلال تاريخ هذه الكرة الساحرة ..

وشتان مابين ماضيها ..

والحاضر ..

أجدد لك شكري وتقديري ..

أخوك ..

الجارف ..

موضوع جميل ورائع ....

وبالفعل يستحق ان اجعل له حفظ في جهازي ...

تحياتي أخي الكريم على هذا الموضوع ... وننتظر المزيد

شكرا جزيلا على الموضوع الروعة

الله يعافيك اخوي ((الاسطوره باتي))


العفو اخوي ((الجارف)) وهذا واجبنا


البحار المحب: تحياتي لك اكثر

انا: العفووو