الموضوع: طقوس خاصة
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 18/10/2008, 12:17 PM
ميّادة ميّادة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
مشاركات: 401
طقوس خاصة

:: تذكرة الدخول ::
كم يبلغ منسوب ما تقتطعه من يومك للمكوث أمام الشاشة ؟



أحياناً يكون التساؤل الهلاميّ و المفاجئ بذرة لتفكير عميق , نحن نمارس معظم طقوسنا بدافع الحب أم الاعتياد ؟

في الصباحات الماضية التي تبدو بعيدة كمالمواسم الممطرة كان ازدحام الأعمال المرهقة و المجهدة فكرياً تضفي على كل وسائل الترفيه متعة فريدة
و كأنها فعلاً استراحة محارب وقف ليتفيأ قبل أن يعاود منازلة الحياة اليومية أو المهنية من جديد
مؤخراً أصبحت أحتاج لنزال مهام حياتية تبدو كاستراحة من الروتين اليومي البليد.
الأيام سريعة الاحتضار و كأنها تستنجد بنا لنكون أسرع إنعاشاً لها.


الرتابة و الروتين يخلقان طقوساً خاصة تبلور أيامنا و عاداتنا دون أن نشعر , نمارسها بفعل العادة التي دائماً ما تطوّع إراداتنا الخجولة
يمضي أغلب الوقت تقريباً و نحن ماثلين أمام الشاشة لأغراض مهما كانت أهميتها إلا أنّها أحياناً تسرقنا من التفاعل مع المحيط الطبيعي و العام
إلي أي أثر يمتد بنا هذا الأمر , و إلى أيّ مدى استحالت وسائل الترفيه أو التثقيف إلى طقوس يومية ثابتة ؟

شخصياً لا أنكر أن الانترنت سرق الكثير من وهج حياتي الطبيعية, سابقاً كنت أرتاده ارتياد الغريب , أشبع شيئاً من فضول معرفتي و أمضي
لكن مؤخراً أصبح يفرض وجوده و بشدّة على مسيرة السنوات القليلة الماضية و ربما الآتية أيضاً
أحياناً كثيرة نفقد القدرة على الموازنة بين الضروريات للحد الذي يجعلنا نقصر كثيراً في أولويات أخرى


عندما طرأ لي التساؤل حاولت رصد معظم المواقع التي أرتادها بشكل روتيني يومياً أو لفترة أيام و أحتفظ بها في المفضّلة فيما أحتفظ به في أروقة جهازي الشخصي.

و يبدو هذا كتبادل معرفي بيننا للاستفادة , فانفضوا غبار مفضّلاتكم و أشياؤكم الافتراضية الجيدة





بعض المواقع رائعة بالفعل و مفيدة لكل من يهتم بالقراءة الأدبية بشكل خاص ,


سأستعرض جزء مما أرتادها و أهتم بمتابعتها من وقت لآخر


* المسيرة الإلكترونية " موسوعة للأدب و الشعر "
موسوعة رائعة من إعداد الكاتب شريف بقنه , مصنفة حسب القارات و من ثم الترتيب الأبجدي للأدباء
كود:
http://www.almasira.net/
صعب جداً الاقتباس من الموقع لأنه يعتبر كمادة مرجعية للعديد من الأعمال العالمية , بإمكانك فقط اختيار اسم الكاتب لتضمن إبحار ممتع في إبداعه


* لعبة ترفيهية
مسلية لكن ما قدرت أتخطى 35 ثانية فيها :$ تعتمد على التركيز و السرعة بشكل كلي
كود:
http://www.iol.ie/~dluby/escape.htm

*مجلة جهات الأدبية
تحت إشراف قاسم حداد, موقع رائع جداً يعتبر موسوعة زاخرة بإنتاجات الأدباء فيما يتعلق بالشعر و السرد

من الموقع :
سقوط مدوٍّ لريشة
إصدار للشاعرة العمانية / بدرية الوهيبي
تعرفت عليها من خلال إعلان عن إصدارها في الموقع , قرأت صفحتها كاملة و كانت فعلاً تستحق القراءة و التصفيق أيضاً

* دروب

من الموقع :
الكراسي و الـ 60 داهية للرطيان
يعجبني كثيراً دهاء هذا الكاتب و حسه الساخر الذي يتناول من خلاله القضايا التي يطرحها في مقالاته
في ذهني ارتبط كثيراً بالهليل بما يتناول في كاريكاتيراته الفرق هو في الناحية التصويرية لكل منهما أحدهما يعتمد على البعد البصري و الآخر المقروء
صفحته في دروب تضم العديد من مقالاته الرائعة


* البوصلة
وهذا موقع آخر بالرغم من وجوده المهمل في مفضلتي إلا أنه قد يفيد أحد من المهتمين بعلوم البرمجة و التقنيات


و مواقع أخرى تهتم بفنون الموسيقى الكلاسيكية الشرقية و الطربية لا مجال لذكرها احتراماً لقوانين المنتدى.




بالرجوع للحديث المبدئي عن الطقوس المعتادة لارتياد الإنترنت قرأت فيما مضى عن المزاجية الكتابية و مدى إرتباطها الوثيق بالكتّاب و المفكّرين و لأن الإبداع لايكون إلا بملامسة الجنون الخيالي الجامح كانت طقوس بعض الكتّاب أشبه بضربٍ من خيالٍ وجنون يكشف لنا جزءً معتماً في الحياة الشخصية لبعضهم
هذا إلقاء بسيط عما نشرته صحيفة الوحدة السورية فيما يتعلق بالطقوس المرتبطة بالمشاهير :
" يروى عن الشاعر الكبير « الجواهري » أنه في لحظة القصيدة كان يقوم بغناء المقامات العراقية القديمة وهو جالس في الحمام - أكرمكم الله - بينما كان الشاعر نزار قباني يستلقي على الارض وأمامه عدد هائل من الأوراق الملونة لتضفي على القصيدة النزارية ألوانها العاطفية المعروفة
فيما كان دوستويفسكي يقرأ الرواية التي يكتبها بصوت عالٍ حتى يحفظها عن ظهر قلب قبل أن ينتهي من كتابتها 0
أما فولتير فلم يكن يستطيع الكتابة إلا إذا كانت امامه مجموعة من أقلام الرصاص وبعد أن ينتهي من الكتابة يحطمها ويلفها في الورقة التي كتب عليها ثم يضعها تحت وسادته وينام 0‏
وماركيز لايعرف الكتابة إلا امام الآلة الطابعة و يستنكر أن يكون الكاتب جائعاً وفقيراً حتى يكتب عن عذاباته 0 بل يرى عكس ذلك تماماً كما عرف عن نجيب محفوظ انضباطه مع الزمن ودقته في تمضية وقته وهو يكتب , وكان يخرج في ساعة معينة من بيته ويكاد الناس يضبطون أوقاتهم عليه 0‏
وفي العصور الاقدم كان المتنبي يصوغ شعره على إيقاعات خطواته , وكان أبو تمام يكتب في غرفة حارة بعد أن يرش أرضها بالماء وكان جرير يتقلب في الصحراء , وبعض الكتاب لايكتبون إلا بقلم معين ووقت معين , وبعضهم لايكتبون إلا على ورق خاص ملون أو صقيل فيما يكتب البعض الاخر في أي مكان في الشارع أو المقهى أو البيت أو الحافلة , الأدباء نماذج غريبة من البشر وطقوسهم هي الأغرب وحياتهم لاتخلو من الكثير من المفارقات , فهذا تولستوي الفاشل في دراسته كان في شبابه ينفق أمواله على الترف والبذخ, لكنه في نهاية حياته صار يرتدي ثياب الفلاحين ويضع أحذيته بيديه ويكنس غرفته بنفسه ويأكل في طبق من الخشب " انتهى .


أذكر قبل فترة عُرضت حلقة في العربية فيما يخص هذا الأمر للأسف لم أشاهد منها إلا جزء بسيط مما يتعلق بنجيب محفوظ و مدى دقّته في استهلاك الوقت
حيث أنه يتوقف عن إتمام كتابة كلمة أو جملة مهما كان منهمكاً في حال استنفذ الوقت المخصص لها بالضبط .


و أخيراً قنوات الجوال تعتبر جزء من المفضلات الشخصية التي تعتبر بريد ثريّ و متعدد التوجهات و بعضها يهتم بإرفاق مواقع إلكترونية مهمة في مجالات متخصصة و مختلفة

هذه مقتطفات بسيطة من قنوات متفرقة مفيدة بالفعل :


- علم الفراسة : هو العلم الذي يبحث في ظواهر الناس ليكشف بواطنهم , وتعرف الفراسة إصطلاحاً على أنها الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الباطنة
أرسطو هو أول من كتب عنه و قد برع العرب فيه و أشهرهم أبناء نزار بن معد في فراسة الأثر ( العيافة ) و فراسة البشر ( القيافة ) كما أن القرآن تنازلها في قوله تعالى : " سيماهم في وجوههم " و حالياً هو علم يدرس بالجامعات و يسمى بالبراسيكولوجيا

- الأعمال الناجحة و الإبداعية تنبع دائماً من أناس واجهوا الخطر ! و وصلوا إلى النهاية القصوى للتجربة,
وصلوا إلى نقطة لا يستطيع أي كائن إنساني عادي أن يصلهاو كلما إزدادت جرأة الإنسان على التوغل كلما أصبحت حياته أكثر جدارةبالاحترام و أكثر ذاتية و أكثر تفرداً
كثير من المبدعين عاشوا حياة جنون و اضطراب فبعضهم حجز في مصحات عقلية كالشاعرالأمريكي " عزرا باوند " و الرسام " فان كوخ " الذي قص شحمة أذنه وقدمها هدية لصاحبته
و نيتشه فيلسوف القوة الذي أنهى حياته مصاباً بالجنون الكامل و عاش سنوات في المصحة العقلية

- هل تعلم أن الآية 29 من سورة الفتح
تجمع الوحدات الصوتية في اللغة العربية كلها (34)وحدة صوتية : 28 حروف الهجاء
و ثلاث حركات قصيرة الضمة و الفتحة و الكسرة وثلاث وحدات طويلة الألف و الواو و الياء

- تجربة الاقتراب من الموت : هي ظاهرة غير طبيعية من النادر حدوثها بين الناس تتلخص في أن البعض ممن خضعوا لعمليات خطيرة يشاهدون الكادر الطبي و محاولاتهم لإنعاشه و يروون ذلك لهم بعد العملية بدقة و كأن الروحقد فارقت الجسد و من أكثر التشابهات التي رويت في تلك الحوادث مرور
الشخص في نفق إما أبيض أو مظلم إلى أن يصل إلى نور أبيض عند حصول بعض الحوادث الخطيرة , حالياً لايوجد تفسير علمي لتلك الظاهرة


و العهدة على الراوي




نهايةً أتمنى أن أكون قد ساهمت و لو بالقليل في إثراء جزء من إهتماماتكم و مُرحّب بأي إضافة مثرية للموضوع.


قراءة ممتعة .


اضافة رد مع اقتباس