|
مسرح العقول
ما أن تسمع كلمات اي اغنية كانت سواء صنفت من الأغاني القديمة أو الحديثة أو ما ان تقرأ لأي قصيدة غزلية من القصائد التي يطلقها الشعراء وتفيض قلوبهم شوقا وحبا وغراما - على حد قولهم - الا وتجدها تعج بمفردات الحب والغرام والعشق والهيام وبين كل مفردة واخرى عشرات المفردات التي توازيها في المعنى وتماثلها في المضمون.
ونحن في هذا السياق بطبيعة الحال لا نقصد الحب بصفته العامة ولكن فقط العشق والغرام كما يتفوه بذلك الشعراء وتنطلق به حناجر المغنون ويرددها بعدهم عشاق الفن كما يطلقوا على انفسهم.
الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع ليس لأنني ارى هذا الوضع بمنظار اسود ولن اقول ان كل من يتفوه بالحب فهو مخادع او مستدرج للعواطف ومستغل لعقول المراهقين والمراهقات ولكن النتيجة الحتميه لذلك الحب غير مذكورة في مجمل هذه القصائد, وأقصد بذلك الزواج فلو وضعنا مقارنة بسيطة بإحصاء مفردات الحب والهيام والعشق والوله وبين كلمة الزواج أو بين كلمة حبيبتي وبين كلمة زوجتي فما هي نتيجة المقارنة ؟ أعتقد أن النتيجة محسومة ..
لو تساءلنا هل اصبحت كلمة الحب هي وسيلة للعابثين يسيرونها مثل ما يريدون ليتلاعبوا بمشاعر واحاسيس القلوب من أجل الوصول الى اهداف دنيئة ؟ وهل اصبحت عبارات الحب والغرام هي المتنفس الوحيد للشباب والشابات أو هي فقط من اجل ازالة العراقيل ووضع التبريرات لإنشاء علاقات عاطفية مع الجنس الآخر ولكن من دون زواج !
نعم انجذاب كل جنس للآخر هي فطرة من رب العالمين بل ان الله سبحانه وتعالى اوجدها ليكون الزواج واستمرار الحياة البشرية ولكن بالرغم من ذلك أوجد لنا حدود وقيود لتكون خطوط حمراء لا نتجاوزها وذلك باتباع ما نصت عليه الشريعة الاسلامية واجتناب ما خالف الدين والأدب والاخلاق.
 | 